الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تفيد نتائج محرك البحث ان عدد شركات التمويل المرخصة في المملكة يبلغ 57 شركة ( حتى نوفمبر الماضي) والعدد يتنامى واحسب اننا وصلنا او سنصل الى 60 شركة يهمني منها ويهم صغار المستثمرين تلك المتخصصة في التمويل الجماعي بالملكية، وهي طريقة تعرفها البشرية منذ نشأت الاعمال والصفقات، لكنها اليوم تأخذ شكلا مؤسسيا يهدف بالدرجة الأولى الى زيادة رأس مال الشركة دون تحمل ديون جديدة، ويتم ذلك عبر جذب المستثمرين الراغبين في المساهمة بأموال لتحقيق أهداف الشركة مقابل امتلاك أسهم فيها.
تصاعدت هذه الموجة خلال الخمس سنوات الماضية بعد تقنين وترخيص الشركات العاملة في هذا المجال، ويعرف المستثمر انه يخوض مخاطرة اكبر من مخاطرة شراء اسهم شركات مدرجة، ولكن لسان حاله يقول:” سأستثمر بمبالغ صغيرة في كثير من هذه الشركات لعل اثنتين او ثلاث منها تحقيق القفزات وتسرد مجددا قصص النجاح الصاروخي التي شهدتها بعض الشركات حول العالم”.
ساهم الكثيرون من حولي – وانا معهم بالطبع – في معظم الفرص المطروحة في منصات هذه الشركات، فرص في شتى المجالات، واغلب المساهمين يضعون مبالغ صغيرة ترتفع نسبيا اذا كانت الفرصة المطروحة تتضمن تطبيقا او “فرصة رقمية” لأنها تداعب أحلام الثراء اكثر من غيرها مع تكرار قراءة ومشاهدة قصص تطبيقات ومواقع بدأت صغيرة وأصبحت مليارية.
مع الوقت بدأ الحماس يقل تجاه هذه المساهمات، لان من يطرحون الفرص غابوا عن التواصل الفعال مع المستثمرين، فهم في البداية يتواصلون بقوة ليطلعوا الناس على مقدار المال الذي يحتاجون لجمعه، وعلى الهدف الذي غالبا ما يرتكز على كلمة “التوسع”، وينجح بعضهم في تقديم ذلك عبر محتوى مصنوع بعناية على شكل فيديو قصير.
حسنا، لا بأس في ذلك كبداية، فهم غالبا قليلو الخبرة، ومن يستثمر معهم يعرف انهم لجأوا لهذه المنصات لأنه لا يمكن تمويلهم من المصارف او الصناديق التنموية الحكومية – في اغلب الحالات – او حتى من كبار المستثمرين، لكنهم مع الوقت يجب ان يصقلوا التجربة الاتصالية مع المستثمر الصغير، ولا بد مثلا ان يضمنوا رسائلهم الاتصالية معلومات أساسية أولية مثل : العملاء المستهدفون، وهوامش الربح المتوقعة، وما الذي يجعلهم مختلفين او مميزين عن المنافسين، لان ذلك يمكن ان يسهم في تشجيع المستثمر على الاستمرار في الدعم عند جولات التمويل اللاحقة، ويمكن ان يجذب مستثمرين جدد.
بعض الشركات الناشئة أرسلت للمساهمين انها تعاقدت مع احدى الجهات لتقوم بمهمة “علاقات المستثمرين”، ولكن بعض الجهات المتعاقد معها لم تقدم شيئا يذكر في هذا المجال وكما ينبغي لمن يقوم بهذه المهمة، واكتفوا بإرسال التنبيهات عن مواعيد الجمعيات العمومية الافتراضية او ارسال قوائم مالية يصعب على كثير من غير المتخصصين تحليلها والخروج منها بنتيجة.
المستثمر يريد ان يعرف اين انت اليوم بعد عامين او ثلاثة من حصولك على التمويل الجماعي، هل تحققت الأهداف؟ هل هناك امل في الوصول الى توزيع أرباح، او على الأقل في الوصول للسوق الموازية او حتى الرئيسية خلال فترة زمنية معلنة ومحددة حتى يستطيع التخارج ان أراد، بل اذهب بعيدا وأقول انه بحاجة لان يعرف اذا كان الامل ضعيفا في النجاح حتى يخرج هذا الاستثمار الصغير من دائرة انتظاره ومن حساباته المستقبلية.
المستثمر يريد ان يتأكد انك لا زلت موجودا وأنك منهمك في محاولة النجاح، وانك تؤدي ما ائتمنك عليه من ماله وثقته.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال