السائح الصيني يظهر حماسة لزيارة السعودية

في الآونة الأخيرة، بدأ في السعودية تسجيل برنامج تلفزيون الواقع “ديفاس هيت ذا رود · طريق الحرير” (Divas Hit the Road · Silk Road) الذي يحظى بشعبية كبيرة في الصين، حيث قاد المشاهدين في جولة لاستكشاف العديد من المعالم البارزة في المملكة. وأثار هذا البلد الذي كان غامضا على طول طريق الحرير القديم اهتمام العديد من مستخدمي الإنترنت الصينيين بفضل شعبية البرنامج.

ووفقا لتقارير، ارتفع معدل البحث عن “المملكة العربية السعودية” على منصات السفر الصينية عبر الإنترنت بنسبة 772٪ مقارنة بالفترة السابقة. في الماضي، بدت هذه الأرض الغامضة أنها أسطورة في “ألف ليلة وليلة”. ولكن اليوم، توجد هنا فنادق فاخرة، وواحات خضراء على الخليج، وحتى احتفالات طوال الليل.

منذ تعزيز الانفتاح السياحي في عام 2019، حققت صناعة السياحة السعودية نموا ملحوظا. وفقا لبيانات وزارة السياحة السعودية، استقبلت البلاد في عام 2022 ما مجموعه 93.5 مليون سائح دولي ومحلي، محتلة المرتبة الأولى بين الدول العربية. واحتلت المرتبة الثانية عالميًا من حيث نسبة نمو عدد السياح خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2023، بزيادة 58% مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2019.

وتسعى السعودية جاهدة لجذب السياح الصينيين لأنها تدرك أهمية الصين كمصدر مهم لصناعتها السياحة. وانطلاقا من رؤيتها الطموحة 2030، تهدف المملكة إلى الترحيب بأكثر من 5 ملايين سائح صيني بحلول عام 2030، ليصل إجمالي عدد السائحين إلى 150 مليونا. وكجزء من توجهها الاستراتيجي، تستثمر المملكة العربية السعودية مبلغا مذهلا قدره 800 مليار دولار لتطويرها إلى وجهة رئيسية للمسافرين.

أطلقت الهيئة السعودية للسياحة مجموعة من المبادرات بهدف الترويج لموارد السياحة المحلية وتوفير تجربة سفر سلسة للمسافرين الصينيين، حيث أصبح بإمكانهم الاستفادة من عدة تسهيلات بما في ذلك التأشيرة الإلكترونية، وتأشيرة العبور، والرحلات الجوية المباشرة، بالإضافة إلى أكثر من 100 باقة سفر يتم تطويرها بالتعاون بين الجانبين السعودي والشركاء الصينيين.

وتوصلت الهيئة السعودية للسياحة على التوالي إلى تعاون مع Ant Group وFliggy للسماح للسائحين الصينيين “بالسفر في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية بمحفظة واحدة” من خلال Alipay+، كما تعاونت أيضًا مع خدمات هواوي المتنقلة (HMS) ومنصة التسويق الذكية الطرفية Petal Ads لتعزيز تجربة السياح الصينيين في المملكة عبر الخدمات الرقمية للسياحة. بالإضافة إلى ذلك، قدمت السعودية أيضا نسخا صينية من معلومات السفر، وخدمات المرشدين السياحيين الناطقين باللغة الصينية، وخيارات الدفع الرقمية مثل UnionPay وAlipay لتوفير المزيد من الراحة للسياح الصينيين.

مع الإجراءات المذكورة أعلاه، يستمر التعاون السياحي بين الصين والسعودية في التصاعد. ففي الفترة من يناير إلى أغسطس من هذا العام، قام 80 ألف سائح صيني بزيارة السعودية. وكأحد المعالم البارزة، وقعت الصين والسعودية اﺗﻔﺎﻗﯿﺔ ﺗﺎرﯾﺨﯿﺔ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻦ خلالها السعودية وجهة ﺳﯿﺎﺣﯿﺔ رﺋﯿﺴﯿﺔ ﻟﻠﺴﺎﺋﺢ اﻟﺼﯿﻨﻲ، والتي ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻠﻤﻮاطﻨﯿﻦ اﻟﺼﯿﻨﯿﯿﻦ ﺑﺎﻟﺴﻔر إﻟﻰ المملكة ﻣﻦ ﺧﻼل المجموعات السياحية.

في الشهر الماضي، أطلقت الهيئة السعودية للسياحة أكبر حملة للترويج السياحي في مدينة شانغهاي الصينية، والتي تعرض الثقافة الغنية والتاريخ العريق والموارد السياحية المتنوعة للسعودية من خلال بث مقاطع فيديو عن التجربة السياحية في المملكة وإقامة سوق عربي تقليدي في الهواء الطلق لمدة أسبوع. واستقطب المعرض أكثر من 80 ألف زائر. ويذكر أن حجم الحجوزات إلى المملكة ارتفع بمعدل 277% بفضل انطلاق الحملة، مما يعكس حماس السائح الصيني للمنتجات السياحية السعودية. ومن المتوقع أن يصل عدد السياح الصينيين إلى السعودية إلى 150 ألف سائح بنهاية العام الجاري.

ومن الجدير بالذكر أن الحكومة السعودية قد اعتمدت اللغة الصينية كلغة أجنبية ثانية رسمية في المناهج التعليمية. ويحمل انتشار اللغة الصينية بسرعة في السعودية أهمية استراتيجية للتعاون بين البلدين في مجالات مثل السياحة. لا شك أن في المستقبل القريب سيتدفق المزيد والمزيد من السياح الصينيين إلى السعودية، البلد الجميل والمضياف.