جهود المملكة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة

تعمل المملكة على دعم والاهتمام بالتنمية الاقتصادية والبشرية، كأسس حيوية لتعزيز التنمية المستدامة، من خلال توفير بيئة تحتية داعمة للاستدامة بهدف ضمان توفير حياة كريمة وآمنة للمواطنين والمقيمين على أراضيها.

وتتماشى رؤية 2030 مع أهداف التنمية المستدامة SDGs  والتي وضعتها منظمة الأمم المتحدة واعتمدتها جميع الدول الأعضاء في عام 2015.  وعدد تلك الأهداف 17 هدفاً، وقد تم إدراجها في شهر يناير من العام 2016 ضمن خطة التنمية المستدامة للعام 2030.

وتشمل أهداف التنمية المستدامة معالجة قضايا أساسية ومهمة للبشرية، من أجل دعم التنمية الاجتماعية والاقتصادية حول العالم، ومنها قضايا الصحة والفقر والأمن الغذائي والتعليم وتغير المناخ والمساواة بين الجنسين والمياه والصرف الصحي والطاقة والبيئة والعدالة الاجتماعية.   كما أن تلك الأهداف السبعة عشر تترابط فيما بينها، وفي الوقت ذاته، يحتوي كل هدف منها على أهداف فرعية، مما يجعل مجموعها الإجمالي نحو 169 هدفاً.

وتبذل المملكة جهوداً حثيثة لتحقيق جميع تلك الأهداف في إطار التنمية المستدامة.   وعلى سبيل الذكر، لا الحصر، سوف يتناول المقال بعضاً من جهود المملكة في المجالات التالية: المساواة بين الجنسين، والتعليم الجيد، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف، والحياة تحت الماء، والحياة في البر.

وحين نتحدث عن المساواة بين الجنسين، فقد عملت المملكة على رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، خلال السنوات القليلة الماضية، وصولاً إلى نحو 37% في العام 2023 متجاوزة بذلك النسبة المتوقعة لها حسب رؤية 2030.  وفي ذلك السياق، أشادت دراسة البنك الدولي “المرأة والأعمال والقانون 2020” وكذلك تقرير “البنك الدولي 2023” عن التسهيلات الكبيرة الممنوحة للمرأة السعودية من خلال التشريعات والقوانين المحدثة، لتحقيق التحسينات وحرية العمل والتعليم والتنقل والمعيشة، مما رفع من نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل.

 ومن جهة أخرى، حين نتحدث عن جهود السعودية في تحقيق أهداف التعليم الجيد، فإن التقدم المحرز يظهر من خلال أعداد المبتعثين والمبتعثات في كافة التخصصات العلمية والثقافية، وكذلك تحديث المناهج التعليمية في المدارس والجامعات لتضمين المهارات الحياتية، ومادة التفكير الناقد، والتربية البدنية، ودراسة أحدث التقنيات بهدف بناء أجيال واعية وتملك المهارات التي تتطلبها وظائف المستقبل.   كما تم إنشاء العديد من الأكاديميات التقنية الحديثة لرفع الوعي التقني وزيادة المهارات الرقمية.

 وتعمل المملكة أيضاً على تحقيق هدف حماية الحياة تحت الماء، فهي تدعم الأبحاث العلمية حول النظم البيئية البحرية وزيادة الحماية للشُعب المرجانية والبيئة البحرية، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.  كما تتضمن المشروعات الكبرى ذات العلاقة مثل مشروع البحر الأحمر تحقيق الاستدامة البيئية وحماية الحياة تحت الماء.

 وكذلك، لتحقيق هدف حماية الحياة على البر، تقوم المملكة بتنفيذ خطط ومبادرات للوقاية من التصحر ومنها مبادرة السعودية الخضراء والتي تهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون بمقدار 278 مليون طن سنوياً وزراعة 10 مليارات شجرة محلياً، لضمان مستقبل أخضر أكثر استدامة، وكذلك دعم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

وبشكل عام، تحرص المملكة بشكل مستمر على أهمية الشراكات والتعاون مع المجتمع الدولي في كافة المجالات الحيوية ومنها مشاركة البيانات والإحصائيات، مما يعزز هدف عقد الشراكات الدولية، ودفع عجلة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.