الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ نشأة الاقتصاد كعلم مستقل على يد آدم سميث وهو يعيش في خصام طويل دائم بين نظرياته وعلمائه. بعض النظريات لم ترى النور وكانت خارجة عن المألوف وتلاشت الى مثواها الأخير وبعضها لا زالت محل جدل الى الأن، حيث يثبت كل من التاريخ والأزمات المالية بعض النظريات التي كانت لا يتوقع منها أن تعمل بشكل جيد وتنفي الأخرى. خصام كان يأخذ مسلك التجاوز أحيان حيث تتطور النظرية بناء على ما ورد من سابقتها وأخرى تتجاور مع سابقتها. هذا الخصام الطويل المستمر دليل على مدى تعقيد علم الاقتصاد وعدم القدرة على استنتاج الملاحظات من التجربة العملية مقارنة مع العلوم الطبيعية الأخرى كالفيزياء والكيمياء وحتى الرياضيات والإحصاء. جاء هذا التعقيد من خلال المزيج الاجتماعي والإنساني والرياضي الذي يحمله الاقتصاد في طياته. أود أن أطلق على هذا الجدل الطويل “الخصام الناعم” بسبب أن كل معركة تفكير ونقد وبناء تعمل على حل معضلة ما ولو في وقتها فقط وتُنشئ مدرسة تعمل على الأقل في ظروف معينة وبعضها تستمر عقود من الزمن دون أن تفنى تحت أي ظرف.
ينقسم الفكر الاقتصادي إلى ثلاث مراحل هي ما قبل الحداثة (اليونانيون) والحديث المبكر (التجاري) والحديث (الذي نشأ بقيادة آدم سميث). تعمل المدارس الاقتصادية في الفكر الاقتصادي الحديث على دراسة ومحاولة فهم الاقتصاد من جوانبه الاجتماعية والإنسانية وفهم الدورات الاقتصادية وأطوارها ودراسة الظواهر المالية. عملت المدارس بشكل رئيسي على فهم مسببات الدورات الاقتصادية (Economic Cycles) وهي تحرك الاقتصاد العام من مرحلة الى أخرى وهي تبدأ من التوسع (Expansion) وهو بداية الانتعاش ومن ثم القمة (Peak) والتي تمثل النقطة الأعلى التي من خلالها سنصل الى الركود (Recession) وهي النقطة التي تنتهي فيها دائرة الأعمال. الركود العنيف قد يصل الى مرحلة عنيفة تسمى الكساد (Depression) وهو انخفاض حاد في الأنشطة الاقتصادية يصاحبه معدلات بطالة عالية ومن ثم يعود الى مرحلة الأخيرة وهي بداية الخروج من الكساد وتسمى التعافي (Recovery). سنتطرق الى أبرز المدارس التي حاولت تفسير هذه الدائرة الاقتصادية المستمرة في الحركة لمحاولة فهم سريان تاريخ الفكر الاقتصادي.
– المدرسة الكلاسيكية (Classical School)
في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي بدأت أوروبا حراكها التنويري العظيم في كل المجالات الصناعية والزراعية والاجتماعية والمعرفية حيث بدأ الاهتمام بالجانب المعرفي والبحثي في التصاعد بوتيرة عالية، هذه الأجواء العامة أخرجت منها الأب الأول للفكر الاقتصادي الحديث آدم سميث والذي ظهر من خلال كتابه (ثروة الأمم 1776م) الذي أشعل به فتيل المعرفة الاقتصادية، ووصلت المدرسة الى أقصى تطورها الرائع ديفيد ريكاردو (1772-1823م). تناقش المدرسة النمو الاقتصادي والحرية الاقتصادية وعدم التدخل الحكومي والإيمان بالمنافسة الحرة وتقسيم العمل. كانت نظرية آدم سميث ” اليد الخفية ” هي أبرز ما جاءت به المدرسة وهي معناها أن الفرد الذي يهتم بمصلحته الشخصية هو دون قصد يدعم مصلحة المجتمع والاقتصاد بشكل كامل. أيضا تدعو المدرسة على تعزيز دور التجارة والمنافسة التجارية والتبادل الحر دون تدخل الحكومة هذا سوف يعزز النمو الاقتصادي للعالم بشكل أفضل. أيضا قدم ريكاردو نظرية قيمة العمل (LTV) التي تنص على أن قيمة السلعة المنتجة قادمة من خلال تكاليف العمل المتكبدة لإنتاجها وفي الفترة قصيرة المدة القيمة تعتمد على العرض والطلب. وعمل ريكاردو على نظرية التوزيع التي تعمل على توزيع الناتج الوطني لثلاثة أطراف وهي رواتب العمل وارباح مالكي الأراضي ومؤجر الملكية. من أبرز عيوب النظرية الكلاسيكية هو تركز رأس المال مع الطبقة عالية المستوى وتجاهلها الحديث عن الإبداع والابتكار والتركيز على العمل الفردي بدلا من العمل الجماعي.
– المدرسة الماركسية (Marxian School)
ظهر في الصورة الفيلسوف والرائع والمثير للجدل وأحد أكثر الشخصيات تأثير في تاريخ البشرية الألماني كارل ماركس (1818-1883م) وخاصة بعد إصداره كتابه الأبرز رأس المال (1867م) الذي عمل فيه على نقد المدرسة الكلاسيكية واقتصاد أدم سميث وزملائه. ذكر ماركس أن أبرز العيوب التي تعاني منها الرأسمالية (وهو الاسم الذي أطلقه على المدرسة الكلاسيكية) هو أنها تعمل على تقسيم المجتمع الى فئتين الأولى هم الرأسماليون وهم أصحاب خطوط الإنتاج والمواد الخام والمصانع والذي يحق لهم الحصول على جميع الأرباح التي تولدها الفئة الأخرى وهم فئة العمال (البروليتاريين) والذي لا يحق لهم الحصول على تلك الأرباح، بل جزء بسيط منها على شكل أجور، سمى ماركس هذه التقسيم بفائض القيمة (Surplus Value). ضرب ماركس المدرسة الاقتصادية ضربا دمر بها مبدأ عدم التدخل الذي تغنوا به كثيرا وذلك من خلال نظرية قيمة العمل (LTV) حيث نصت النظرية أن السلعة تزيد تكلفتها بزيادة الوقت المستغرق في أنتاقها (إذا كان صناعة الكرسي تستغرق ضعف وقت صناعة الطاولة بالتالي لابد من أن تكون قيمة الكرسي ضعف قيمة الطاولة) لذلك يقول ماركس إذا كان العمال (البروليتاريين) يقضون وقت أطول في العمل فلماذا يتمتع الرأسماليون (أصحاب المال) بالأرباح جميعها! ذلك السؤال الذي غض البصر عنها الأبناء الكلاسيكيين. طور ماركس ورفيقه أنجلر نظرية المادية التاريخية (Historical Materialism) ونظرية الاغتراب أو الانسلاخ (Alienation) وهي تنص على أن المجامع الإنساني يعيش في غربة لأنه غير قادر على تكوين مجتمع مخطط له بالكامل وهو مجتمع لا تتحكم فيه قوى التنافس والسوق الحرة والأرباح والخسائر وأصحاب الأموال وخطوط الإنتاج وقال أن الرأسمالية تقلل من قيمة الإنسان وتضعف المجتمع الإنساني. أيضا طرح ماركس نظريته الاشتراكية العلمية (Scientific Socialism) وتنص على أن الاشتراكية وعدم الاستغلال والمساواة ستكون لا مفر منها لأن الصراع الرأسمالي بين الطبقتين العاملة وأصحاب الإنتاج سوف يعمل على تآكل النظرية الكلاسيكية وبالتالي في نهاية المطاف سوف يكون الاشتراكية هي الخيار الأوحد. أشتد عضد النظرية بعد ثورة البلاشفة ونشوء الاتحاد السوفيتي، ولكن تلاشت بعد تفككه في مطلع التسعينات من القرن العشرين.
– المدرسة الكلاسيكية الجديدة (Neoclassical School)
ظهر القادم الجديد المدرسة الكلاسيكية الجديدة في مطلع القرن العشرين. وهو مدرسة اقتصادية تركز على عقلانية المستهلكين ودافع الربح للأفراد والشركات وتوازن الأسواق. أبرز روادها الفريد مارشال وكارل ماجنر وآخرون. تستند المدرسة الكلاسيكية الحديثة على افتراضات أربعة وهي أن الأفراد عقلانيون حيث يعملون على تحقيق مصالحهم الشخصية بأكثر الطرق فعالية وكفاءة. وأيضاً الشركات تعمل على تعظيم أرباحها وفي نفس الوقت قدرة الأفراد على الدفع لمنتجات تلك الشركات تعمل على دفع النمو الاقتصادي الكلي. والافتراض الثالث هو توازن السوق وهو يعتبر افتراض ذو أهمية عالية في المدرسة الجديدة وهذا يجعل التحليل للنماذج الاقتصادية أسهل من النماذج الحقيقة. على سبيل المثال، يكون السوق الواحد في حالة توازن عندما يكون سعر السوق بحيث يتمكن جميع المشترين من الشراء بقدر ما يريدون، ويمكن لجميع البائعين البيع بقدر ما يريدون بهذا السعر. والافتراض الرابع هو أن القيمة مستمدة من المنفعة الذي يعطيه المنتج المستهلكون وليس من تكلفة الإنتاج الخاصة به. يعتبر الفرق الجوهري بين المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الحديثة هو في قيمة المنتج أو القيمة حيث يعتقد الكلاسيكيون أن قيمة السلعة تستمد من تكلفة الإنتاج لها ولكن “الكلاسيكيون الجدد” يعتقدون أن قيمة السلعة تستمد من القيمة الحدية لها (Marginal Cost) وهي قيمة السلعة للمستهلك نفسه. من أبرز الانتقادات التي تعرضت لها المدرسة الجديدة جاءت من مناصري الاقتصاد السلوكي حيث انتقدوا المدرسة باعتماده بشكل كبير على العقلانية البشرية وهي التي من الممكن أن تتأثر بالعواطف والمشاعر والانحيازات الاجتماعية والسلوكية والانسانية وأيضا محدودية المعلومات والقيود الاجتماعية كلها عوامل تؤثر على العقلانية البشرية. أيضا المدرسة الجديدة تعرضت للانتقاد الحاد على اعتمادها على التفكير الرياضي النظري المنفصل عن العالم الحقيقي، رد على هذا النقد العبقري فريدمان (سنتحدث عنه في المدرسة النقدية) قائلاً أن النظريات يجب أن يتم الحكم عليها من خلال قدرتها على التنبؤ بالأحداث وليس من خلال واقعية افتراضاتها.
– المدرسة الكينيزية (Keynesian School)
ظهر جون كينز (1883-1946م) كمنقذ للعالم والولايات المتحدة من الكساد العظيم 1930م حيث قال عنه الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون (كلنا كينزيون الآن) كمضرب مَثل للخروج من كل أزمة اقتصادية. دمر كينز النظريات الاقتصادية التي تؤمن على الاقتصاد الحر الذي يعالج نفسه بنفسه ويعيد التوازن الذاتي له دون تدخل طرف خارجي يعمل على دفعه إلى التعافي لأن تلك النظريات لم تعمل بشكل جيد خلال فترة الكساد العظيم، الطرف الخارجي لدى كينز هو التدخل الحكومي للمساعدة على إعادة نهوض الاقتصاد من كل أزمة يسقط بها. التدخل الحكومي الذي يقصده كينز يأتي من خلال السياسة العامة التي تهدف الى تثبيت الأسعار ودفع الاقتصاد الى التوظيف الكامل والسياسة العامة تقوم بها الحكومة من خلال تدخلان الأول الضرائب والآخر الأنفاق الرأسمالي. قالت النظرية الكلاسيكية أنه أذا انخفض الطلب على الإنتاج ينخفض معدل التوظيف وبالتالي تنخفض الأجور وهذا يمكن أصحاب الأعمال على التوظيف واستعادة الإنتاج والنمو الاقتصادي من جديد، حسب كينز هذه الدائرة لم تعمل بشكل جيد قي فترة الكساد العظيم الذي انخفض فيه كل من التوظيف على الرغم من انخفاض في معدلات الأجور بشكل كبير، يقول كينز أن التشاؤم الذي يصيب الأعمال في حالات الركود الاقتصادي يؤثر على الأعمال ويزيد الانخفاض على الطلب وبالتالي يضاعف الأمر سوءا ولن تقدر الشركات حينها على أن تعمل على دعم واتزان السوق والحل في دخول الحكومة في الصورة التي تتغلب على قوى السوق في الضغط على الاقتصاد للعودة الى وضع الاتزان. كينز قال ” كلنا موتى في الأمد الطويل ” ناقداً نظرية السوق الحر التي لا تعمل بشكل فعال في الأمد الطويل. بزغ كينز ونظرياته من جديد في الأزمة المالية 2007-2008م العالمية حيث ضخت الحكومة الأمريكية 700 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي لإنعاش الشركات وشركات التأمين. جاء انتقاد المدرسة الكينزية من خلال أن فرض الضرائب للعمل على توازن الاقتصاد ستكون مكلفة للأفراد والشركات وبالتالي نحد من أنفاقهم وأيضا طباعة النقود للسيطرة على أسعار الفائدة وبالتالي السيطرة على الاقتصاد سوف يعمل على رفع معدلات التضخم.
ظهرت المدرسة النمساوية على يد كارل مينجر وبرز علماء منها عظماء منهم الرائع هايك وميزوس وغيرهم الكثير. مينجر تحدث عن القيمة كما تحدثت عنها المدارس الاقتصادية الاخرى حيث قال إن القيمة هي ما يعتبر ذو قيمة للمستهلك ذاته حيث هناك سلعة تكون ذات قيمة لك، ولكن لا تكون كذلك لشخص أخر وكلما زاد كمية هذه السلعة كلما قلت قيمتها لنفس الشخص الذي يراها ذات قيمة من قبل وأسمى هذه النظرية ب تناقص المنفعة الحدية ((diminishing marginal utility. طور الرائع ميزس نظرية مينجر حيث عمل على نظرية القيمة الحدية للمال المستوحاة من نظرية مينجر وهي نظرية تحاول تجيب على السؤال ” ما قيمة دولار واحد أضافي الى ملياردير مقارنة مع نفس الدولار الى فقير! “. المدرسة الكلاسيكية كما أشرنا في الأعلى أن تحدد سعر السلعة بناءاً على التكلفة التي أنتجتها والمدرسة الكلاسيكية الجديدة تحدد السعر بناءاً على العرض والطلب، ولكن في المدرسة النمساوية فأن السعر يتحدد من خلال عوامل تفضيل الفرد لشراء السلعة من عدمها. وأيضا المدرسة النمساوية تقول أن تكاليف الإنتاج تعتمد على القيمة الذاتية للاستخدامات البديلة للمواد النادرة والعرض والطلب وأسعار الفائدة أيضا يعتمدان على تفضيل الأفراد. المدرسة النمساوية أيضا ترى أن رأس المال غير متجانس (كل رأس مال منفصل عن الأخر ولا يحل مكانه) على عكس المدرسة الكينزية التي تقول أن رأس المال متجانس ( كل رأس مال يمكن أن يحل مكان الأخر ). المدرسة النمساوية تعتقد أن أي زيادة في المعروض النقدي غير مدعومة بزيادة في إنتاج السلع والخدمات تؤدي إلى زيادة في الأسعار، ولكن أسعار جميع السلع لا ترتفع مع بعضها البعض في وقت واحد وأنما هناك وقت زمني فاصل. أبرز الأعمال في المدرسة النمساوية هي المقولة ” أترك مجموعة من الهواة على جزيرة مهجورة، فتفاعلاتهم ستؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى إنشاء آلية السوق ” وهذا دليل على أن المدرسة لا تؤمن بالتدخل كما هو مع المنقذ كينز. اُنتقدت المدرسة النمساوية في أيمانها القوي في كفاءة الأسواق على الرغم من الفشل الذي حصل لها على الأقل في الأزمة المالية 2008م وأيضاً الضرائب والأنفاق الرأسمالي لا تؤثر على الحرية الاجتماعية التي تتغنى بها المدرسة على العكس من هذا فأن في بعض الدول التي يكون فيها معدلات ضرائب عالية وأنفاق رأسمالي عالي حرية اجتماعية عالية أيضاً، والانتقاد القائل بأن السوق يستغرق وقت طويل ليستعيد التوازن لذلك لابد من تسريع هذه العملية بتدخل الحكومة.
– المدرسة النقدية (Monetarist School)
العبقري والرائد الاقتصادي مليتون فريدمان الحاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية وأبرز اقتصاديين (عصبة شيكاغو) ظهر بالمدرسة النقدية ويعتبر من روادها الأوائل. النظرية تنص على أن المعروض النقدي (من ودائع مصرفية وعملات معدنية) هي المحرك الأساسي للاقتصاد في المدى القصير. النظرية النقدية أنتجت معادلة التبادل الشهيرة (MV = PQ) وهي عرض النقود في معدل سرعة دورانها يساوي متوسط كمية بيع السلع المنتجة مضروها في متوسط سعر بيع السلع والخدمات. في اعتبار أن معدل الدوران ثابت (معدل دوران الدولار الواحد مثلاً في الاقتصاد الأمريكي) وبالتالي سيعتمد عرض النقود على متوسط السعر والكمية. المدرسة النقدية بالتالي ترفض السياسة العامة أو بمعنى أخر التدخل الحكومي في الاقتصاد، ولكن تعمل الحكومة فقط من خلال التحكم في معدل نمو المعروض النقدي ثابت ومستمر بين (3-5.5%) سنوياً وهذا يضمن أن يستمر الاقتصاد في النمو مع انخفاض في التضخم وأيضاً عملت المدرسة على التمييز بين أسعار الفائدة الحقيقة (تأخذ بعين الاعتبار التضخم) والأسمية. تعرضت المدرسة الى الانتقاد في الثمانينات الميلادية حيث إنها لم تعمل بشكل جيد على الرغم من أتباع سياسة تشدديه قوية من البنك الاحتياطي الفيدرالي لكبح جماح التضخم حينها. في الوقت الحالي، تلتزم أغلب البنوك المركزية باستهداف التضخم بدلاً من تبني أهداف نقدية.
لا زال الخصام الناعم هذا مستمر وسيتطور حتما مع تغيرات في عوامل الإنتاج والتكنولوجيا والأيدي العاملة والذكاء الاصطناعي والمالية الرقمية والعلوم المالية النفسية والتسعير وعوامل كثيرة أخرى سوف تعمل على إشعال فتيل هذا الخصام في كل مرة يوشِك أن ينطفئ.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال