الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ بداية العام الجاري، دخل التعاون بين الصين والمملكة العربية السعودية في مجالات التمويل والاستثمار مسارا متسارعا، وتوصل الجانبان إلى عدة نتائج تاريخية، والتي لم تقتصر على بناء جسر أكثر صلابة للتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين البلدين، بل ضخت أيضا دفعا جديدا في الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية.
في الفترة من 7 إلى 8 ديسمبر، انعقدت “قمة الأولوية – آسيا” في هونغ كونغ التي نظمتها مؤسسة “مبادرة مستقبل الاستثمار”، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أقيمت فيها القمة في آسيا.
وكشف ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي، خلال القمة أن الصندوق يقوم بتوسيع استثماراته الدولية وسيفتتح قريبا مكتبا في البر الرئيسي الصيني بعد افتتاح مكتبه في هونغ كونغ. وقال: “حاليا، يأتي 52% من نمو إيرادات شركات التكنولوجيا العالمية من آسيا، ويشكل 43% من تمويل الشركات الناشئة و51% من نفقات البحث والتطوير في آسيا، وتمتلك الصين 26% من شركات يونيكورن في العالم”. وهذا يدل على اهتمام وثقة عالية من السعودية في السوق الصينية.
ولطالما كان صندوق الاستثمارات العامة “PIF” المحرك الرئيسي للاستثمار الاستراتيجي في المملكة العربية السعودية، وقد استثمر في السوق الصينية عدة مرات هذا العام. وفي نوفمبر من هذا العام، أفادت وسائل الإعلام أنه يجري مباحثات مع المجموعة الصينية Human Horizons لصناعة السيارات الكهربائية وذلك لاستثمار ما لا يقل عن 250 مليون دولار فيها. وفي أوائل ديسمبر، ضخ صندوق الصناديق “Jada” التابعة لـ”PIF” مزيدا من الأموال في مشروع eWTP Arabia التكنولوجي المدعوم من مجموعة “علي بابا” الصينية لتعزيز إجمالي استثماراته في المشروع إلى نحو 200 مليون دولار. فإن إنشاء مكتب جديد لـ”PIF” في البر الرئيسي الصيني لا يساعد السعودية في فهم أفضل لديناميات السوق الصيني وربطها بالصناعات الصينية فقط، بل سيوفر أيضا منصة تعاون أكثر ملاءمة لكلا الطرفين. ويمكن توقع ارتقاء استثمارات PIF في الصين إلى مستويات أعلى في المستقبل.
وخلال القمة، وقعت المملكة العربية السعودية وحكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة الصينية، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال تشجيع الاستثمار المباشر، التي تهدف إلى تعزيز تعاون الطرفين لإقامة المعارض وتبادل الزيارات والخبرات. وفي الوقت نفسه، أطلقت هونغ كونغ أيضا مفاوضات رسمية مع السعودية حول صياغة اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار، ويبدي الطرفان استعدادهما لاستكمال المفاوضات في أقرب وقت ممكن.
وفي العام الماضي، حققت بورصة هونغ كونغ أيضا تقدما كبيرا في تعميق الارتباط والتواصل المتبادل بين هونغ كونغ والشرق الأوسط. في 29 نوفمبر، تم إدراج أول صندوق استثمار متداول ETF (سي.إس.أو.بي السعودية إي.إف.تي) في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في بورصة “هونغ كونغ” لتتبع الأسهم السعودية، وهو يكون أكبر صندوق استثمار متداول في العالم يركز على السعودية، ويعد علامة فارقة في الربط المالي لمبادرة “الحزام والطريق”. باعتبارها أداة استثمارية مبتكرة، يقدم صندوق الاستثمار المتداول (ETF) أصولا سعودية عالية الجودة إلى سوق هونغ كونغ، مما يوفر للمستثمرين خيارات أكثر تنوعا ويزود المملكة العربية السعودية بمصدر أوسع للأموال.
ومن الجدير بالذكر، تم إنعقاد مؤتمر الاستثمار الصيني السعودي بنجاح في بكين في 12 ديسمبر. وقد وقعت كل من السعودية والصين أكثر من 60 مذكرة تفاهم واتفاقية استثمارية تتجاوز قيمتها الإجمالية 26.5 مليار دولار في عدد من القطاعات الحيوية، تشمل الرياضات الإلكترونية، والطاقة، والزراعة والسياحة والتعدين والتمويل وغيرها من المجالات. إن مثل هذا الوضع الذي يحقق المنفعة المتبادلة والمربح للجانبين لن يؤدي فقط إلى تعزيز التعاون المتعمق بين الصين والسعودية في المجال المالي بشكل كبير وتوفير دعم قوي للتنمية الاقتصادية في البلدين، ولكنه سيقدم بلا شك مساهمة إيجابية في الرخاء والاستقرار الشامل للبلدين والمناطق المحيطة بهما.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال