الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا يخفى على أحد أن الاستثمار الرياضي في بلادنا كان استثمار خاسر ولا يحقق أرباح بل يتم دعمه من الدولة، وفي الدول المتقدمة والتي تمنح اللاعبين مبالغ طائلة تحقق الأرباح الجيدة ولا تقوم تلك الدول بدعم النوادي ماليا، وذلك ببساطة كان بسبب ان الدوري لدينا محليا والدوري لديهم عالمي لنواديه مشجعين من مختلف الدول، وهذا ساهم في رفع إيرادات الأندية من عوائد التذاكر و عوائد البث المباشر للمباريات وعوائد الاعلانات في الملاعب والاعلانات التي ينفذها اللاعبون وايرادات بيع ملابس واكسسوارات الأندية وعوائد المباريات الودية المدفوعة.
وما يتم حاليا هو تحويل الدوري السعودي من المحلية الى العالمية وهذا سيكون مكلف في البداية ولكن سوف تزيد الإيرادات بشكل منتظم من سنة لأخرى حتى تحقق الاندية الارباح وعندها يتم خصخصة الاندية ورفع الدعم الحكومي عنها.
إن أكبر مشكلة ممكن أن تحدث هي التوقف في منتصف الطريق ان الملايين التي يتم ضخها لجلب اللاعبين العالميين هي اهم الطرق لتحويل الاندية المحلية إلى اندية عالمية وتحويل الدوري السعودي الى دوري عالمي.
فسوف يزيد متابعي الدوري السعودي وتزداد جماهير الأندية السعودية في جميع أنحاء العالم وهذا سوف يدر الدخل الكبير على الاندية سواء من حقوق بث المباريات أو خوض المباريات الودية بمقابل مالي او الايرادات من المباريات الرسمية للأندية.
وهناك منافع كثيرة سوف نجنيها بخلاف العوائد المالية المجزية ومنها خلق جيل من اللاعبين السعوديين المحترفين ذوي المهارات العالية وذلك بسبب اختلاطهم باللاعبين الاجانب ذوي المهارات العالية العالمية، كما سيفيد ذلك في تسويق السياحة داخل السعودية فتكون السياحة الرياضية أحد عوامل جذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
وكما قلنا في السابق علينا أن لا نتوقف في منتصف الطريق لان ذلك سيؤدي الى خسارة كل شيء وتكون الأموال التي تم صرفها ذهبت ادراج الرياح، فعلينا اكمال المسيرة وضخ الأموال الكثيرة بخطط استراتيجية واضحة لتحقيق الهدف الاستراتيجي الأسمى وهو دوري عالمي واندية عالمية.
ومن مشاكل الاندية هو الهيكل التنظيمي لها حيث يخلو من الوحدات الادارية التي تقيم الوضع المالي للنادي وتعمل على ترشيد النفقات ومعرفة القرارات المالية والفنية المهمة لكي يستطيع النادي بتمويل نفسه، كما تخلو تلك الاندية من الخبراء في التسويق الرياضي والذي يعتبر تخصص نادر وفريد من نوعه، وذلك لان هناك أنشطة تسويقية قد لا تكون مربحة في ذاتها ولكن تؤدي الى زيادة الايرادات في السنوات القادمة ومن أمثلة ذلك اقامة المعسكرات الصيفية للجمهور من فئة الأطفال في البلدان الاخرى حيث سيخرج جيل جديد يشجع تلك الاندية.
وحين تتوفر سيولة فائضة بالنادي من الممكن استثمارها في انشطة اقتصادية متخصصة مثل الاستثمار في سوق الأسهم أو افتتاح شركات تجارية بأنشطة بعيدة كليا عن الانشطة الرياضية، وبذلك تتحول الاندية الى منشآت تجارية محترفة تسعى لتحقيق الأرباح ونمو جمهورها مع مرور الزمن في جميع أنحاء العالم.
ان ذلك التحول يجب أن يتم بتعاون الاجهزة الحكومية المعنية مع الاندية لتحقيق الهدف الاستراتيجي الذي وضعناه والمتمثل في دوري عالمي وأندية عالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال