الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مقالي هذا قد يكون له ارتباط غير مباشر في مقالي في صحيفة مال تحت عنوان ” تنمية القدرات البشرية بالتكامل مع الموارد التقنية! هل يتحقق الحلم؟”،ومما لا شك فيه أن التقدم التكنولوجي يؤثر تأثيرا كبيرا على جوانب كثيرة من حياتنا الاجتماعية، وكلما ازداد تقدم التكنولوجيا كلما أثر في تغيير نمط حياة الأشخاص والاسر ومع الاعتماد المتزايد على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث استخدام منصات التواصل الاجتماعي جزءا أساسيا للتواصل اليومي واستقبال المعلومات لكثير من الأشخاص في العالم، لدرجة هناك من صنف وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت بأنها احتياج هام جدا يأتي قبل الاحتياجات الفسيولوجية حسب تصنيف هرم ما سلو الشهير للاحتياجات البشرية، فهناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للترفيه وتقضية الوقت وسد الفراغ وقد يكون سد الفراغ سلبيا أو إيجابيا، وربما لإضاعة الوقت، وآخرون أدركوا مدى قوة وسائل التواصل الاجتماعي، فاستخدموها بشكل فعال وبفكر واعي ومدركين ما فيها من فرص ومتجنبين ما فيها من تهديدات.
وأيضا أود أن انوه إلى نقطة مهمة في مقالي هذا وهي يجب أن نعلم بأن وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضا معها الإعلام المرئي والمسموع، وجميع قنوات التواصل الموثوقة وغير الموثوقة تساهم مساهمة كبيرة في تشكيل الهوية العالمية والتي يجب علينا دون نقاش بالمحافظة على هويتنا والمساهمة جميعا في تشكيل الهوية العالمية وأن نكون مؤثرين تأثيرًا ايجابيا غير متأثرين بسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي ومن المعروف أن الانسان يتأثر بالبيئة المحيطة به ويوثر في البيئة، والحمد لله نحن نعيش في بيئة محلية محفزة ومشجعة على العمل الإيجابي مندمجة ومتكيفة بالبيئة العالمية في ظل تقييم ورقابة استراتيجية محكمة مدركة بما يدور ويحيط بالبيئة المحلية والإقليمية والعالمية ومدركة المخاطر والفرص والتهديدات ولكن يجب التعاون المشترك المبني على القيم السمحة، ويعكس اصالتنا وثقافتنا وحضارتنا ولا تهاون في هذا الجانب وهذا الأمر مسؤولية الجميع دون استثناء ويتطلب عمل تشاركي تعاوني مشرف بفكر واعي مستمدة من ديننا الحنيف وسنة نبيننا محمد.
العالم ينظر اليوم الى المواطن السعودي بنظرة ايجابية من ناحية الوعي الفكري ومتأملة فيه خيرًا، والخذلان صعب جدا خصوصًا بان الله حَبا السعودية ومنحها قبلة المسلمين الكعبة المشرفة ويعتبر المواطن السعودي حبر هذه الامة، وهذا لقب اطلق على ابن عم الرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم، واسمه عبد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ، وأمّه أمّ الفضل لبابة بنت الحارث الهلاليّة، وُلد في شعب بني هاشم، قبل الهجرة بثلاث سنين، وكان أصغر إخوانه العشرة سناً، وكان من نسله الخلفاء العباسيون.
ومن أهمّ ما كان يُميّز عبد الله بن عباس رضي الله عنه؛ شدّة الذكاء، والفهم الثاقب، والبلاغة، والفصاحة، والجمال، والبيان، ومن صفاته أنّه كان طويل القامة، وسيم الملامح، صاحب هيبة، زكيّ النفس، كامل العقل، وقد لحق هو وأبوه بالرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قبل فتح مكّة بوقتٍ قليلٍ، فلقي رسول الله في (الجحفة القريبة من محافظة رابغ بين مكة والمدينة)بعد أن كان من المستضعفين في مكّة، وكان يبلغ من العمر في ذلك الوقت تسع سنين، ثمّ شهد فتح مكّة، ومعركة حُنين، والطائف، وحجّة الوداع وهو ابن عشر سنوات، ثمّ لزم صُحبة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حتى توفي رسول الله وهو ابن ثلاثة عشر سنة، تعلّم خلالها منه، وحَفِظ من أقواله وأفعاله الشيء العظيم، وفي أحد الأيام وضع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يده على كتف عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ثمّ قال: (اللَّهمَّ فقِّهْهُ في الدِّينِ، وعلِّمْه التَّأويلَ)، ففتح الله عليه من العلم الكثير، والفهم الدقيق للقرآن الكريم، وسرعة الحفظ، فعلى الرغم من أنّه رافق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ما يقارب ثلاثين شهراً فقط، إلّا أنّه روى عنه الكثير من الأحاديث، واجتهد ابن عباس -رضي الله عنه- بطلب العلم، حتى إنّه كان يسأل عن المسألة الواحدة نحو ثلاثين من الصحابة، وكان عمر بن الخطاب يُقرّبه ويُشركه في مجالس الشيوخ البدريين من الصحابة منذ صغره، وعندما قال له المهاجرون ألّا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس قال: ( ذَاكُم فَتَى الكُهُولِ؛ إِنَّ لَهُ لِسَاناً سَؤُولاً، وَقَلْباً عَقُوْلاً)، حتى أصبح يُلقّب بحبر الأمة، وترجمان القرآن، وأصبح مرجعاً للناس يجتمعون إليه ويسألونه، ويتعلّمون منه تفسير القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وبالتالي نستنتج من هذا بأن المجتمع السعودي يقع على عاتقه المساهمة ذات الكفاءة والفاعلية في الرفع من جودة الحياة بكل حيوية على مستوى محلي واقليمي وعالمي، وهم محل ثقة وقد المسؤولية.. والحمد لله الشعب السعودي شعب واعي ونسبة التعليم العالي فيه مرتفعة بشكل كبير مقارنة بالعالم، وهذه نقطة قوة من ناحة استراتيجية ومن ناحية القدرات البشرية ويجب استغلالها بصورة مثلى بما يعود من نفع على مستوى محلي إقليمي عالمي لأننا جزء من العالم الذي تتشكل هويته تحت “الهوية العالمية”.
ومن المعروف لكل شيء سلبيات وإيجابيات (فرص، وتهديدات) وهذا طبعا يعود على استخدام الشخص نفسه لهذه الوسيلة الهامة جدا في عصرنا الحالين، ونحن نتأمل خيرا ومتفائلين أيضا خيرا بأن القادم أجمل بمشيئة الله الواحد الاحد..
واصبح اليوم من السهل جدُا لأى شخص كان من اي مكان في العالم أنشأ مستخدم وحساب يمكنه من التواصل عبر شبكة الإنترنت مع غيره من الأشخاص إلكترونيا؛ لمشاركة المعلومات والأفكار والآراء والرسائل وغيرها من المحتوى المكتوب والمرئي والصوتي والملفات وعلى مستوى عالمي… ومن أمثلة وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الشهيرة: Facebook و Twitter و Snapchat و Instagram و WhatsApp وYouTube، ومنها ما هو مهني مثل LinkedIn، وقد تدخل من ضمنها المدونات مثل WordPress و Blogger.
وللاستفادة القصوى وبصورة مثلى خصوصًا من ناحية مهنية، يجب إدراك الإيجابيات وتجنب سلبياتها، ومعرفة الفرص والتهديدات في بيئة التواصل الاجتماعي.
من فرص وسائل التواصل الاجتماعي التالي:
إتاحة الفرص للشباب في التعبير عن أفكارهم وتبادل المعرفة والثقافة مع الاخرين وعلى المستوى الذي يحددها ومن الممكن يكون على مستوى محلي او اقليمي او عالمي…! وأصبح العالم في ظل مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات متصل بدرجة كبيرة حيث يسهل على أي شخص التعبير عن أفكاره وجمع المهتمين لها من كل أنحاء العالم، حيث أصبح العالم صغيرًا وقرية واحدة.
ومن الفرص الحصول على الدعم والمشاركة؛ تشير بعض الأبحاث إلى أن مجرد مشاركة الشخص لمشاكله والتعبير عنها والحصول على دعم الآخرين أو سماع خبراتهم حول نفس المشكلة وكيفية حلها يسهل على الشخص تخطي التجربة بشكل أفضل.
الحصول على فرص عمل والتسويق لأنفسهم: حسب آخر إحصائية يوجد إعلان عن 6.5 مليون فرصة عمل متاحة على موقع com وهو مثال لمنصة تواصل اجتماعي مهنية تهدف إلى ربط الباحثين عن عمل وأصحاب العمل، وأصبحت الشركات تستخدمه كأداة لاستقطاب الموظفين في كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى ظهور ما يسمى بمهارات تسويق والتي يستخدم فيها مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات لإبراز مهارات الشخص وتوثيق إنجازاته في العمل.
ومن الفرص فتح آفاق جديدة وكبيرة للأفكار الرائدة؛ تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي إحدى أهم وسائل التسويق التي تستخدمها الشركات الكبرى والشباب وأصحاب الأفكار الجديدة لتسويق منتجاتهم وخدماتهم، وهما ما يسمى بالتسويق الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
خلق فرص عمل وظهور مسارات مهنية جديدة: أصبح هناك فرص للعمل الكامل أو الجزئي، والتي يستطيع القيام بها العديد من الشباب، مثل: كاتب المحتوى التسويقي، أخصائي التسويق منصات التواصل الاجتماعي، مصمم جرافيك متخصص لتصميم إعلانات المنتجات على منصات التواصل الاجتماعي.
في الماضي الاتصال الدائم مع الأصدقاء والعائلة صعب جدا خصوصًا في حالة وجود كل منهم في دولة أو مدينة أخرى، ولكن الآن أصبح الأمر سهل للتواصل مع أي شخص في أي مكان، وهذا يفتح فضاءات وفرص كثيرة للعمل ولأخذ المعلومات من كل مكان، ولكن يجب أخذها من مصادرها الموثوقة والرسمية وعدم تصديق كل شيء.
من تهديدات وسلبيات مواقع التواصل الاجتماعي:
الإدمان: وحسب إحصائية تم الإشارة إليها في مجلة Business Insider أن كثير من الأفراد، وخاصة المراهقين، يقضون ما بين 13 و18 سنة حوالي 9 ساعات يوميا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك أكثر من ساعات النوم والطعام والشراب وغيرها من الأنشطة! حتى يصل البعض إلى أنه لا يستطيع قضاء ساعة كاملة بدون تصفح منصات التواصل الاجتماعي، ويؤثر ذلك بشكل كبير وسلبي على جوانب الحياة الأخرى، حيث أنه يتم قضاء الوقت في استخدام الإنترنت على حساب أوقات العائلة والعمل والدراسة دون أن يشعر الشخص بهذا…! والإدمان على استخدام هذه المنصات يؤثر كذلك على تركيزنا بشكل عام ويسبب تشتت التفكير، ويجب تحويل هذا الإدمان الى ادمان إيجابي فيه نفع وغير سلبي ومعالجته بذكاء..!
العزلة الاجتماعية ووهم التواصل الافتراضي: قد يصل الأمر إلى أن نجد عائلة في بيت واحد تتواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أو أن تجد عوائل يقضي أفرادها ساعات في استخدام الهواتف دون أي تواصل شخصي فعال، ويكتفي الجميع بالتواصل الافتراضي. وقد تؤدي مثل هذه الممارسات إلى ضعف تطور الشخص اجتماعيا ومهنيا بسبب عدم قدرته على التفاعل الإيجابي والطبيعي مع جوانب الحياة المختلفة.
مراقبة أحوال الآخرين والنظر إلى مظاهر الترف: يتعمد البعض في إظهار الجانب الإيجابي والمثالي فقط على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يسبب الإحباط واليأس للبعض من كثرة تتبع المشاهير والمؤثرين وأخبارهم، كما نرى في هذا المقال أن وسائل التواصل الاجتماعي لها كثير من الإيجابيات (فرص) والعديد من السلبيات (تهديدات) لذلك يجب التركيز على كيفية استخدامها وتوظيفها لتحسين جودة الحياة من ناحية شخصية ومهنية والاستفادة من المعلومات الايجابية التي تعود على الشخص بالفائدة..!
وهنا بعض النصائح لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كفء وفعال على مستوى شخصي ومهني:
– من المناسب أن نستوعب أن وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحالي ليست مجرد أدوات ثانوية، وأن دورها تنامى بشكل كبير ومؤثر، حتى في سوق العمل. وفيما يلي بعض الإرشادات للتعامل الفعال مع هذه المنصات:
– لا تبالغ في مقارنة نفسك بأحد، ولا تنفصل عن الواقع وتكتفي بالواقع الافتراضي، بل كن متيقظا أن أي مقارنة صحية يجب أن تكون إيجابية، أي أنها تدفعك للأمام، وألا تدفع نفسيتك للاكتئاب الإحباط.
*لدفع مسارك المهني بشكل إيجابي، يجب الظهور في منصات التواصل جميعها بشكل لا يخل بالآداب العامة، أو الدخول في مهاترات وجدال قد يعطي فكرة سلبية عنك وعن مستوى تفكيرك، والتي قد لا تكون صورة حقيقية عنك ولكن مشاركاتك قد يعطي هذا التصور*
– اجعل محتواك إيجابيا ونافعا: يعتبر المحتوى المقدم من أقوى وسائل التأثير الشخصية والإعلامية، سواء كان مكتوبا أم مرئيا أم صوتيا، حيث سينجذب إليك المهتمين ويفتح فرصًا مهمة، فضلا عن إثراء معلوماتك شخصيًا عند تطوير هذا المحتوى وجمعه، وهذا القرار قرارك ومستقبلك انت تحدده…!
– صفحتك على منصات التواصل الاجتماعي المهنية: مثل com و Bayt.com ومثيلاتها بشكل احترافي وجذاب، وخال من الأخطاء، ويجب أن تكون مشاركاتك متزنة في هذه المنصات وذات جدوى عالية مفيدة لك وللاخرين.
– اجعل وسائل التواصل الاجتماعي وسيلتك للوصول لأشخاص مؤثرين: استغل الفرص وتواصل معهم للحصول على الدعم لأفكارك ومشاريعك الحياتية والمهنية، واحرص على بناء شبكة علاقات شخصية ومهنية مع محترفين بما يخدم أهدافك الشخصية والمهنية ويدعم رسالتك اذا كانت لديك رسالة تجد أنها ايجابية مفيدة للمجتمع، واختر الطرق الأنسب لذلك.
– لا تكتف بالتواصل مع أصدقائك وعائلتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي: بل استغل الفرص واهتم بقضاء أوقات معهم واحرص على التواصل المباشر. فالتواصل المباشر له جوانب إيجابية لا يمكن الوصول إليها بالتواصل بشكل إلكتروني، وقد تساعدك وسائل التواصل عبر التنسيق لتحديد مناسبات يكون فيها التواصل مباشر وهذا أحد الفرص التي يجب استغلالها بصورة مثلى.
(معًا من أجل وعي فكري يخدم مجتمعنا على المستوى الأسري والمحلي والعالمي. وإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع بغض النظر عن المستوى)
مصادر:
– خدمات سبل، الثقافة والخدمات المهنية، وسائل التواصل الاجتماعي… بين الإيجابيات والسلبيات.
– مقتطفات من سيرة ترجمان القرآن عبد الله بن عباس.
– رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 7055، أخرجه في صحيحه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال