الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تقوم حركة المدارس الصغيرة والتي تعرف أيضا بمبادرة المدارس المصغرة على فكرة أن العديد من المدارس سواء الثانوية أو المتوسطة أو الابتدائية كبيرة للغاية ويتعين أن يتم إعادة تنظميها إلى مدارس صغيرة بحيث تضم أقل من 200 طالب بشكل مثالي أو في أي أضيق الظروف لا تتجاوز 400 طالب.
وتسمح المدارس الصغيرة للطلبة بالحصول على انتباه فردي أكثر من طرف المدرسين مقارنة بالمتوسط في المدارس بشكل عام. وهنا نشير إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية مثلًا يتم إعادة تكوين العديد من المدارس الصغيرة بتقسيم مدرسة كبيرة سابقا إلى عدة مدارس صغيرة بذات المبنى كما هو الحال بمدرسة ثيودور روزفلت الثانوية سابقا في برونكس بمدينة نيويورك.
ومن هذا المبدأ يشير أنصار المدارس الصغيرة إلى أنه في المدارس المصغرة يزيد التحصيل الدراسي، ويتحسن حضور الطلاب، وترتفع معدلات التخرج، وتزيد معدلات الالتحاق بالكلية؛ كذلك يصبح الطلاب أكثر التزامًا في دراساتهم واحتمالية مشاركتهم في الأنشطة غير الدراسية ترتفع. ويرجع بعض العلماء ذلك ذلك إلى حقيقة أنه على الأرجح يكون جميع الطلاب معروفين من الكبار والأطفال في المدرسة.
ومن هنا يذكر المؤيدين للمدرسة الصغيرة أو ما يُعرف بالمصغرة بأن المدرسة المصغرة تسمح لجميع المعلمين بالجلوس حول مائدة واحدة وبناء ثقافة صنع القرار المشترك، وأن هذا التوجه يجب أن يكون ذلك مكونًا رئيسيًا لمدرسة تنوي تعليم الأطفال ليصبحوا أعضاء فعالين في المستقبل.
ووفقًا لدراسة أجراها معهد أنينبرغ للإصلاح المدرسي بجامعة براون كانت النتائج تشير إلى أن المدارس الصغيرة في أوكلاند تتفوق على المدارس الكبيرة. وبالأخص؛ يستكمل الطلاب الدورات الدراسية الأكثر صرامة ويتسربون بمعدلات أقل، مقارنة بالمدارس الكبيرة.
وهنا تأتي الإشارة إلى أن مجتمعات التعلم الأصغر والأكثر ألفة تُقدم نتائج أفضل وبشكل مستمر من حيث المواد الأكاديمية والانضباط عند مقارنتها بنظيراتها الأكبر. فالمدارس الكبيرة توفر فرصًا قليلة للمشاركة، وكذلك نشير إلى أن الطلاب في المدارس الكبيرة أكثر عرضة للتباعد عن أقرانهم.
ودونت الدراسة التي أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس الفوائد الأخرى للمدارس الصغيرة، حيث أفادت بأنه يُنظر إلى المدارس الصغيرة على أنها تعزز وتثمر بروابط شخصية قوية، والمشاركة المنزلية والمجتمعية، وتحسين جودة التعليم والمساءلة، وتحسين ظروف عمل المعلمين والرضا الوظيفي.
ومن هنا كانت إشارة مبتكر ورائد فكرة المدارس الصغيرة ومؤسس تحالف المدارس الصغيرة ومدرسة كروير الدكتور ستيوارت كروير إلى أن الأبحاث بأغلبية ساحقة تشير إلى أن المدارس الصغيرة تؤدي إلى تحقيق مكاسب أكاديمية أكبر للطلاب.
وقدمت البحوث والبيانات المتنامية بشأن المدارس الصغيرة بعض الأدلة فيما يتعلق بجودتها الأكاديمية مقارنة بنظرائها الأكبر؛ فوفقًا للدكتور شريف ، المدير المشارك لمركز سياسة التعليم في جامعة ولاية ميتشجان “تشير الدراسات الحديثة إلى أن الطلاب في المدارس الثانوية الحكومية الصغيرة يتمتعون بأداء أكاديمي أفضل، ومعدلات حضورهم أعلى ويشعرون بالأمان أكثر ويختبرون مشاكل أقل في السلوك ويشاركون بدورية أكبر في الأنشطة غير الدراسية.”
يوضح الدكتور شريف أيضًا بأن عددًا من المقالات العلمية المحكمة التجريبية توثق أن الطلاب في المدارس الثانوية الحكومية والخاصة الصغيرة يتمتعون بمستويات تحصيل أعلى من تلك الموجودة في المدارس الكبيرة، ووجدت الدراسات كذلك أن مكاسب الطلاب أعلى في القراءة والرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية في المدارس الثانوية الصغيرة مقارنة بالمدارس الكبيرة؛ بالإضافة إلى ذلك من المرجح أن يكون لدى المدارس الصغيرة عدد أقل من حوادث العنف وسوء السلوك، وهذا بدوره اتضح أنه يساهم في زيادة الحضور وانخفاض معدلات التسرب والتغيب عن المدرسة.
وهنا تأتي الإشارة إلى أن المدارس الحكومية الصغيرة عالية الجودة تعمل كعلاج للمدارس الحكومية الكبيرة التي تتراجع في قدرتها على تخريج الطلاب وتحقيق درجات أعلى في الاختبارات ومنح الطلاب اهتمام فردي.
إلا إن منتقدي المدارس الصغيرة أو المصغرة يشيرون إلى أن المدارس الكبيرة تميل إلى وجود تنوع أكبر في المواد المقدمة بها، بالإضافة إلى المزيد من النوادي والبرامج والفرق الرياضية عالية الأداء وغيرها من الأنشطة غير الدراسية مثل الصحف المدرسية والمناسبات الاجتماعية. بينما يشير مناصرو المدارس الصغيرة إلى أنه في المدارس التي يقل عدد طلابها عن 400 ولا سيما أقل من 230، يتمتع الطلاب بمزيد من فرص الوصول إلى برامج التنمية والقيادة.
وفي الختام؛ بين مؤيدي المدارس الصغيرة وبين مؤيدي المدارس الكبيرة، يبقى الهدف هو المحك الرئيس في العملية. ولعل المدارس الصغيرة تكون حل مؤقت لكل مدرسة كبيرة يعاني طلابها في درجات اختبار القدرات العامة أو الاختبار التحصيلي، أو الاختبارات العالمية سواء التي تقدمها هيئة تقويم التعليم والتدريب او التي تقدمها المؤسسات التعليمية العالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال