الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في البيئة التنظيمية المعاصرة التي تتميز بتسارع المتغيرات، و تنوع التحديات، تبرز الأهمية المتزايدة لمفهوم العقلية الجمعية للافراد في المنظمات كركيزة أساسية في دعم وإنجاح عمليات التحول المؤسسي. تُعرف العقلية الجمعية بأنها : النمط التفكيري السلوكي المشترك بين الأفراد في منظمة ما، الذي يكون بالمحصلة جوهر الثقافة المؤسسية لها. تعكس العقلية الجمعية الديناميكيات النفسية للأفراد ضمن البيئة التنظيمية الحاوية لهم ، و تتأثر هذه الديناميكيات بمجموعة من العوامل الواعية واللاواعية للافراد، مثل القيم، و المعتقدات، والخبرات، والمواقف المشتركة، و السمات الشخصية الفردية لكل واحد منهم. وتسهم هذه العناصر في مجملها في تحديد هوية الثقافة المؤسسية للمنظمة، وتعزيز الشعور بالانتماء لأفراد المنظمة والتضامن فيما بينهم في رحلة المنظمة لمباشرة أعمالها المعتادة، أو تحولها للتغيير.
تؤدي العقلية الجمعية إلى تحفيز الإبداع والابتكار في المنظمة، وذلك من خلال تشجيع الأفراد على التفكير الجماعي المنهجي للوصول لأهداف مشتركة، ذات منفعة عامة لكافة الأفراد، الأمر الذي يؤدي بطبيعته إلى خلق بيئة عمل تتسم بالمرونة ، و تسهل عملية التكيف مع الظروف الداخلية والخارجية المتغيرة التي تمر بها المنظمات في دورات حياتها التشغيلية المختلفة. كما تعززالعقلية الجمعية من شعورالأفراد بالانتماء للمنظمة، والتضامن مع اقرانهم في أداء مهامهم ، مما يؤدي إلى تحسين أدائهم ، وزيادة إنتاجيتهم وفعاليتهم في بيئتهم التنظيمية. كما توفر بطريقة غير مباشرة، الدعم النفسي للأفراد، خلال مراحل التحول التي تمر بها المنظمات، الأمر الذي يزيل عنهم قلق الخوف من المجهول، ويهون على قادة التحول التعامل مع المقاومة المتوقعة من الافراد. كما تدفع منسوبي المنظمة للتعطش للتطور الشخصي والمهني، عبر تبني مواقف نفسية وعملية إيجابية حيال التحديات التي يواجهونها، و التعلم المهني المستمر.
في ظني، أن الزخم الذي أحدثته رؤية السعودية 2030 هو المحفز الرئيس في توجيه المنظمات العاملة في المملكة العربية السعودية نحو تبني عقلية جمعية موحدة لمنسوبيها، مستفيدين من حقيقة أن الرؤية في أساسها مبنية على مبادئ التحول الاقتصادي والاجتماعي الشامل، مما يسهل علي أي منظمة – أيا كان تصنيفها- اقتباس الصورة الذهنية المجتمعية للرؤية بأنها بوابة التحول للمستقبل المزدهر للمملكة العربية السعودية، وتعزيز الحس الفردي لمنسوبي المنظمة بأن دورهم في برامج التحول في منظمتهم سينعكس على التحول الكلي الشامل الذي تسعى رؤية السعودية 2030 لتحقيقه، فتبني الافراد لهذا الاحساس أدعى لاستدامة المنظمة وتركيزها على تحقيق اهدافها الاستراتيجية و التكتيكية بفاعلية وكفاءة وإن ترجل عنها قادتها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال