الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عالم الأعمال الذي يتسم بالتغير المستمر والسريع، تبرز أهمية إدارة التحول كمهارة أساسية تستلزم الالتفات لها من القادة والمديرين، خاصة في ظل التوجهات الطموحة للمملكة العربية السعودية نحو تحقيق رؤية السعودية 2030. إن إدارة التحول ليست مجرد تغيير في الإجراءات والسياسات فحسب، بل هي عملية تتطلب فهمًا عميقًا للعناصر الإنسانية والنفسية التي تؤثر على الأفراد والفرق داخل المنظمات.
ومن المهم ابتداء فهم الديناميكيات النفسية لمنسوبي المنظمات، حيث تلعب العوامل اللاواعية دورًا مهمًا في تشكيل سلوكيات وردود أفعال الأفراد تجاه التغيير. هذه الديناميكيات، كما تبين نظريات الديناميكا النفسية، تحتاج إلى قائد يتمتع بالوعي والحساسية ليتعامل معها بطريقة تعزز من قدرة الموظفين على التكيف مع التحولات و الانضواء تحت لوائها.
كما أن لديناميكية فرق العمل دورا مهما كذلك في فهم وإدارة التحول في المنظمات، فهي تشكل جزءًا لا يتجزأ من خطة التحول، فالفرق التي تتميز بالتعاون والتفاهم المتبادل تكون أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغييرات. لذا يتطلب من القيادات إيجاد بيئة عمل تشجع على التواصل الفعال وتقديم الدعم المتبادل، الأمر الذي يخلق ثقافة تنظيمية تتسم بالمرونة والقدرة على التحول. ولعل في هذا السياق، تبرز أهمية الأنظمة المغلقة والمفتوحة في إدارة التحول. الأنظمة المغلقة، بصرامتها ومقاومتها للتغيير، تجعل من الصعب تبني التحولات الجديدة. بينما تساعد الأنظمة المفتوحة، التي تتميز بالمرونة والتكيف، في تسهيل التحول وتحقيقه بكفاءة وفعالية.
إن للقائد مسعى مهم في هذا المضمار. فالقيادة الفعالة لا تعمد إلى تبني تفعيل التحول المؤسسي دون الاعتراف بمخاوف الموظفين، وتحديدها، والعمل على معالجتها. فالقائد الناجح هو من يحفز فريقه على قبول التغيير وتبنيه والعمل عليه كمكتسب فردي لكل واحد منهم.
في العادة، يلجأ الأفراد في المنظمات إلى اظهار بعض السلوكيات خلال عملية التحول، والتي تفسر علميا بآليات الدفاع النفسي ، التي من أمثلتها الإنكار والمقاومة والتبرير، وذلك سعيا منهم لحماية أنفسهم من القلق وعدم اليقين الذي يصاحب التغييرات.و يبنغي على القائد الفذ ملاحظة هذه الآليات ، وفهمها في سياقها النفسي الطبيعي، والتعامل معها كعرض ينبغي علاجه ، مع أهمية تقديم الدعم النفسي ، غير المباشر، للموظفين لاعادتهم الى مضمار التحول كلاعبين أساسيين.
ختامًا، تعتبر إدارة التحول، بأبعادها الإنسانية والنفسية، حجر الزاوية في تحقيق المنظمات لأهدافها وضمان استدامتها، خاصةً في سياق الأهداف الطموحة لرؤية 2030 في المملكة العربية السعودية. فالتحول ليس مجرد تغيير في الهيكل أو السياسات، بل هو عملية تتطلب التعامل مع العناصر البشرية بعمق وحساسية. إدراك القيادات للجوانب النفسية والعاطفية للأفراد يعد عاملاً حاسمًا في تسهيل التكيف مع التغييرات، وبالتالي، تحقيق النجاح المستهدف واستدامته على المدى الطويل. عندما تتبنى المنظمات نهجًا يركز على الجانب الإنساني في عملية التحول، فإنها لا تحقق فقط أهدافها الاستراتيجية، بل تبني أيضًا ثقافة تنظيمية تتسم بالمرونة والقدرة على التأقلم مع التحديات المستقبلية. و يُعتبر الفهم العميق للديناميكيات النفسية، وكيفية تأثيرها على الأفراد خلال فترات التغيير، أمرا جوهريا لتحفيز الموظفين على المساهمة بشكل إيجابي في رحلة التحول.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال