الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الآونة الأخيرة، مع تزايد شعبية مسلسل تلفزيوني يسمى “ أزهار شانغهاي” في الصين، أصبحت شانغهاي، التي تم تصوير مشاهد المسلسل التلفزيوني فيها، ذات شعبية متزايدة في مجال السياحة. “أزهار شانغهاي” من إخراج وإنتاج المخرج الهونغ كونغي وونغ كار واي. وعلى خلفية الازدهار الاقتصادي الذي شهدته شانغهاي في التسعينيات من القرن الماضي، تدور أحداث الدراما حول قصة شخص عادي اغتنم العمل بجد لبناء إمبراطوريته التجارية الخاصة في خضمّ الانفتاح الاقتصادي للصين.
“أزهار شانغهاي” يستحضر حنين الناس إلى ماضي المدينة، ويطلق أيضا طفرة استهلاكية مرتبطة بـ “شانغهاي القديمة”. تجذب الأطباق اللذيذة والمعالم البارزة المعروضة في المسلسل السياح من جميع أنحاء البلاد. وفقا لمعلومات من منصة حجز السفر الصينيةTongcheng Travel، في الفترة من 27 ديسمبر الماضي إلى 5 يناير الجاري، زادت شعبية البحث السياحي عن فندق “بيس هوتيل” بنسبة 415% على أساس شهري، وزادت شعبية البحث عن السياحة في شارع نانجينغ بنسبة 73% على أساس شهري، ويتوافد المعجبون بالمسلسل إلى مواقع التصوير للمسلسل التلفزيوني بشانغهاي مثل شارع هوانغخه وشارع جينشيان وقاعدة شانغهاي لتصوير الأفلام، مما يظهر أن الأعمال السينمائية والتلفزيونية الشعبية تستمر في تحقيق فوائد اقتصادية على الساحة الثقافية والسياحية.
الأعمال السينمائية والتلفزيونية البارزة لها تأثير فوري على زيادة شعبية السياحة في مواقع التصوير والأماكن التي تدور أحداث القصص فيها. على سبيل المثال، انبهر الجمهور بالمغرب بعد مشاهدة فيلم “كازابلانكا”، وأثار فيلم “العطلة الرومانية” رغبة الجمهور في استكشاف مناظر ورونق مدينة روما. وتعتبر سلسلة أفلام “المهمة المستحيلة” من قبيل الأفلام الترويجية للمدن، حيث جذب برج خليفة في دبي العديد من عشاق الأفلام.
تستفيد أعمال السينما والتلفزيون وصناعة السياحة من بعضهما البعض. حتى مدينة دولية كبيرة مثل شانغهاي لا تزال بحاجة إلى تلميع علامتها التجارية الحضرية باستمرار. توفر الأعمال الدرامية السينمائية والتلفزيونية الناجحة تسويقا فعالا للأماكن ذات الصلة، محفزة بشكل كبير تعاطف المشاهدين لدفعهم إلى التفاعل. عناصر السياحة الغنية في شانغهاي، مثل الطعام والإقامة ووسائل النقل والتسوق والترفيه، تم عرضها بشكل مستند إلى “أزهار شانغهاي”، حيث تعمل “التفاعلات الكيميائية” التي أنتجها المسلسل على تحفيز وإلهام مجموعات مختلفة من الناس للخروج من منازلهم واختيار تجارب سياحية جديدة، مما يخلق نقطة نمو جديدة للاستهلاك. ومع ذلك، فإن تحقيق الفوائد الاقتصادية من أعمال السينما والتلفزيون لقطاع الثقافة والسياحة يتطلب جهودا متعددة الجوانب. أولا وقبل كل شيء، ينبغي على الوجهات السياحية حماية واستكشاف سحرها الثقافي والتاريخي الفريد. ثانيا، يجب على الحكومات المحلية وإدارات السياحة صياغة خطط تنمية علمية ومنطقية، وتحسين خدمات السياحة ومرافق البنية التحتية لضمان توفير روابط عاطفية أفضل للزوار بعد تجربة السياحة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تنفيذ أنشطة ومشاريع سياحية متنوعة تلبي احتياجات وتفضيلات السياح المختلفين.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال