الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد الخروج من جائحة كوفيد-19، بدأ الاقتصاد العالمي في التعافي، لكنه يفتقر إلى الزخم. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يكون النمو الاقتصادي العالمي ضعيفا، حيث سينمو بنسبة 3% هذا العام و2.9% في عام 2024.
وفي هذه اللحظة، تشكل العلاقات الصحية والمستقرة بين الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم، أهمية خاصة. وهذا لا يتعلق بمصالح الصين والولايات المتحدة فحسب، بل يتعلق أيضا باستمرار ازدهار الاقتصاد العالمي. وقد اختتم مؤخرا الاجتماع غير الرسمي الثلاثين للقادة الإقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، حيث أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي بايدن محادثات ما لفت أنظار العالم.
وفيما يتعلق بالعلاقات الصينية الأمريكية، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن العلاقات الصينية الأمريكية يجب أن تعود بالنفع على شعبي البلدين وتظهر المسؤولية عن التقدم البشري. وأشار أيضا إلى أن التنافس بين الدول الكبرى لا يحل المشاكل التي تواجهها الصين والولايات المتحدة والعالم برمته. ويتسع كوكب الأرض للصين والولايات المتحدة.
يمثل النجاح لكل من الصين والولايات المتحدة فرصة للجانب الآخر. ويجب أن تكون مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك اتجاها تبذل الصين والولايات المتحدة جهودا مشتركة نحوه. وفي الوقت نفسه، اقترح أن ينبغي أن تتوصل الصين والولايات المتحدة إلى أفق جديد، وتعملا سويا على بناء الركائز الخمس للعلاقات الصينية الأمريكية. أولا، العمل سويا على تكوين الفهم الصحيح. ثانيا، العمل سويا على إدارة الخلافات والسيطرة عليها بشكل فعال. ثالثا، العمل سويا على تدعيم التعاون المتبادل المنفعة. رابعا، العمل سويا على تحمل المسؤولية كدول كبرى. خامسا، العمل سويا على تعزيز التواصل الشعبي والثقافي.
الصين تسعى إلى تحقيق تنمية عالية الجودة، والولايات المتحدة تنعش اقتصادها. وهناك مجال واسع للتعاون بين الجانبين، وهما قادران تماما على مساعدة بعضهما البعض على النجاح وتحقيق نتائج مربحة للجانبين. وقال الرئيس الأمريكي بايدن إن وجود صين مستقرة ونامية يخدم مصالح الولايات المتحدة والعالم، كما أن النمو الاقتصادي للصين مفيد لكل من الولايات المتحدة والعالم. مضيفا أن الولايات المتحدة سعيدة برؤية التنمية والازدهار لدى الصين، وليس لديها نية لوقف التنمية الاقتصادية للصين أو احتوائها، ولا تسعى إلى “فك الارتباط” مع الصين.
وفي العام الماضي، سجل حجم التجارة الثنائية بين الصين والولايات المتحدة مستوى قياسيا على الرغم من الصعوبات. وتظهر أحدث البيانات أن أكثر من 70 ألف شركة أمريكية استثمرت وبدأت أعمالها في الصين، وحقق ما يقرب من 90% من أعمالها في الصين ربحية. وبالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية، فإن الصين تلعب أيضا دورا حاسما في تطوير صناعة التكنولوجيا الفائقة في الولايات المتحدة. ويتجلى هذا من الزيارات التي قام بها إلى الصين مسؤولون تنفيذيون من شركات كوالكوم، وإنتل، وتيسلا، وأبل هذا العام.
إن التعاون بين الصين والولايات المتحدة لا يتمتع بالمزايا القائمة فحسب، بل إنه يتمتع أيضا بمزايا إضافية. فعلى سبيل المثال، ستفيد تبادلات البحث والتطوير التكنولوجي والاستثمارات المشتركة في مجال “الحياد الكربوني” كلا الطرفين؛ وسيزداد الطلب على الخدمات الطبية من قبل كبار السن في الصين والولايات المتحدة بشكل كبير في المستقبل، وكذلك سيجلب تبادل التكنولوجيا الطبية والبيانات قيمة هائلة لكلا الطرفين؛ ويوفر العدد الكبير للغاية من السكان من ذوي الدخل المتوسط في الصين فرصة تجارية لا حصر لها للمنتجات الزراعية الأمريكية؛ وتستفيد كل من الصين والولايات المتحدة من تدفقات الاستثمار في الاتجاهين، كما أن تشجيع الاستثمار المتبادل سيغذي الاقتصاد للبلدين من زوايا متعددة.
كما أن التعاون الوثيق بين البلدين له أهمية كبيرة للسلام والرخاء العالميين. تعد الصين والولايات المتحدة أكبر اقتصادين في العالم، حيث يتجاوز إجمالي حجمهما الاقتصادي ثلث حجم اقتصاد العالم، ويمثل إجمالي عدد سكانهما ما يقرب من ربع سكان العالم، ويمثل حجم التجارة الثنائية بينهما حوالي خمس إجمالي الاقتصاد العالمي. إن التعافي الاقتصادي العالمي بعد الوباء، والاستجابة لتغير المناخ، وقضايا مثل تحول الطاقة والذكاء الاصطناعي ترتبط باتجاه النظام العالمي المستقبلي، وتتطلب هذه القضايا العالمية تعاونا فعّالا بين الصين والولايات المتحدة.
وينبغي للعلاقات الصينية الأميركية أن تمضي قدما إلى الأمام. وأشار اللقاء في سان فرانسيسكو إلى مسار وحدد خريطة طريق لتحقيق علاقات صينية أمريكية صحية ومستقرة وقابلة للتطوير المستدام. ونتطلع إلى ضخ المزيد من اليقين والاستقرار في العالم من خلال تعزيز التعاون الصيني الأمريكي بشكل مستمر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال