الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مو كفاية scroll للفيديوهات و البوستس للحين؟
كنت أتمنى أن أقول لك اترك الجوال جانباً لنتحدث قليلاً, لكن هذا الجهاز أصبح المنفذ المباشر لكي نعرض أفكارنا ونتجاذب أطراف حديثنا معاً وبالتالي نتواصل جميعاً.
أنت تعتقد أن كمية المعلومات والفيديوهات المصورة التي يتسابق صناع المحتوى لتقديمها هيمن أجل خدمتك.. تسليتك .. رفع وعيك…
لا وألف لا !!
أستطيع القول أن ذلك غير صحيح بشكل كلي، ففي الحقيقة هناك جملة تترجم لك طبيعة ما يحدث حولك على تطبيقات التواصل الاجتماعي
وتقول:(أن كل منتج له ثمن, إن أخذته بشكل مجاني فاعلم أن المنتج هو أنت).
لا يريدك المعلنون أنت لكن يريدون لفت انتباهك, مجرد انتباهك.. وبعدها أنت الذي ستكمل المهمة بشكل تلقائي تبعاً للرسالة التي وجهت لك.
انتباهنا أصبح سلعة متزايدة السعر يتم تداولها في السوق المعرفية من خلال الوسائط التكنولوجيا الحديثة، وهو أحد أهم العوامل التي أدت للانقلابات الاقتصادية في أوائل القرن العشرين والتي ارتبطت بشكل قوي بالثورة الصناعية التي عملت على إنتاج كميات كبيرة من السلع و تنافست فيما بينها لجذب انتباه الجمهور.
وقد ظهر ذلك تزامناً مع ازدهار مجالات التسويق والإعلانات مما شجع على تطور وسائل الإعلام المرئية و المسموعة في القرن العشرين، وهذا يوضح أن اقتصاد الانتباه قد ظهر منذ زمن طويل قبل وجود الإنترنت وثورة تكنولوجيا الاتصالات، أما الآن أصبح اقتصاد الإنتباه يعرف بما يسمى بال trend سواء كان على شكل تحديات على tiktok أو كحدث يفرض نفسه ويتم فتح النقاش عنه على مستوى منطقة معيّنة أو حتى عالمياً وذلك لتحقيق أول الركائز في جذب انتباه الجمهور.
هذا الاتجاه الذي يتبناه الآلاف بل الملايين يساعد الخوارزميات على معرفة توجهاتنا وأحيانا على خلقها لتتمكن من معرفة الإعلانات المناسبة لنا بشكل شخصي و بالتالي ضمان ولاء إستهلاكنا لها.
الأهمية تخطت جذب الانتباه إلى مايسمى: (الفائض السلوكي) والذي يعمل على تتبع حركاتنا إلى الحد الذي يسمح بمراقبة سلوكياتنا المستقبلية والتنبؤ بها, وهذا يفسر لماذا تظهر إعلانات لمنتجات فكرنا فقط في شرائها حتى قبل البحث ورائها على الإنترنت؟، نعم نحن تحت سيطرة قوية مهيمنة على أفكار و توجهات الجميع, كل ما عليك حتى لا تقع ضحية لأفكار موجهة أو لسيطرة قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بخطوتك التالية هو أن تنتقي ما تسمع وترى على صفحات التواصل الاجتماعي بما يتماشى مع أفكارك و قناعاتك الشخصية لا أن تلهث وراء التوجه الجمعي للترند أو لرأي الأغلبية لمجرد إرضاء نفسك أن شيئا لم يفوتك لأنك شاركت بتعليق لك على وسائل التواصل الإجتماعي.
عزيزي القاريء لا تذهب وراء ال trend الذي يقودك إلى اللاشيء, وتذكر مهما بلغت قوة جذب الإنتباه فعقلك المنتقي لما تستقبله من أفكار و أفعال هو وحده القادر على أن يتصدى لها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال