الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يتبادر في ذهن الكثيرين تساؤلات حول أبرز التحديات التي تواجه سوق العمل السعودي، على وجه الخصوص، وما إذا كانت التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي تهدد أغلب الوظائف الحالية التقليدية منها والابداعية كذلك كالبرمجة والفنون، أم أن العكس صحيح وأن الذكاء الاصطناعي سوف يزيد عدد الوظائف في سوق العمل وينميها.
وبداية، فإن التحديات التي تواجه سوق العمل السعودي، وتعمل المملكة على التغلب عليها بل والتفوق فيها، تشمل عدة جوانب، منها تحسين مهارات القوى العاملة المحلية لتتوافق مع احتياجات سوق العمل المتغيرة، والتأكد من توفر فرص عمل كافية للشباب الخريجين، والتطوير المستمر للبنية التحتية للتكنولوجيا والاتصالات، وتوطين التقنيات، وكذلك تطوير قطاعات جديدة ومتنوعة لتعزيز التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى وجود تشريعات واضحة تخدم جميع الابتكارات والمشروعات التقنية ذات الصلة.
وبالنسبة للتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، فهي قد تؤثر على بعض الوظائف التقليدية في بعض الصناعات، مثل عمليات التصنيع والإنتاج والتي يتم استبدال البشر فيها بآلات وروبوتات ذكية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة والدقة. وكذلك خدمة العملاء، حيث يُعد تطوير الروبوتات وبرامج الذكاء الاصطناعي قادرة على توفير خدمة عملاء متقدمة وفعالة، فمثلا أصبح يمكن للشركات استخدام المحادثات الآلية الذكية لتوفير الدعم والإجابة على الاستفسارات، على مدار الساعة. وأيضاً في قطاع النقل واللوجستيات، يُمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات النقل واللوجستيات، مما يوفر فحصا دقيقا للشحنات وتخطيطا أفضل، بما يخص سلاسل الإمداد.
ومع ذلك، ومن جهة أخرى، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعزز إمكانية تطوير وظائف جديدة في مجالات مثل البرمجة والتصميم والابتكار في الفنون. ويمكن للتقنيات الحديثة كذلك أن تساهم في تحسين الإنتاجية وتعزيز الابتكار وخلق فرص عمل جديدة. ولذلك، يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي سيزيد عدد الوظائف في سوق العمل وينميها، وهناك نحو 800 مسمى وظيفي مستقبلي جديد مع التقنيات الحديثة، ومنها مهندس ذكاء اصطناعي، ومطور تطبيقات ذكاء اصطناعي، ومحلل بيانات ذكاء اصطناعي، ومدير مشروع ذكاء اصطناعي، ومستشار استراتيجي في مجال الذكاء الاصطناعي، وغيرها من المسميات.
وبشكل عام، من المهم أن تتكيف سوق العمل مع التغيرات التكنولوجية وتطور المهارات المطلوبة، وذلك من خلال تعزيز التعليم والتدريب المستمر وتحفيز الابتكار وتنمية روح ريادة الأعمال. كما أنه من الضروري أيضا أن يكون هناك توجيه وتوفير فرص عمل للشباب حديثي التخرج من التعليم العالي بهدف تقوية سوق العمل وتعزيز الاستدامة الاقتصادية، خاصة مع استراتيجية برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، ودعم الحكومة الرشيدة لقطاعات التعليم والتقنية والابتكار، وكذلك دعم الشركات التقنية الناشئة وريادة الأعمال.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال