الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هذا العام هو العام الأول للانتعاش الاقتصادي والتنمية بعد ثلاث سنوات من الوقاية من مرض فيروس كورونا الجديد والسيطرة عليه. نجح اقتصاد الصين في مقاومة الضغوط الخارجية، والتغلب على الصعوبات الداخلية، محققا تحسنا في الأداء، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي في الأرباع الثلاثة الأولى 91302.7 مليار يوان، بنمو سنوي قدره 5.2% بالأسعار الثابتة، من المتوقع أن يتحقق هدف النمو الاقتصادي للعام بنسبة حوالي 5٪.
في الآونة الأخيرة، رفعت الكثير من المنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الاقتصادية توقعات النمو في الصين لعام 2023. وأشار ستيفن بارنيت، الممثل المقيم البارز لصندوق النقد الدولي في الصين، إلى أن الصين تظل المحرك الأكبر للنمو الاقتصادي العالمي، حيث ستساهم بثلث النمو الاقتصادي العالمي في 2023.
استعراضا للعام 2023، الذي يوشك على الانقضاء، نجد أن الاقتصاد الصيني يتقدم بثبات وقوة إلى الأمام وسط الأمواج المضطربة، وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي واجهته، إلا أنه تحقق إنجازات استثنائية.
الاستهلاك ينتعش مع التسارع
يعتمد الاقتصاد الصيني على اليقين من نموه الداخلي لتعويض عدم اليقين في البيئة الخارجية، مع التركيز على بناء نظام دوري قوي ومرن للاقتصاد الوطني. في السنوات الأخيرة، تجاوز معدل مساهمة الطلب المحلي في النمو الاقتصادي 100% خلال سبع سنوات.
وفقا لمسؤول في وزارة الثقافة والسياحة، ففي الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، كان هناك 342 ألف عرض تجاري على مستوى البلاد، وإيرادات شباك التذاكر 31.54 مليار يوان، و111 مليون متفرج، بزيادة قدرها 121.0٪. 84.2%، و188.5% على التوالي خلال نفس الفترة من عام 2019. وفي الوقت نفسه، ومن أجل تعزيز السياحة الداخلية والخارجية، استأنفت وكالات السفر والشركات السياحية عبر الإنترنت في البلاد عمليات السفر الجماعي للخارج للمواطنين الصينيين إلى 138 دولة. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، بلغت نسبة مساهمة الإنفاق الاستهلاكي النهائي في النمو الاقتصادي 83.2%، حيث ارتفعت نسبة المساهمة منها في الربع الثالث إلى 94.8%، مما يبرز دور الاستهلاك كـ “المحرك الرئيسي” بشكل أكبر.
مؤشرات “التداول” تبرز الحيوية
وحتى نهاية نوفمبر، أكملت صناعة الطيران المدني بأكملها إجمالي 6.61 مليون طن من نقل البضائع والبريد. ومن بينها، أكملت الخطوط الداخلية حجم نقل البضائع والبريد بمقدار 4.11 مليون طن، وأكملت الطرق الدولية حجم نقل البضائع والبريد بمقدار 2.5 مليون طن. وفي الفترة من يناير إلى نوفمبر، بلغ إجمالي عدد الركاب الذين نقلتهم السكك الحديدية في البلاد 3.56 مليار شخص، بزيادة سنوية قدرها 126%. وفي 4 ديسمبر، تجاوز حجم أعمال التوصيل السريع السنوي 120 مليارا من الشحنات لأول مرة.
قروض الرنمينبي تحافظ على نمو مطرد
أظهرت بيانات الإحصاءات المالية الصادرة عن بنك الشعب الصيني في 13 ديسمبر لشهر نوفمبر أنه خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر من هذا العام، بلغت القروض الجديدة بالرنمينبي في الصين 21.6 تريليون يوان، بزيادة قدرها 1.5 تريليون يوان على أساس سنوي. وحافظت قروض الرنمينبي على اتجاه نمو مطرد، مما يعكس بقاء الدعم الائتماني للاقتصاد الحقيقي قويا.
تكثيف جهود لتعزيز استقرار الاستثمار
أظهرت البيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء أنه في الأشهر العشرة الأولى، زاد الاستثمار الوطني في الأصول الثابتة (باستثناء الأسر الريفية) بنسبة 2.9% على أساس سنوي. ومن بينها، ارتفع الاستثمار في المشاريع (باستثناء الاستثمار في التطوير العقاري) بنسبة 7.2% على أساس سنوي.
وحتى نهاية نوفمبر، تم إصدار سندات خاصة للحكومات المحلية بشكل أساسي، وقامت الحكومات المحلية بترويج المشاريع لرأس المال الخاص من خلال منصة وطنية موحدة، مما جذب رأس المال الخاص للمشاركة في 1490 مشروعا، بحجم استثمار إجمالي قدره 1.9 تريليون يوان.
تكوين طاقة جديدة من خلال التنمية المبتكرة
وفقا لتقرير مؤشر الابتكار العالمي لعام 2023 الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية، تحتل الصين المرتبة الـ12، حيث تحتل ستة مؤشرات لديها المرتبة الأولى في العالم، كما تمتلك الصين 24 من أفضل تجمعات العلوم والتكنولوجيا في العالم، لتحتل بذلك أيضا ولأول مرة المرتبة الأولى عالميا في تصنيف أكبر تجمعات العلوم والتكنولوجيا في العالم.
وفي الصين، يستمر الابتكار التكنولوجي في تمكين التنمية العالية الجودة، وتزدهر محركات جديدة للنمو – ففي الأشهر الأحد عشر الأولى، زاد الاستثمار في صناعة التكنولوجيا الفائقة في البلاد بنسبة 10.5% على أساس سنوي، أي أسرع بمقدار 7.6 نقطة مئوية من جميع الاستثمارات. وفي الأرباع الثلاثة الأولى، زادت صادرات سيارات الركاب الكهربائية وبطاريات الليثيوم والخلايا الشمسية بزيادة قدرها 41.7% على أساس سنوي، وأصبحت “العناصر الثلاثة الجديدة” قوى دافعة جديدة لنمو التجارة الخارجية للصين.
هذا العام، وفي ظل تعافي ضعيف للاقتصاد العالمي وتباطؤ في نمو التجارة العالمية، يظهر التميز الكبير للسوق الصينية بحجمها الضخم ومرونة التنمية الاقتصادية أكثر وضوحا. انعقد مؤخرا مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، وهو أعلى اجتماع سنوي لاتخاذ القرار الاقتصادي في الصين. وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أنه من أجل زيادة تعزيز الانتعاش الاقتصادي، من المطلوب التغلب على بعض الصعوبات والتحديات، وأهمها عدم كفاية الطلب الفعال، والقدرة الفائضة في بعض الصناعات، وضعف التوقعات الاجتماعية، ولا يزال هناك العديد من المخاطر والأخطار، وهناك انسداد في الدورة الدموية المحلية. كما من أجل القيام بعمل جيد في العمل الاقتصادي في العام المقبل، يطلب الاجتماع الالتزام بالسعي للتقدم على أساس الاستقرار وتعزيز الاستقرار من خلال التقدم وإنشاء الجديد أولا وكسر القديم ثانيا.
لقد نما اقتصاد الصين وتطور دائما من خلال التغلب على التحديات. بفضل تمتع الاقتصاد الصيني بمرونة قوية وإمكانات كافية ومجال واسع للمناورة. ولم تتغير أساسياته الإيجابية طويلة الأجل ولن تتغير. والصين واثقة وقادرة على تحقيق تنمية مستقرة طويلة الأجل، وستواصل جلب زخم جديد وفرص جديدة للعالم مع التنمية الجديدة في الصين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال