المكاسب الاقتصادية لاستضافة كأس العالم

إن اعلان الاتحاد الدولي لكرة القادم   FIFAإقامة بطولة كاس العالم لكرة القدم لعام 2034م في المملكة العربية السعودية هو نتيجة لاهتمام ودعم حكومة خادم الحرمين الشريفين بأن تكون المملكة عنصرا فاعلاً في المجتمع الدولي، كما أن رؤية المملكة 2030 تضمنت تعزيز مكانة المملكة في النشاط الرياضي العالمي لتحقيق عدد من الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية من خلال ارتفاع عدد السواح، خلق الوظائف، رفع مستوى النشاط الرياضي، زيادة المساهمة في الناتج المحلي الاحمالي.

وحيث أن عدد المنتخبات المشاركة في كاس العالم 2034 سيكون 48 فريقاً، ويبلغ عدد المباريات 104 مباريات رئيسية، لذا  فأن الآثر الاقتصادي والسياحي كبير على مختلف الأنشطة الاقتصادية لكافة القطاعات الاقتصادية في المملكة.

واستعداداً لهذا الحدث العالمي فمن المؤكد زيادة الانفاق الحكومي على عدد من المشاريع  الهامة في المملكة التي سيكون معظمها قد أكتمال مع رؤية المملكة 2030 ، واكتمال الاستعدادات لاستضافة بطولة كاس اسيا 2027م، واستضافة المملكة دورة الألعاب الأسيوية 2034م وخلال الفترة القادمة سترتكز المشاريع على تطوير واكتمال البنية التحتية، اكتمال نظام النقل السريع (الميترو Metro) في المدن الرئيسية، المطارات، القطارات، الموصلات بشكل عام، الدعم والخدمات اللوجستية، الفنادق، الملاعب الرئيسية، ملاعب التدريب، التجمعات السياحية، مراكز الترفيه كموسم الرياض، السياحة الدينية، وكذلك سياحة المناطق البرية، الجبلية، والبحرية.

 وسيستفيد القطاع الخاص بشكل مباشر جراء ارتفاع الطلب المتوقع على منتجات وخدمات الشركات الكبرى كشركات الكهرباء، الحديد، الاسمنت، صناعات الالمنيوم والبلاستك والخدمات التقنية والفنية والتي سيعتمد عليها في اكتمال عملية الوفاء لالتزام المملكة باكتمال بناء الملاعب الجديدة، الفنادق، والخدمات والتجهيزات المساندة التقنية والمقاعد الخاصة للملاعب، شركات الطيران، كما سينعكس ايجيابيا على شركات الاتصالات التي ستزيد استثماراتها لارتفاع الطلب العالي المتوقع لعدد الجماهير واستخدم منتجاتها في خدمات النقل و الاتصالات والانترنت.

كما أن المنشآت الصغيرة ستتأثر اقتصاديا بشكل إيجابي خاصة في مجال السياحة، مبيعات الملابس التراثية والهدايا المرتبطة بالحدث العالمي و التراث السعودي، المتاحف، النقل، الأغذية المتنقلة، المطاعم وأماكن التنزه و تناول القهوة. 

وبالنظر للأرقام الصادرة عن الاتحاد الدولي الفيفا يمثل الجدول التالي عدد المباريات، الحضور لأخر اربع بطولات ومتوسط الحضور للمباراة في البطولة: 

ومتوقع أن تحقيق ارقام كبيرة في عدد حضور الجمهور، والدخل الاجمالي لبطولة كاس العالم في المملكة 2034م  وذلك للأسباب التالية:

• زيادة عدد المباريات النهائية للبطولة من 32 إلى 48 مبارة.
• أهداف المملكة لرؤية 2030 ومتوقع لرؤية 2040 فيما يتعلق بزيادة عدد السائحين للمملكة.
• التسهيلات المقدمة المتعلقة باجراءات الدخول للمملكة.
• اكتمال الملاعب الحديثة تحت الإنشاء واكتمال الملاعب الجديدة
• التوجهات الحكومية في الاستثمار الرياضي.
• القوة الشرائية للجمهور السعودي حيث يعتبر من اكثر الجماهير إنفاقا خلال كاس العالم في قطر.

ومن الآثار الاقتصادية المهمة المكتسبة للدول المستضيفة لبطولة كاس العالم ارتفاع الاستثمار الأجنبي من خلال الشركات والمشاريع المنفذة للبنيه التحتية والمشاريع المتعلقة بتنظيم كاس العالم ومنها شركات الفنادق العالمية، تقنية المعلومات، الأغذية… وسيترتب على ذلك خلق وظائف جديدة، تراوحت بين 50 الف وظيفة و160 الف وظيفة خلال إقامة البطولة في كل من قطر والبرازيل، وجنوب افريقيا. 

ولتقريب الصورة بشكل أوضح عن أرقام حضور الجماهير المتوقع لنهائيات كاس العالم في المملكة سنضع تصورات وفرضيات لمتوسط حضور المباريات لبطولة كاس العالم 2034م والتي من المؤكد أنها ستتجاوز متوسط الحضور في بطولة كاس العالم في البرازيل حيث أن متوسط الحضور 53,773  للمباراة. والتوقع وفقا للاعتبارات التالية عدد السكان في المملكة، شغف كرة القدم، عدد الفرق المشاركة في البطولة 48  منتخب وعدد المباريات 104،  فعالية وعدد حضور الجمهور السعودي لكاس العالم 2022 في قطر، سنفترض التالي:

• متوسط الحضور للمبارة سيصل 54,000
• متوسط الحضور للمبارة  يعادل متسوط الحضور لكاس العالم في قطر 53,191
• متوسط الحضور يعادل متوسط الحضور لأخر اربع بطولات لكاس العالم 50,958

أذا نحن أمام أرقام قياسية لإجمالي عدد حضور المباريات كاس العالم 2034 في المملكة حيث سيتراوح عدد الحضور بين 5.3 مليون (كرقم متحفظ) الى مايقارب 6 مليون  في حال وصول متوسط حضور المباريات إلى  57,692 وبنسبة زيادة متوقع أن تتراوح بين 63%  إلى 65% (في أفضل التوقعات) ، ويتوقع أن ترتفع نسبة حضور الجمهور السعودي إلى إجمالي عدد الحضور في بطولة كاس العالم 2034م حيث يتوقع أن تكون بين 30% – 35% وهي نسبة مرتفعة مقارنة  بحضور الدولة المنظمة للبطولة. 

وبالنظر الى المؤشرات الاقتصادية للدول التي إستضافة كاس العالم من عام 2010م نجد التالي

*الانفاق على تجهيز متطلبات كاس العالم إجمالي، وبلغ الانفاق على البنية التحتية للدولة 220 مليار دولار. 

** لا يشمل الانفاق على السياحة.

وحيث أننا أمام ارقام قياسية متوقعة خلال بطولة كاس العالم لكرة القدم 2034م فيما يتعلق بحضور الجمهور، والأنفاق المتوقع خلال البطولة او ما ينفقه السياح خلالها، يساعد على ذلك الانفاق الحكومي المتوقع، حيث سيعزز البنية التحتية المتطورة ويسرع من اكتمالها في مدن المملكة  وسيحقق أهداف طموحة من استقطاب عدد كبير من السياح، خلق وظائف جديدة تضاف لما تم للوظائف التي تطرح خلال موسم الحج والعمرة، موسم الرياض، كما سيضيف للاقتصاد من خلال ارتفاع مساهمة النشاط الرياضي في الناتج المحلي الإجمالي، حيث سيكون ما بين 2 إلى 3% وسيحقق مكاسب كبيرة للقطاع الخاص والمنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر وسيمنحها فرص كبيرة لعرض منتجاتها وزيادة مبيعاتها وهذا يتطلب العمل والاستعداد من الآن والعمل على التميز والابداع في العروض والاسعار المناسبة للجمهور.