الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر صناعة البتروكيماويات من الصناعات الرئيسية في الاقتصاد الوطني. في الوقت الحاضر، سيبدأ بناء مشروع بتروكيماويات عالمي المستوى في إطار التعاون الصيني السعودي في فوجيان الصينية، مما يوفر فرص تعاون ضخمة للبلدين ويزيد من الارتباط الاستراتيجي بين مبادرة “الحزام والطريق” و”رؤية 2030″ للمملكة العربية السعودية. وهذا ليس مشروعا تجاريا فحسب، بل يُعتبر خطوة قوية يتخذها كلا البلدين في مجال البتروكيماويات، كما يقود صناعة البتروكيماويات بمفهوم أخضر إلى التطور في اتجاه أكثر استدامة.
يُذكر أن مشروع مُجمع جولي الصيني السعودي للإيثيلين يخطط لاستخدام 12 تكنولوجيا حاصلة على براءة اختراع وحزم هندسية، بما في ذلك 19 تقنية رائدة عالميا (9 منها تقنيات مملوكة لشركة سابك)، كما أن كفاءة استخدام الطاقة ومؤشرات انبعاثات النفايات الصلبة والمياه والغازات الملوثة لهذا المشروع كلها في المراتب العالمية الرائدة. وستلبي المنتجات على نطاق واسع الاحتياجات المتطورة في مجالات الإلكترونيات والكهرباء والذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية والاتصالات والرعاية الطبية والسيارات والمواد الجديدة وغيرها من المجالات.
ومع تعمق الشراكة الاستراتيجية بين الصين والسعودية، لقد وصلت استثمارات الطاقة بين البلدين إلى حجم ضخم. على سبيل المثال، استثمرت شركة سينوبك الصينية في مشروع مصفاة ينبع في السعودية، ولدى شركة بتروتشاينا أكثر من 10 مشاريع قيد الإنشاء والتشغيل في السعودية، بما في ذلك الاستكشاف والتطوير وبناء خطوط الأنابيب. وفي الوقت نفسه، استثمرت المملكة العربية السعودية أيضا في العديد من مشاريع التكرير في الصين. وفي البيان المشترك في ختام القمة السعودية الصينية عام 2022، أكد الجانبان أن تعزيز تعاونهما في هذا المجال يعد جزء مهما من الشراكة الاستراتيجية بينهما. واتفق الجانبان على بحث الفرص الاستثمارية المشتركة في قطاع البتروكيماويات وتطوير مشاريع واعدة ذات الصلة بتقنيات تحويل البترول إلى البتروكيماويات.
تولي كل من الصين والسعودية أهمية كبيرة لتعجيل التحول الأخضر لنمط التنمية. وقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ مرارا وتكرارا إلى أن “يعتبر دفع تحوُّل نمط التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى آخر صديق للبيئة ومنخفض الكربون حلقة رئيسية لتحقيق التنمية العالية الجودة”، و”ينبغي بذل جهود لتسريع التحول الأخضر لأنماط النمو والإسهام في الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني”. كما تعهدت السعودية بتخفيض صافي انبعاثات الكربون إلى مستوى صفر بحلول عام 2060، بينما تخطط أرامكو لتحقيق هذا الهدف بحلول عام 2050. من أجل تحقيق هذا الهدف، أوضح محمد القطاني، الرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق في أرامكو، أن أرامكو تعمل بجد على تطوير تقنيات متقدمة مثل احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وتقنيات الهيدروجين، والاستخلاص المباشر لثاني أكسيد الكربون من الهواء. وأكد أن التنمية المستدامة تعتبر أحد أولويات أرامكو بأكملها، وأن الشركة مستعدة لتعزيز التعاون مع الصين في عمليات التحول الطاقوي.
وفي الوقت الحاضر، حققت الصين والسعودية تقدما جيدا في المواءمة الاستراتيجية والتعاون في مختلف المجالات. تدعم الصين مبادرات التنمية الكبرى للمملكة العربية السعودية مثل “رؤية 2030” و”الشرق الأوسط الأخضر”، وتشارك بنشاط في عملية التصنيع في السعودية، مساهمة في تعزيز التنمية الاقتصادية المتنوعة فيها. على سبيل المثال، أدى مشروع تحويل مصنع الأمونيا الاصطناعية لابن البيطار السعودية الذي نفذته شركة سينوبك الهندسية الصينية إلى تحسين استقرار الإنتاج والموثوقية البيئية للشركة الوطنية للأسمدة الكيماوية السعودية بشكل فعال، وخفض انبعاث الملوثات من الجهاز، وله فوائد اقتصادية واجتماعية عالية.
يوفر التعاون بين الصين والسعودية في مجال البتروكيماويات ممارسة حية لصناعة البتروكيماويات العالمية للتطور في اتجاه أخضر ومستدام. ومن خلال التعاون، لا يمكننا تحقيق تكامل الموارد فحسب، بل يمكن تحقيق الفوز المشترك في الابتكار التكنولوجي وتحديث السلسلة الصناعية، مما يحقق استخداما منخفض الكربون وخاليا من الكربون للطاقة الأحفورية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال