الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي هي مجموعة من المبادئ والقيم التي تهدف إلى توجيه سلوك الأنظمة الذكاء الاصطناعي وتحديد حدود استخدامها بطريقة أخلاقية ومسؤولة.
وتتضمن هذه الأخلاقيات مبادئ مثل الخصوصية، والشفافية، والمسؤولية، والعدالة، وسلامة المستخدم، وتأثير التكنولوجيا على المجتمع. ومن حيث الشفافية، يجب أن تكون النظم الذكية القابلة للتفسير وإبداء تبرير لأفعالها وقراراتها.
وهناك كذلك مبدئ العدالة، حيث يجب أن يتم بناء واستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تضمن المساواة وتجنب التمييز والتحيز، خاصة مع خوارزميات التعلم الآلي حيث تتم تغذية تلك الخوارزميات بكم هائل من البيانات، التي يجب ان تكون على درجة كبيرة من الجودة والاكتمال والدقة، وأن لا يكون قد تم “تسميمها” ببيانات خاطئة أو منحازة، أو كما يعرف تقنيا بمصطلح Data Poisoning لضمان اتخاذ قرارات صحيحة بناء على النتائج.
كما أن الخصوصية من المبادئ الهامة، حيث يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان سلامتها من الاستخدام غير المشروع أو التسريب، وفي المملكة توجد العديد من السياسات ومنها سياسة حماية البيانات الشخصية، نظرا لأهميتها، حيث يمكن للأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تجمع وتحلل كميات ضخمة من البيانات الشخصية، وبالتالي فإن الحفاظ على خصوصية الأفراد أصبح أمرا في غاية الأهمية.
ويهدف أيضا احترام هذه الأخلاقيات إلى ضمان استخدام التكنولوجيا بطريقة تحافظ على حقوق الأفراد وتحافظ على امانهم وسلامتهم، ومن الأمثلة التي تتطلب وجود الأمان هو حالات استخدام الروبوتات المنزلية للعناية بكبار السن أو الأطفال الذين يعانون من التوحد أو استخدام الشرائح الذكية التي تزرع في الرأس البشري في علم التقنيات العصبية، أو الروبوتات في المصانع، حيث تتطلب جميع هذه الحالات ضمان سلامة البشر أثناء تعاملهم مع هذه التقنيات والروبوتات الذكية.
وبالإضافة إلى ذلك، هناك مبدأ المسؤولية، حيث يجب على المطورين والمستخدمين أن يكونوا مسؤولين عن استخدام التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتحمل تداعيات تأثيرها على المجتمع، مع الأفصاح عن مخاطر استخدامها بشكل خاطئ، للتوعية وقبول الاستخدام السليم لتلك التقنيات من قبل المستخدمين.
وقد برزت أهمية هذه الأخلاقيات في الآونة الأخيرة، رغم وجود الذكاء الاصطناعي لفترة طويلة، للعديد من الأسباب، وأولها تطور الذكاء الاصطناعي بسرعة كبيرة حيث يتم استخدامه في مجموعة متنوعة من المجالات مثل التجارة والطب والصناعة والتعليم والمدن الذكية والزراعة والسياحة والطيران والفضاء والمجالات العسكرية والأمنية والعديد من جوانب الحياة اليومية.
ونظراً لتأثير الذكاء الاصطناعي في جميع تلك القطاعات، فأصبح من الضروري أن يتم استخدامه بطريقة تحافظ على الفائدة العامة وتحمي حقوق الأفراد والمجتمع بشكل كامل.
ومن الأسباب أيضاً، وجود مخاوف من وصول الذكاء الاصطناعي مستقبلا إلى مستويات بالغة من التفكير المستقل واتخاذ القرارات التي تؤثر على حياة البشر. وبالتالي، فإن تحديد قواعد وقوانين قائمة على الأخلاقيات يساعد في تقديم توجيه وضوابط لهذه الأنظمة.
وبشكل عام، فإن اتباع أخلاقيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحمي الأفراد ويضمن أن يكون للتقنيات دور إيجابي في تطور المجتمع. ولذلك، فإن أهمية الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي لا تزال تزداد مع زيادة استخدام التكنولوجيا وتأثيرها على حياتنا.
وحسب توصيات اليونسكو، والتي وافق عليها 193 من الدول الأعضاء في عام 2021، هناك العديد من المبادئ الأساسية، والتي تم ذكرها أعلاه، نحو اخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتشمل عدم إلحاق الأذى، والسلامة والأمن، وحماية البيانات، والمسئولية، والشفافية، والاستدامة، وغيرها من المبادئ. ومنذ أيام قليلة، في شهر ديسمبر 2023، أعلن الاتحاد الاوروبي وصوله لاتفاق حول قانون ينظم الذكاء الاصطناعي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال