الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أكرمني الله بعنايته أن عملتُ مُستشاراً لدى هيئة الخبراء بمجلس الوزراء، وبمناسبة لقاء الأستاذ عبد الله المديفير مع معالي رئيس الهيئة المُستشار محمد العجاجي ليلة الاثنين 25/12/2023م في برنامج (في الصورة)، ولعملي تحت رئاسة معالي الدكتور/ محمد بن حسن الجبر رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، وتحت رئاسة معالي الدكتور/ عصام بن سعد بن سعيد حفظه الله ورعاه، وكلاهما تقلَّدَ رئاسة الهيئة، يسرني المُشاركة ببعض الدروس المُستفادة من أسلوب عملهما وإدارتهما.
الدرس الأول: التفويض المُطلَق من الرئيس لموظفيه:
طيلة عملي في الهيئة وفي جميع القضايا، كنتُ أشعرُ بأنني مُطلَق الحرية في إبداء الرأي والمُناقشة والتوصية مع جميع المسؤولين بوصفي رئيساً للاجتماعات مُمثِلاً لهيئة الخبراء، بل وكأنني المجلس بِرُمَّتِه، ولا أذكر يوماً أنني تلقيتُ توجيهاً لمسار أو رأي من معالي رئيسي/ الجبر رحمه الله، فقد كانَ مؤمناً بطاقات رجالاته، مما أتاح للجميع انطلاقاً من المسؤولية والإحساس بها والتفاني في خدمة الوطن وكل ما فيه حكمة ومصلحة، أن نعملَ مُجتهدين في كل ما يخدم الوطن وتطلّعات ولاةِ أمرنا، ولا أذكر مُطلقاً أن تدَخَّلَ في عملنا، وهو الدرس الأول الذي نتعلّمه من تلك القيادات الفذّة المُخلِصة، وأعني الثقة بالمرؤوسين والموظفين، وإطلاق العنان لهم للإبداع والمُساهمة، وبخاصة إنْ تحققَ بهم الوطنية والإتقان والعلم، أما أن يكون الرئيس يرى رأيه وفقط، مُتسلِطاً ومُتحَكِماً ومُتدخِلاً في كل صغيرة وكبيرة في أداء الموظف، فلا.
الدرس الثاني: التفاني في خدمة الوطن وأداء المهام، لا التزلف للمسؤول:
رحم الله دكتورنا/ الجبر، فقد كان دقيقَ الموعد في الحضور والانصراف يومياً بدقة مُتناهية، هَمُّه الأول إتقان العمل وسرعة الإنجاز، والتفاني في خدمة المُعاملة والوطن والمواطن، ولم يكن من سماته حبُّ الظهور أو الخروج الإعلامي أو التصريحات، إنما هو رائد العمل بصمت، ومن جهة أخرى فمكاتب هيئة الخبراء تقع ضمن مبنى الديوان الملكي، ومكتب معاليه يبعد دقيقتين مشياً عن مكتب المقام السامي (الملك عبد الله رحمه الله آنذاك)، ومع ذلك فلم نعهد عليه كثرة التقرب لأجل التقرب أو التزلف لمسؤولية، وهي سمة الأكابر المُخلِصين، أما أن يكون ديدن المسؤول هو التزلف والتملق لمسؤوله، فلا.
الدرس الثالث: الجِدُّ والاجتهاد هو الطريق للنجاح:
وإنني أستمدُّ عنوان الدرس الثالث من جِدِّ واجتهاد معالي دكتورنا/ عصام بن سعيد، وقد زاملته في العمل أيام ما كان مُستشاراً في الهيئة، قبل أن يكون صاحب منصب فيها، وقبل أن يكون مُساعداً لمعالي/ الجبر، وكما زاملته رئيساً للهيئة، وأقل ما يُقال عن عصام أن له من اسمه نصيب، من العصامية بالجِدِّ والتفاني، والجميع يعلم مِمَّنْ زامَله أنه بعيداً عن جميع التكلّف والبروتوكولات، بل كان يقضي كثيراً من وقته مع السكرتير في غرفة السِكرتاريا، في الكتابة والطباعة مُباشرة، حفاظاً على الوقت، ولعلّه من أجد القانونيين ممّن نعرف، وبجدهِ تميّز، فكان محل تقدير وثناء من أستاذه وأستاذنا الجبر رحمه الله، فما كان إلّا أن أوكلَ إليه المهام والقضايا الكبيرة، فأتقن، وهكذا تدرَّجَ أخونا عصام في المنصب، فترأس الهيئة، ثم كان محل الثقة والتقدير من القيادة الحكيمة، من الملك وولي عهده حفظهما الله، ووفقهما دوماً لاختيار الأكفاء، وخلاصة الدرس أن الجد والعمل هو خير طريق للوصول إلى الرضا والنجاح في الدارين.
والله من وراء القصد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال