مراكز البيع بالتجزئة .. ماذا ينقصها؟

أحد الأشخاص يدخل الصيدلية بحثاً عما يناسبه من دواء أو غيره, وبدون لف أو دوران بين الأرفف يتجه مباشرة إلى الشخص المختص –الصيدلاني- فيسأله حاجته, آخر يذهب إلى متجرٍ لإستبدال إطارات السيارات فيتجه مباشرة إلى الفني يستعلم منه أنواع الإطارات والفرق بينهم وما يحتاجه من خدمات تناسبه وهكذا في متاجر الأقمشة والحلويات والإلكترونيات والمكتبات .. الخ.

لو تأملنا أغلب المراكز التجارية لوجدنا أن العميل يذهب في الغالب إلى الفني أو المختص في المتجر للإستعلام وللإستفسار وأخذ المعلومة الصحيحة في سبيل الحصول على المنتج المناسب, فأغلب المتاجر يتوافر بها من الأشخاص العارفين بمنتجات المتجر. في متاجر البيع بالتجزئة والسوبرماركت والهايبرات تجد فيها عشرات الألوف من المنتجات ما بين غذائية وتجميلية ومستلزمات النظافة ومقتنيات أخرى, ولكل صنف علامات تجارية تتفاوت في الأحجام والمكونات والأسعار لكنك لن تجد رغم ضخامة هذه الصروح التجارية من بين موظفيها من هو خبير بهذه الأصناف بحيث يستعين به العميل في تسهيل عملية الحصول على المنتج المناسب.

وعلى الرغم من إنتشار التسوق الإلكتروني إلا أن هذه المراكز تتطلب من المستهلك الحضور فهي من الأسواق اليومية الأكثر شيوعا في العالم والتي هي بالنسبة لكثير من الناس جزء من الروتين اليومي. من منا لم يشتر بعض المواد سواء كانت غذائية أو غيرها من باب التنويع والتغيير والتجربة وعند الإستخدام أكتشف أن المنتج لا يلائمه! خدمة العملاء في هذه المراكز لا تقتصر فقط على توفير عربة التسوق أو المحاسبة, هذا الكم من المتسوقين وبشكل يومي يتطلب قدر أكبر من الخدمة من خلال وجود الشخص المختص بالمنتجات من ناحية المكونات والتحذيرات والفئة التي قد لا يكون المنتج ملائم لها, ليس ذلك فحسب بل إن بعض أنظمة مزاولة المهن بالإضافة إلى إشتراطها وجود الشخص المختص فإنه يتطلب على المختص تنمية معلوماته وخبراته ومستجدات السوق.

أذكر في إحدى الرحلات البرية وبينما كنا نتبضع من بقالة على الطريق لاحظت رجلاً كبيراً في السن يسأل عامله الخاص عن مكونات بعض أنواع البسكويت, لم أدرك حينها أهمية الأمر وكأنه كان بالنسبة لي شيء من العبث, فقد كانت النظرة قاصرة وأن صورة المنتج على الغلاف كافية لتعطي الإنطباع الجيد عن المنتج حتى أدركت أن الغاية التأكد من محتوى المنتج وملائمة إستخدامه للمستهلك.