الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لقد شهد العالم فترات متتالية لمراحل تطور آلية المدفوعات.
ففي العصور البدائية لم يكن هناك وسيلة دفع محددة، فكان السائد في ذلك الوقت للحصول على المنافع والممتلكات والخدمات المطلوبة هو نظام المقايضة دون وجود وسيلة دفع محددة مثل العملات المالية كما هو الحال في هذا العصر، فكان أكثر ما يطلق على المال عند العرب قديمًا على الإبل، لإنها كانت أكثر أموالهم.
لكن نظرًا لما يواجه نظام المقايضة من صعوبات كبيرة وتعذر تبادل السلع بين افراد المجتمع وتعارف البشر على سلعة معينة تكون وسيطًا يتم التبادل على أساسها من حيوانات او معادن نفيسة او غيرها…
فقد أصبح هذا النظام قاصرًا عن التطورات الحضارية في المجتمعات الأخرى.
فآلية الدفع باستخدام نظام المقايضة ليست الصورة المثالية لإتمام المعاملات المالية، وذلك لصعوبة إيجاد مقاييس للتبادل وصعوبة حملها، كما يصعب الاحتفاظ ببعض ما لديه من فائض من السلع لفترة طويلة.
لذلك ظهر المال قبل 3000 عام ليكون محددًا للقيمة ومقبولًا عمومًا كثمن للسلع والخدمات أو كسداد للديون أو ما يعتبر عملة قانونية داخل البلاد.
وتعبيرنا عن المال هنا، هو ظهور العملة الموحدة لإتمام عمليات البيع والشراء وذلك شتى صور المال من ذهب وفضة الى العملات المعدنية الى ان تطور وظهرت الأوراق النقدية التي كانت سببًا لتطور القطاع المالي في ذلك الحين وانشاء البنوك التقليدية لتسهيل حمل النقود وحفظها وتخزينها.
ومنذ ذلك الحين بدأت البنوك باستخدام الأوراق النقدية للمودعين والمقترضين لحملها بدلاً من القطع النقدية المعدنية.
واستمرت البنوك في تطورها في الخدمات التي تقدمها في عمليات المدفوعات وذلك في الشكل الذي اعتدنا عليه وكان ذلك في عدة صور:
إما أن تكون عمليات الدفع والسداد من خلال الصراف الآلي أو المكالمات الهاتفية مع البنك أو التوجه للبنك مباشرةً.
الى ان بدأ ظهور مفهوم المدفوعات الإلكترونية، حيث تعتبر عملية الدفع الإلكتروني عملية مالية متكاملة من النظم والبرامج يتم تقديمها لتسهيل الإجراءات المالية عبر الإنترنت.
حيث شرعت المملكة العربية السعودية في بذل جهود لتوفير مجموعة متنوعة من أنظمة السداد وتوفير الأساليب الإلكترونية العديدة للخدمات المالية الميسرة ومواكبتها لأفضل الإجراءات المالية.
وتعتبر وسائل الدفع الإلكتروني أحد أفضل التقنيات الحديثة وتصنف من أهم أساليب مسهّلات الحياة، خصوصًا في الاعتماد الهائل على أجهزة الهاتف المحمول في كثير من أمور الحياة، وفي ظل انتشار ثقافة التسوق الالكتروني والمدفوعات الحكومية الالكترونية وغيرها من الأمور الاخرى..
ومن اهم تطبيقات الدفع الإلكتروني هو تطبيق “STC pay”
وهي محفظة رقميّة مجهّزة بكافة الوسائل والخيارات التي من شأنها تمكين الأفراد من التحكم بدفوعاتهم، حيث يكون باستطاعتهم التحويل والاستقبال والتسوق والتحكم بأمورهم الماليّة عبر تطبيق جوال واحد.
وبعد صدور موافقة مجلس الوزراء الموقر على تحوّل شركة المدفوعات الرقمية السعودية “STC pay”إلى بنك رقمي متكامل يقدم العديد من الخدمات المصرفية الرقمية بالمملكة بكل ما يتوافق مع توجهات المملكة لرؤية 2030 ليصبح “STC Bank“من أوائل البنوك الرقمية في المملكة العربية السعودية.
فالتحول من شركة “STC pay” الى “STC Bank” يهدف الى دعم وتنمية الاقتصاد الوطني من خلال تطوير وتعميق مؤسسات القطاع المالي، وتطوير السوق المالية.
كما ان هذا التحول بات يهدد البنوك التقليدية ولما فيه من تطور وازدهار وتحقيق الإيرادات والنمو والتوسع للشركة بشكل خاص والتقنية المالية “fintech” وللقطاع المالي السعودي بشكل عام.
ولما فيه من مميزات تلامس حاجة الافراد في عصرنا الحالي، حيث تمثل سهولة استخراج وانشاء البطاقة والعائد النقدي الذي يصل الى 1% عند استخدام بطاقات “STC pay” للدفع بالإضافة للعروض والخصومات لمستخدميها، ومن اهم الخصائص المميزة لها هي في مواكبة احتياجات الافراد مثل تحويل العيديات والهدايا وسهولة تحويل الأموال لجهات الاتصال او على سبيل المثال خدمة “قطّه”!، وتستكمل “STC Bank” بالمنافسة للبنوك التقليدية وذلك بتقديم خدمات الإقراض والتمويل للأفراد في عام 2024.
في النهاية ان النمو في مسارات جديدة غير تقليدية ومواكبة التطورات التقنية هو وليد الحاجة ونتاج لذكاء العنصر البشري واقتناص الفرص للنمو والازدهار والتوسع الكبير في القطاع ولتسهيل مشاركة وتبادل السلع والخدمات بين افراد المجتمع بسهولة والاستغناء عن الطرق البدائية مثل اسلوب المقايضة المتبع للمدفوعات وما فيه من سلبيات وقصور الى ان اتجهنا للطرق الحديثة العصرية ومواكبتها وما ستقدم لنا من منتجات أخرى وخدمات مالية بشكل حصري عن طريق القنوات الرقمية الحديثة في الأزمنة المتقدمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال