الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
العالم يشهد تحولات كبيرة ومتسارعة في الاقتصاد والإدارة الرقمية والعديد من المجالات وبشكل غير مسبوق على الاطلاق وهذا أيضا ملحوظاً وأصبح واضحاً جلياً خلال السنوات القليلة الماضية حيث من هذه التحولات هو التحول والانتقالية من مفهوم ثورة المعلومات (Information Revolution) ألي مفهوم ثروة المعلومات (information wealth)، والذي رفع من حدة المنافسة، وهذا يجعلني أقول بكل اطمئنان بأن لدينا المقومات الإيجابية الممكنة، ويجب علينا استغلالها في التعامل مع ثورة المعلومات، وبأنها ليست ثورة فقط كما كانت بالأمس بل أنها أصبحت اليوم ثروة إذ تم استخدامها واستغلالها بصورة مثلى وبشكل جلي ومثمر في العلوم والمعرفة وفي كافة الجوانب الحياتية، الاقتصادية والاجتماعية، والتقنية ( الرقمية) وأيضا تعتبر الموارد المعلوماتية موارد في غاية الأهمية في عصر المعلومات المعولم، ويجب أن تستغل مثل أي موارد أخرى، وعلينا الان بأن نقول أن الموارد المعلوماتية يجب أن تستخدم وتستغل مثل أي موارد أخرى وبصورة مثلى من أجل أضافة قيمة نسبية ومضافة تساهم في التنمية المستدامة وبشكل مستدام من خلال طرق مبتكرة تحول ثورة المعلومات إلى ثروة المعلومات، ويمكنني بأن أعرف ثروة المعلومات: بأنها استخدام أو مجموعة استخدامات تستغل وتمكن الموارد المعلوماتية، بالمواءمة مع عناصر التنمية المستدامة؛ الموارد البشرية، والموارد الطبيعية، والموارد التقنية، بطرق مبتكرة على أن يكون هناك مخرجات تضيف قيمة مضافة للاقتصاد والمجتمع واستغلال الرقمية لكي يكون الاقتصاد نموذجاً يحتذى به في اقتصاد عالمي معولم يكون منافساً بمفاهيم جديدة مختلفة ومبتكرة وبمفاهيم غير تقليدية من خلال المبادرات وتشجيع الأفراد، والمواهب، والمبتكرين، والمخترعين على العمل الجماعي المشترك على الصعيد المحلي والاقليمي والعالمي وصنع قدرات بشرية متميزة في مجال ثروة المعلومات، ونتعامل على أن ثورة المعلومات ثروة.
وهذا يحتم علينا أن نحافظ على الموارد المعلوماتية، وأمن المعلومات واستغلالها بصورة مثلى وتنميتها تنمية مستدامة يعود بنفعها على المجتمع، وكذلك يحتم علينا إن نستغلها نحن كأفراد بما يعود علينا بالنفع وخدمة مجتمعنا وأن نفرق بين الغث والسمين، وبين السلبيات والايجابيات، وبين الفرص والتهديدات من الكم الهائل من ثورة المعلومات، ونتعامل معها بمفهوم الثروة التي تضيف فكراً إيجابياً ومنفعة نسبية لنا وللمجتمع، وايضا قد تكون ثروة المعلومات شيئا غير ملموس او ليست مال بل ثروة فكرية، وثقافية، وحضارية، والمال صُنْعَ الفكر البشري بتوفيق الله وحده لا شريك له، وثورة الذكاء الصناعي أحد صور ثروة المعلومات، واحد مراحل التقنية المتقدمة التي تتخذ الآلة فيها القرارات بذكاء وبديلا عن البشرية بدعم من الموارد البشرية، والموارد التقنية، وسوف تسرع من عمليات الانتقالية من مفهوم ثورة المعلومات إلى ثروة المعلومات من خلال محاكاة الآلة إلى البشر، وسوف تكون الآلة مستقبل العالم الجديد، والتي يجب تكييفها بما يتناسب مع الاحتياجات ورغبات البشرية التي تتسم بالتغير والتجدد في ظل المتغيرات المتسارعة والتحولات الذي يشاهدها العالم اليوم في كافة مجالات وجوانب الحياة المعاصرة.
أيضا من صور ثروة المعلومات، الخدمات الذاتية التي أجد انها لم تستغل بالشكل المطلوب كما ينبغي لها وكما يجب أن يكون، فالآلات أمامها مهام عديدة مستقبلا وعلينا صناعتها بذكاء وبرمجتها بالذكاء البشري وتكييفها لسد احتياجات ورغبات البشرية المتجددة وجعل مُدننا ومنازلنا وجامعاتنا وبنوكنا وغيرها.. ذكية بالذكاء البشري الذي أوجد ما يسمى بالذكاء الاصطناعي، ولولا احتياجات الإنسان التي ذكرنا سابقا بأنها تتسم بالمستجدات والمتغيرات لما حدثت الاستكشافات والاختراعات البشرية المتسارعة في جميع العصور التي مضت وعلى مر الأزمان والتاريخ.
ولكن هناك اسئلة اتدور في ذهني وتحفز مجال البحث والدراسات العلمية، وتشغل العالم اليوم في مرحلة تقنية مختلفة تماما عن جميع المراحل الصناعية والتقنية وتطور العلوم التي كانت في السابق، وهي مرحلة الذكاء الاصطناعي الذي سوف تقوم الآلة باتخاذ القرارات بدلا من البشرية والبشر في نفس الوقت هم الذين يقوم بالبرمجة حسب الهدف من القرارات الذي سوف تتخذ، والذي يميز الذكاء الاصطناعي عن الثورات الصناعية ومراحل التقنية السابقة، والاسئلة التي تدور في ذهني هي كالتالي:
– هل البشر سوف يستخدمون الذكاء الاصطناعي من أجل منفعتهم ومصلحتهم (الفرص) دون أي ضرر؟
– وهل أذا كانت هناك مضار (التهديدات) سوف نتعامل معها بشكل استباقي، ونضع الحلول لها بشكل استباقي، وسريع دون حدوث أي ضرر، ونضع تشريعات قانونية دولية تحكم استخدامات الذكاء الاصطناعي، والتقنية ككل؟ والتي أجد بأن هناك نقص وأضح في هذا الجانب على الصعيد الدولي وغير واضح، وقد يسبب ثغرات أمنية على مستوى عالمي، خصوصا وهناك أخلاقيات لاستخدام الذكاء الاصطناعي والتقنية يجب أن تحكم لعدم خلق فوضى سلوكية وبالتالي تهدد جانب أمن المعلومات الدولي، وبالتالي يكون لها انعكاسات سلبية على المجتمعات البشرية؟
– وأخيراً هل الذكاء الاصطناعي صُنْعَ الذكاء البشري؟
* متعمداً من تشكيل كلمة (صُنْعَ) في السؤال الثالث لكي يكون نطق السؤال واضحاً وأن يكون السؤال مفهوما، ويوصل الفكرة التي أصبو إليها.
وصدق الله العظيم الذي قال في كتابه الكريم: (صنع الله الذي أتقن كل شيء) أي: يفعل ذلك بقدرته العظيمة الذي قد أتقن كل ما خلق في هذا الكون، وأودع فيه من الحكمة ما أودع الشي الكثير، وسخر للبشر الكثير من النعم، التي يجب نشكر الله عليها ونحافظ عليها، ونصونها. ( إنه خبير بما تفعلون ) أي: هو عليم بما يفعل عباده من خير وشر، فيجازيهم على اعمالهم في العالم الكبير والواسع والفسيح المترامي الأطراف، والذي تقارب فيه الزمان والمكان، وأصبحت ترسم الحدود بين الدول على أساس مختلف، ومبني على التداخل الذي تعززه التكنولوجيا المتطورة، والابتكارات، والاستكشافات الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي الالكتروني بما تحمله من سلبيات وايجابيات، كما ينبغي علينا تجنب السلبيات، وتفعيل دور جمعيات المسؤولية الاجتماعية الذي يقع على عاتقه الشيء الكثير من خلال وضع برامج توعوية اتمنى أن تكون موحدة على مستوى المملكة وتلبي احتياجات ورغبات المجتمع المعاصرة وتساهم وترفع من عملية الوعي، والوقاية من سلبيات ومضار التقنية بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، والاستفادة من الإيجابيات بما يعود بالنفع على الفرد والأسرة والمجتمع ككل بنظرة عالمية تواكب المستجدات المحلية والعالمية المعاصرة، وتنمية الفكر البشري، وجمعيات المسؤولية ولله الحمد تؤدي عملها على أكمل وجه والتي تخدم رؤية 2030 التي بنيت على أساس المسؤولية الاجتماعية في كافة البرامج الطموحة، ولكن ننتظر من جمعيات المسؤولية الاجتماعية المزيد خصوصا وأنها تلعب دوراً اجتماعيا محورياً اليوم خصوصا في الدور التوعوي الذي أجد أنه في غاية الأهمية لدعم خطط التنمية المستدامة، كما أني أتمنى أن يكون هناك مؤتمر سنوي تشارك فيه جميع جمعيات المسؤولية الاجتماعية في المملكة بالتعاون مع القطاع الخاص والافراد، وجميع المهتمين، ويكون الجانب التوعوي ببرامج رؤية 2030 وخطط التنمية من أجل رفع الهمم والمشاركة في خطط التنمية بكفاءة وفاعلية، أيض تهيئة البيئة المناسبة للمؤسسات والأفراد للمشاركة في عملية المسؤولية الاجتماعية من خلال البرامج والمبادرات، من أجل مجتمع حيوي مساهم في عملية الازدهار الذي تشاهده بلادنا المباركة حفظها الله..
وسوف أكون معكم في مقال قادم الاسبوع القادم بمشيئة الله بعنوان: (الذكاء الاصطناعي بين الفرص والتهديدات).
دمتم بخير..
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال