الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد ركود طويل في مجال الحملات الاعلانية والتسويق بشكل عام، تفاعل المغردون في منصة اكس على تغريدة لأحد الشباب الذي شارك أمنية له مع زوجته المستقبلية لأحد منتجات “أفران الحطب” والتي بدورها عرضت عليه مبلغ 50 ألف ريال في حال تم الزواج في عام 2024 وتأمين مؤنة من المنتج المرغوب (المعمول) لمدة سنة كاملة. ومن ثم انهالت العروض من الشركات والمشاهير على (راعي المعمول) كما تم تسميته من قبل المغردين والتي تدعمه في حال تزوج هذا العام، حيث تفاوتت العروض من مبالغ مالية وعينية، والتكفل بجميع متطلبات حفل الزواج وبيت الزوجية، بل ووصل الموضوع للفنانة أحلام حيث عرضت عليه تقديم أغنية الزفة في فرحه.
وحصلت التغريدة على تفاعل كبير بمشاهدات مليونية لا تحصل عند أكثر المتفائلين من صناع الحملات التسويقية في السوق. وهذا الحدث يذكرنا بشيء مشابه حصل في السنوات الماضية مثل شقة الشبرمي، حوش السبيل، والعم معيض. وهذا الحدث يسمى في علم التسويق “newsjacking” وهو متابعة الأخبار والأحداث العاجلة من قِبل الشركات والاستفادة منها في صنع إعلان ناجح يتناسب مع هذه الأحداث بدون اعداد مسبق. وعادة الرد الأول من الشركة الأولى والتفاعل معه هو ما يصنع هذا المفهوم.
وعادة عند تطبيق newsjacking أول ما يتم النظر إليه هو الحدث نفسه ومدى سلبيته أو إيجابية. فليس من المعقول استغلال حدث سلبي أو يمس القيم والعادات الاجتماعية ويتم عمل إعلان وتفاعل على أساسه. وعند تطبيق ذلك مع (راعي المعمول)، وبالرغم من سمعة المعمول غير المستحبة في أماكن العمل، إلا أن الحدث نفسه ايجابي عاطفي وطابعه الفرح، ويمس قيمة انسانية جميلة في مجتمعنا السعودي وهي المشاركة العينية للعريس والعروس. فانتهاز هذه الفرصة التسويقية سواء كانت مخطط لها من قبل أو لا، هي من وجهة نظري ضربة معلم.
فالحملات التسويقية تطلب أمور متعددة منها فهم سلوك المستهلك، واليقظة، والجرأة، وانتهاز الفرص، وصناعتها. وكلما كانت التكلفة المادية أقل والتفاعل أكثر، والابداع في خلق الحاجة، كانت الحملة أنجح. وفي حالتنا في هذه المقال وعن قياس مدى نجاح الحملة الاعلانية للشركة، فهناك معيارين، الأول أرقام التفاعل في منصات التواصل الاجتماعي وهو أمر ظاهر ومن أسباب كتابة هذا المقال. أما المعيار الثاني، وهو أمر غير ظاهر واجابته لدى الشركة فقط وهو مدى زيادة المبيعات بعد الحملة سواء للمنتج نفسه أو المنتجات بشكل عام. وهناك أمر آخر لا يقل أهمية عن سابقيه وهو عودة العملاء الجدد لشراء المنتجات مرة أخرى. فعلى افتراض أن تلك الحملة ساعدت على جلب عملاء جدد لم يسبق لهم تجربة منتجات الشركة من قبل، فعودتهم للشراء واستمرارهم هو دليل رضاهم وولائهم، وهو الغاية الكبرى للشركات فيما يخص علاقتهم مع عملائهم.
خلاصة القول، إن لم تصنع حملتك الإعلانية، فانتهز الفرص التي تأتيك على طبق من ذهب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال