الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في شهر يناير من كل عام، يُقام الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي دافوس، والذي له أثر دولي كبير في العديد من الجوانب المختلفة، حيث يجتمع ممثلين عن أكثر من 100 حكومة ومنظمة دولية كبرى، وكذلك اكثر من 1000 شركات عالمية كبرى في القطاع الخاص، بالإضافة إلى العديد من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية ودور الفكر.
وفي الاجتماع الرابع والخمسون للمنتدى، تحت شعار “إعادة بناء الثقة”، واصلت المملكة مشاركتها الفعالة من خلال العديد من المحاور الاقتصادية والسياسية والبيئية والتقنية.
ومحور الاقتصاد هو من أبرز المحاور، حيث ان دافوس تُعد أحد أهم المنتديات الاقتصادية العالمية، والتي يجتمع فيها رؤساء الدول والحكومات ورجال الأعمال البارزين والمثقفين لمناقشة سبل تحقيق التنمية المستدامة، والتحديات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك تحديات الامن الغذائي والمياه والطاقة وسلاسل الإمداد، وكذلك التحديات الناشئة من تبعات الحروب والتوترات الجيوسياسية في العالم.
ومن خلال مشاركة المملكة في هذا المنتدى، تتم مناقشة توسيع نطاق التعاون الاقتصادي العالمي واستقطاب المستثمرين والشركات العالمية للعمل في المملكة، وكذلك فان مشاركة المملكة تدعم الحراك الاقتصادي والتنموي في مختلف القطاعات الاقتصادية، مثل الصناعة والتعدين والمحتوى المحلي والبحث والتطوير والابتكار، خاصة وان المملكة تشجع الاستثمارات في الصناعات الجديدة القائمة على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء وغيرها من ادوات الابتكار والتكنولوجيا.
وفي منتدى دافوس، تتم مشاركة تجارب المملكة وخبراتها ايضاً في تحسين القدرة التنافسية وتعزيز جاذبية المملكة كوجهة للاستثمار الخاص والأجنبي، وايضا تعرض المملكة ممارساتها وخبراتها في تحقيق الاستدامة المالية والتنوع الاقتصادي، وكذلك العمل مع المجتمع الدولي والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والقطاع الأكاديمي لوضع أسس مستدامة لبناء مستقبل مزدهر ومستدام، تماشياً مع رؤية 2030.
ويشكل محور الدبلوماسية والعلاقات الخارجية منصة هامة أخرى تتيح للمملكة عرض رؤيتها السياسية وتحقيق تواصل مباشر مع الدول الأخرى والمؤسسات الدولية. وتساهم هذه المشاركة كذلك في تعزيز العلاقات الخارجية للمملكة ومكانتها وثقلها السياسي على الساحة الدولية.
كما تشكل تقنية المعلومات والابتكار زاوية أخرى في منتدى دافوس لاستضافة العديد من النقاشات حول التكنولوجيا والابتكار، مما يوفر فرصة لتبادل احدث الخبرات والمعرفة، مع خبراء الصناعة والتقنية، والتعرف على أحدث التطورات، وتطبيقها في القطاعات المختلفة، وبناء القدرات ذات الصلة.
ومن الجدير بالذكر، أن القضايا البيئية والتنموية والتحديات العالمية مثل التغير المناخي والتحول تجاه الحياد الصفري والطاقة النظيفة، هي من المواضيع الهامة للدول والمؤسسات. وبالتالي، فإن مشاركة المملكة في دافوس تسهم في تعزيز الجهود الرامية لحماية البيئة، وكذلك تبادل الخبرات والمعرفة والتجارب والمبادرات مع الجهات المشاركة الأخرى، في هذا المجال الحيوي.
وسوف تستضيف المملكة نسخة خاصة من المنتدى الاقتصادي العالمي في شهر ابريل من هذا العام 2024 في الرياض. وتتميز المملكة بعدة عوامل تجعلها منطقة مثالية لاستضافة هذا المنتدى، ومنها الاقتصاد القوي، حيث تعتبر المملكة من أكبر الاقتصاديات في العالم، والرياض هي عاصمة لأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، كما ان لدى المملكة علاقات واسعة مع العديد من الدول والشركات العالمية، مما يجعلها منطقة جذابة للاستثمار. ويميز المملكة أيضا الاستقرار السياسي، حيث انها تتمتع باستقرار سياسي ونظام قانوني فعال مما يعزز الثقة لدى المشاركين في المنتدى. وذلك بالإضافة إلى رؤية 2030 التي تتبناها المملكة للتحول الاقتصادي والتنمية المستدامة، وهذا يعزز الالتزام بدعم وتطوير القطاعات غير النفطية. كما أن المملكة تمتلك علاقات واسعة في المجتمع الدولي، وتستضيف العديد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي يربطها بثلاث قارات كبرى، مما يعزز تواجدها كمركز عالمي للمناقشات الاقتصادية والسياسية.
ومن العوامل الاقتصادية الجاذبة والتي تمتلكها المملكة هو تركيزها على بناء قطاعات اقتصادية جديدة من الصفر، تماشبا مع رؤية 2030 للتنوع الاقتصادي غير النفطي، وبلغ نمو واقتصاد المملكة الغير نفطي نحو 20% منذ عام 2016. كما أن التوقعات هي ان ينمو الاقتصاد السعودي بنحو 4.4 في المائة، خلال العام الحالي 2024، وان ينمو الناتج المحلي غير النفطي بين 4.5 في المائة و5 في المائة. هذا بالإضافة إلى دعم المملكة للقطاع الخاص والذي نتج عنه توفير حوالي 800 ألف فرصة عمل لابناء وبنات الوطن. ومن العوامل الجاذبة ايضا هو المملكة تحرص على الاستمرار بالاصلاحات الاقتصادية والمالية، والحد من حجم الإنفاق الحكومي وتشديد السياسة المالية بقدر الإمكان، حتى لا تتسبب بارتفاع التضخم بشكل كبير، ولقد أدى هذا إلى دفع المملكة لتأجيل بعض خططها الأقل في الأهمية والمتعلقة برؤية المملكة 2030.
وجميع تلك العوامل هي بعض المميزات التي تجعل المملكة منطقة مثالية لاستضافة منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، وتساهم في تعزيز دورها العالمي وتطورها الاقتصادي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال