الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
”يبدو أن السعوديين مصممون حقا على السيطرة على كرة القدم العالمية“ هذا تصريح أولي هونيس، رئيس نادي بايرن ميونخ الألماني السابق. هذا التصريح ليس عبثيا ولا مبالغا فيه، فما الذي جعل رئيس بايرن ميونج يقول هذا الكلام؟
بدأ الامر بالتفاوض مع رونالدو للانتقال للدروي السعودي، وبعد مفاوضات صعبة جدا كما وصفها مدير أعمال اللاعب، تم التوصل لإتفاق لم تعرف معظم تفاصيله، لكن مبلغ العقد ضخم ومغري لأي لاعب في العالم، وانتقل أهم لاعب عالمي للدوري السعودي، وتحولت أنظار العالم للسعودية.
كان السؤال الأهم الذي طرحه العالم على نحو ساخر، لماذا تدفع السعودية كل هذا المبلغ الضخم في لاعب على مشارف نهاية حياته المهنية؟ خصوصا أنه كان يعاني في الأشهر الأخيرة مع ناديه السابق (مانشستر يونايتد) الإنجليزي، وكذلك مع منتخب بلاده في كأس العالم. لذلك كان العام الأول له في الدوري السعودي تحدي كبير جدا، ليس له فقط، بل لمن راهن على أهميته في صناعة رياضة سعودية عالمية. ورغم عدم نجاحه في تحقيق أي بطوله، إلا أنه نجح بالعودة كلاعب مبدع، جعل أخباره تعود لواجهة الاعلام الرياضي العالمي، ويمكن القول أن الدوري السعودي أعاد كرستيانو للحياة مرة أخرى، وهذا كل ما كان يتمناه اللاعب، ما جعله يتألق في عامه الثاني على نحو مذهل جعله في مقدمة هدافي العالم.
فما حدث لرونالدو في الدوري السعودي لم يجعل أنظار محبيه ومحبي كرة القدم تتجه للدوري السعودي، بل جعل أنظار نجوم كرة القدم العالمية تتجه نحو الدوري السعودي، وهو ما يعرف بـ (قانون الجذب) حيث ينجذب مبدعي صناعة ما نحو مكان محدد لتحقيق النجاح، وقد نحج كرستيانو رونالدو في خلق ذلك الجذب بإمتياز يفوق كل المتوقع.
بعد نجاح قانون الجذب في لفت أنظار نجوم صناعة كرة القدم وأهم محركيها (اللاعبين) نحو الدوري السعودي، سهل هذا الجذب لمخططي رؤية السعودية 2030 للتقدم نحو الخطوة الثانية، بتحفيز فكرة (التداعي)، حيث يتداعى أهم مبدعي تلك الصناعة إلى ذلك المكان الجذاب ، وذلك لتكوين ما يعرف اقتصاديا بـ (التجمع) أو (التكتل). وقد نجحت السعودية في التعاقد مع عدد كبير من نجوم الصف الأول من لاعبي كرة القدم العالمية على رأسهم نيمار، بن زيما، و بتروفيتش، وغيرهم. وبهذا العدد الكبير من اللاعبين في الدوري السعودي تحققت القاعدتين الثانية (التداعي) و الثالثة (التجمع) لتكوين صناعة ناجحة في مكان محدد.
الخطوة الرابعة والأخيرة لاستكمال الخطوات السابقة في تكوين صناعة كرة القدم في السعودية وتحقيق مقولة رئيس نادي بارين ميونج، تكمن في ما يعرف بـ (التجدد الذاتي) والمقصود بالتجدد الذاتي، أن يعمل الدوري السعودي من ذات نفسه على تكرار الخطوات السابقة، (الجذب، التداعي، التجمع) باستمرار، وذلك من خلال الإنتاجية.
وللإنتاجية هنا جوانب كثيرة منها رياضية، وفنية، وإدارية، وتسويقية وغيرها، لكن ثمرتها النهائية التي تدل على نجاح أو فشل (الإنتاجية) و (التجدد الذاتي) وبالتالي (خطة الجذب) التي تمت بالتعاقد مع كرستيانو رونالدو هي (الربحية).
فما لم يحقق الدوري السعودي العائد المجزي لجميع العاملين فيه فسوف تتوقف دائرة تكوين صناعة كرة القدم في السعودية عند المرحلة الأولى.
وتقع مسؤولية المرحلة القادمة على عاتق القائمين على الدوري، من خلال إظهار المهنية والاحترافية في كل ما يتعلق بالدوري. وأعتقد أن النزاهة والشفافية تأتي على رأس قائمة ما يجب العمل عليه في هذه المرحلة. وسيكون المؤشر الأهم على تحقق الربحية هو جذب المستثمرين من مختلف دول العالم للاستثمار في الدوري السعودي، كما هو الحال مع الدوريات العالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال