الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تمثل الجامعات مكانة فريدة ومرموقة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؛ فهي المؤسسات الرئيسة المعنية بإنتاج المعارف العلمية والتكنولوجية والخدمات الاجتماعية، فمن خلال البحوث العلمية تؤدي الجامعات دوراً فريداً في إنتاج معارف وابتكارات جديدة لمواجهة التحديات العالمية.
ومن خلال التدريس تطور الجامعات أجيالاً من القادة الجدد والمهنيين المهرة القادرين على تشخيص ومعالجة التحديات التي تواجه مجتمعاتهم فيما يخص الركائز الثلاث للتنمية المستدامة وهي: التنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية.
ومن خلال المشاركة المجتمعية تعمل الجامعات على مجموعة متنوعة غنية من أصحاب المصلحة من المؤسسات الحكومية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني؛ للإسهام في الإنتاج المحلي والوطني والعالمي.
وعلى هذا الأساس عبرت كثير من جامعات العالم عن اهتمامها الشديد بالدخول والانخراط في أجندة التنمية المستدامة عبر إدخال برامج تعليمية جديدة لتعليم قادة الغد تحديات التنمية المستدامة، وهي تحديات متعددة المجالات.
وقد تجلى اهتمام الجامعات باعتماد برامجها البحثية حول التنمية المستدامة في موضوعات كالطاقات المتجددة، والتغير المناخي … وغيرها، بالإضافة إلى عمل الجامعات على برامج التواصل والريادة من خلال شبكة من العلاقات مع جميع الأطراف المعنية من المؤسسات الحكومية وقطاع الأعمال والقطاع غير الربحي والأوساط الأكاديمية للتعاون معاً من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتؤدي الجامعات بطبيعة الحال دوراً مهماً في حل المشكلات العالمية، لكن استخدام أهداف التنمية المستدامة بصفتها إطاراً مرجعياً يشجع البحوث العلمية متعددة التخصصات، ويحفز الطلاب على مواجهة التحديات بصفتهم أفراداً، ويعزز النظر إلى الجامعات على أنها منارات موثوقة، لديها دور حاسم في التنمية.
لذا يتعين على الجامعات أن تغير أسلوب عملها، وأن تستثمر في المقاربات متعددة التخصصات وتقدرها حق قدرها، فالجامعات اليوم تواجه تحدي وهو أنها تنزع في البحث العلمي المتقدم إلى التفكير والعمل بشكل منعزل.
لم يعد الالتزام بالأهداف العالمية للتنمية المستدامة خياراً تأخذ به الجامعات أو لاتأخذ، بل أصبح ضرورة ملحة ومبدأ لابد لجميع الجامعات في العالم أن تلتزم به، كما أصبح وجود عنصر الاستدامة في المساقات التعليمية كلها مطلباً وشرطاً أساسياً لا غنى عنه.
فإعادة النظر في الخطط والمناهج بالجامعات أصبح من الأولويات، وأن تكون هناك استراتيجية لإدراج مفاهيم التنمية المستدامة في البرامج التعليمية والبحثية للجامعات، وكذلك في ممارستها العملية داخل الحرم الجامعي وخارجه، ويتم العمل على وضع آليات لتقييم هذه الاستراتيجية ووضع معايير للتقييم بما يتلاءم والبيئة الوطنية مع ضرورة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى من خلال إشراك أساتذة الجامعات والكليات والخبراء الوطنيين وأصحاب المصلحة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال