الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ظاهرة سائقي السيارة الخاصة (أجرة) غير النظاميين في مطارات البرازيل تتسبب في العديد من التحديات الخطيرة، وأيضا في العديد من الدول مثل الأرجنتين وتايلاند، بل وحتى في إيطاليا وفرنسا، وهذه الظاهرة تعاني منها مطارات المملكة بالرغم من كل التشريعات ووسائل محاربة هذه الظاهرة غير الحضارية، إلا أن هؤلاء مازالوا يتزاحمون على بوابات المطارات لالتقاط الزبائن، فهل سنقبل أن تستمر هذه الظاهرة التي لا تتوافق مع المعايير السياحية الراقية والآمنة؟
تُعد مطارات المملكة البوابات الرئيسة للسياحة، والعمل الجاد قائم لاستقبال الملايين من السياح سنويًا لاستكشاف الوجهات السعودية الساحرة، ومع ذلك فإن المطارات تشهد ظاهرة تواجد سائقي الأجرة غير النظاميين بشكل ملفت سواءً داخل المطار أو على بواباتها الخارجية، والتي تؤثر سلبًا على صناعة السياحة وتجربة السفر للزوار.
هذه الفئة من سائقي الأجرة غير النظاميين يعملون خارج النظام القانوني والتنظيمي الذي يُفرض على سائقي الأجرة في المطارات الرسمية، منهم من يستخدم سياراته الخاصة أو سيارات أجرة غير مرخصة، ويستغلون وجودهم في المطارات لاصطياد الزبائن وتقديم خدمات النقل بدون الامتثال للقوانين والمعايير المتبعة.
هذه الظاهرة غير النظامية لها عدة آثار سلبية على صناعة السياحة والسياح، من أهمها استغلال هذه الفئة لجهل المسافر القادم (خاصة الأجانب) لفرض أسعار مرتفعة، مما يؤثر سلبًا على ميزانية السفر لفئة من السياح ومن ثم يقلل من رغبتهم في العودة إلى المملكة مرة أخرى، وأيضا وبما أن هذه الفئة غير النظامية تعمل خارج إطار النظام، فإنها قد لا تكون عادة ملتزمة بمعايير السلامة والأمان التي يفرضها التشريع والتنظيم على السائقين المرخصين، فقد تنعدم لديهم التأمينات المناسبة أو تجهيزات السلامة في سياراتهم، مما يعرض السياح لمخاطر محتملة خلال رحلاتهم، هذا غير من لا يتعاملون بطرق غير مهذبة وغير محترمة، مما ينعكس سلبا على المملكة ومجتمعها المعروف عنه دماثة خلقه وكرمه.
أمام العديد من الآثار السلبية، ربما يكون أهم أثر هو تعرض السياح لتجارب غير سارة، مما يؤدي إلى إحباطهم وتدهور تجربتهم السياحية، وفي المقابل فمثل هذا الأثر يتطور ليؤثر على سمعة الوجهة، وذلك من خلال انتقاد سلبي لبعض السياح عندما يشاركون تجاربهم السلبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات السياحية، مما يؤدي إلى تراجع الاهتمام بالوجهة وتراجع عدد السياح القادمين في المستقبل.
هذه الظاهرة لا تتوافق مع التوجه الاستراتيجي للسياحة بالمملكة، فهي تؤثر سلبًا على صناعة السياحة وتجربة السفر للزوار، وتتطلب معالجة تنظيمه صارمة للقضاء عليها، وفي المقابل ينبغي تأسيس برنامج توعية للسياح (وغيرهم) بأهمية استخدام سيارات الأجرة المرخصة في المطارات وتوفير معلومات واضحة حول الأسعار الرسمية والمعايير الأمنية، وتشجيع السياح على استخدام تطبيقات النقل الذكية وحجز الرحلات مسبقًا لتجنب التعامل مع سائقي السيارة الأجرة غير النظاميين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال