الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حين تم استحداث مصطلح ” العالم قرية صغيرة ” كان المقصود به بالغالب القدرة على الاتصال من الهواتف الارضية بمختلف أنحاء العالم، وبعد ذلك تطور الأمر فأصبح يقصد به سرعة انتشار الاخبار في جميع أنحاء العالم فأي حدث يحدث في أي بلد يتم نشرة في وسائل الإعلام بمختلف الدول والتي أصبحت تدار من قبل شركات إعلامية تجارية ولا ترتبط ببلد معين، ، وحين تم تطوير وسائل التواصل الاجتماعية من انترنت وتطبيقات للتواصل الاجتماعي اعتقدنا ان ذلك هو ما نقصد به أن العالم أصبح قرية صغيرة ، ولم يدر في خلد أحد أن يكون العالم قرية صغيرة حقا وذلك بأن الجميع يشتري السلع ويستفيد من الخدمات من مختلف الشركات في مختلف أرجاء العالم، فمن كان يتصور ان نستخدم تكسي تابع لشركة امريكية في دولة نامية ومن كان يتخيل أن تتسوق عن طريق الانترنت من شركة فرنسية وانت في الهند، وسبب نجاح تلك الشركات العالمية وعدم قدرة الشركات المحلية على مجاراتها يكمن في سببين الاول ان الشركات العالمية تستخدم أفضل التكنولوجيا وأفضل الموظفين وبذلك يصعب منافستها والثاني ان الشركات العالمية مع انتشارها في أرجاء العالم وتحقيقها لمبيعات عالية مما أدى الى انخفاض تكلفة الوحدة الواحدة من منتجاتها.
اعتقد انه في القريب العاجل سوف لا يكون للشركات جنسية معينة وسوف يتم تدويل جميع الشركات وذلك عن طريق تطوير أنظمة حركة المنتجات والخدمات بين الدول وتعديل أنظمة وزارة التجارة وآليات فرض الضرائب، وهذا ما سوف تعمل الجهات الحكومية على دعمه لأنها ترغب في جلب الاستثمارات الاجنبية الى البلد.
ولكي نجاري التغيرات التي تحدث بالاقتصاد العالمي يجب علينا وضع الخطط الاستراتيجية لتحويل الشركات المحلية إلى شركات عالمية وهذا يستلزم بناء الشركة من ناحية استراتيجية من خلال نظم متطورة، و الاستعانة بموظفين مؤهلين للقيام بالمهام المناطة بهم ومنتجات ذات مواصفات عالمية وهذا يحتاج الى ضخ اموال اضافية كبيرة بالشركة، فيمكن توفير تلك الأموال عن طريق ملاك الشركة وإذا لم تتوفر لديهم السيولة الكافية يتم دراسة بدائل التمويل عن طريق القروض أو طرح الشركة في سوق الأسهم او أي وسائل تمويل أخرى.
في الغالب سوف تقوم الحكومات بدعم الشركات التي توظف مواطنيها وتدفع ضرائب للدولة أياً كانت جنسيتها حيث أن ذلك هو ما يجعل اقتصادها المحلي يزدهر وينمو.
ومشكلة شركاتنا المحلية أنها لا تدعم أي أبحاث لتطوير المنتجات التي تتاجر بها حيث أن الأبحاث هي مفتاح المبادرة بالتميز عن الآخرين، وليس بالضرورة ان تكون الابحاث معقدة ومتطورة تكنولوجيا فنلاحظ مثلا ان بعض شركات منتجات الشوكولاتة قد عمدت الى إنتاج منتجاتها من الآيسكريم بنفس نكهات منتجاتها الأصلية وعلى الرغم من بساطة هذا التطور إلا أنه منح تلك المنتجات أولوية عند المستهلكين، ان تكلفة مراكز الابحاث باهضة والمنافع التي تأتي منها كبيرة جدا ولكنها تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق الابتكارات التي تجعل الشركات في المقدمة، ومن أمثلة ذلك الجوالات التي تطورت الى ان اصبحت هي جهاز الهاتف وهي فرع البنك الذي تحول منه الأموال إلى من شئت والتي تدفع من خلاله مشترياتك، وهي شركة التأمين التي من خلالها تؤمن على سيارتك وعائلتك وهي شركة الطيران التي من خلالها تحجز تذاكر السفر واقامات الفنادق, الواقع ان اجهزة الجوال اصبحت كل شيء بالنسبة لنا, ومن الامثلة الاخرى صناعة السيارات فكل سنة تبتكر مصانع السيارات مميزات إضافية للسيارات فحين تقارن بين سيارة مصنعة عام 2013م مع نفس الموديل المصنع في عام 2023م سوف تلاحظ فرقا كبيرا جدا وتطور هائل سواء في مستوى الرفاهية او مستوى السلامة.
ومن يقول ان تحويل الشركات المحلية الى عالمية هم أمر مستحيل نقول له ان ذلك ممكن وبأبسط مما تتصور ولدينا تجارب ناجحة في ذلك وهي شركتي سابك وأرامكو السعودية قد تحولتا إلى شركتين عالميتين بأيدي سعودية والملاحظ ان تلك الشركتين تم ادرتها من قبل الدولة التي لم تبخل عليهما باي شيء وجلبت الخبراء من مختلف التخصصات لبنائها كشركات عالمية متميزة وقد نجحت في ذلك.
مشكلة شركاتنا المحلية أنها لا تؤمن بالأنظمة الحديثة والعالمية للإدارة وليس عندها أي استعداد للإنفاق على النظم الحديثة وعلى الموارد البشرية وعلى جودة المنتجات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال