مساهمة قطاع صناعة الأفلام التراثية والثقافية والوثائقية في الناتج المحلي الإجمالي

اقتصادياً، وفقاً لرؤية 2030، فإن المملكة تعمل على تعزيز اقتصادها القوي من خلال تنوع مصادر الدخل لخزانة الدولة.  وخلال السنوات القليلة الماضية، شهد قطاع صناعة الأفلام نمواً كبيراً في أعداد دور السينما ونسب إيراداتها وعدد المشاهدات وكذلك عدد الخدمات المساندة لقطاع صناعة الأفلام.

وقد أسهم ذلك النمو في ازدياد عدد شركات الإنتاج والعرض وكذلك المنتجات المحلية السعودية، مما أدى إلى زيادة الوظائف في سوق العمل لابناء وبنات الوطن، خاصة بعد ما أصبحت صناعة الافلام من التخصصات المتاحة ضمن النسخة الجديدة من برنامج الابتعاث الثقافي للمملكة، كما أن قطاع السينما والترفيه هو من أحد مبادرات برنامج جودة الحياة المندرج ضمن برامج تحقيق رؤية 2030.

وحين نتحدث عن عدد السجلات التجارية الحالية لشركات إنتاج الأفلام في المملكة، فقد بلغت أكثر من 1500 سجل تجاري بنهاية عام 2022، كما وصلت أعداد دور السينما إلى نحو 63 دار عرض موزعة على مناطق المملكة، بنسبة زيادة في دور السينما تعدت نسبتها 100% عن عام 2020.

واقتصاديا كذلك، نحن نعيش اليوم تحولأً رقمياً وتقدماً تكنولوجياً هائلاً، ونشهد تطور كبير لابتكارات تقنيات الواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، وخوارزميات منصات العرض الرقمية المستخدمة في خدمات التصوير والمونتاج بالقطاع السينمائي، مما يمهد الطريق لتعزيز الاقتصاد الرقمي والاقتصاد المعرفي في المملكة وكذلك معايشة العصر التقني الجديد ومواكبة عناصر الابهار والتفاعلية الرقمية.

ومن الجدير بالذكر، أن المملكة تدعم الابتكار والمبتكرين والتقنيات الحديثة في جميع المجالات ومنها قطاع صناعة السينما.

وقبل نهاية عام 2021، أطلقت هيئة الأفلام الاستراتيجية الوطنية الطموحة لصناعة الأفلام بهدف زيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من مليار ريال إلى 25 مليار ريال سعودي بحلول عام 2030.  كما أعلنت المملكة عن استثمارات تبلغ 130 مليار ريال لتطوير قطاع الترفيه متضمنة قطاع صناعة السينما.

وتدعم هذه الاستراتيجية بناء بنية تحتية عالمية منافسة ومستدامة للأفلام تشمل دور السينما والاستوديوهات السينمائية،  وفي ذات الوقت تدعم إنتاج وعرض محتوى محلي راقي وجذاب يُظهر التراث والثقافة والقيم السعودية، ويعزز نمو الصناعات المرتبطة بالأفلام، وتعزيز التعاون والشراكات بين صناع الأفلام وشركات الإنتاج المحلية والدولية.

واليوم، أصبحت المملكة مركزاً لجذب أنظار صناع الأفلام والمستثمرين المحليين والدوليين، ففي السنوات الثلاث الماضية، شهدت المملكة إنتاج العديد من الأعمال السينمائية الدولية، والتي جرى تصويرها في مناطق مختلفة من السعودية.   وايضا، وفي قمة دول العشرين في الهند منذ عدة أسابيع، كانت صناعة السينما احدى المواضيع التي تم نقاشها بين المملكة والهند، حيث يتطلع البلدان الى تعزيز التعاون في مجالات الانتاج المشترك في قطاع صناعة السينما والانتاج الوثائقي والثقافي،  خاصة وان قطاع صناعة الافلام يعد من الادوات المؤثرة في المجتمعات لمناقشة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المختلفة، اذا تم إبراز تلك القضايا بشكل راقي وبدون اسفاف.