الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ان اقتصاد المملكة العربية السعودية معتمد على النفط لعقود مضت والتقليل من الاعتماد على النفط يحتاج تخطيط بعيد المدى وجهد كبير، وليس بسرعة مثل ما يعتقده بعض المهتمين في الاقتصاد! أيها القارئ العزيز إذا تريد أن تعرف متى يتحرر الاقتصاد من النفط تأثيرات النفط عليه راقب الناتج المحلي الإجمالي الكلي، وشاهد كل القطاعات الاقتصادية؛ ومن هنا تعلم إذا الناتج المحلي الإجمالي متنوع أو يؤثر عليه قطاع معين.
ومما لا شك فيه بأن المملكة العربية السعودية تحتاج وقت طويل وجهد جبار من سواعد شبابها لتقليل من تأثير القطاع النفطي والتقلبات الذي تحصل في أسواق العالمية.
ليس من السهولة والسرعة وليس مستحيل تنويع اقتصاد عميق ذو أسس عميقة لا يتأثر بسلعة واحدة في ظل دعم القيادة الرشيدة والقائد الملهم لشباب الوطن ولي العهد محمد بن سلمان.
ولقد استشعرت القيادة الرشيدة والقائد الاقتصادي الملهم ولي العهد محمد بن سلمان بأهمية تنويع الناتج المحلي الإجمالي، ولهذا أطلق رؤية استراتيجية لوضع خارطة لتنويع اقتصاد السعودية. وبعد اعلان عن رؤية ٢٠٣٠ وأكثر تحديدا عام ٢٠١٨ تم الإعلان عن أول المشاريع الاستراتيجية الكبيرة الذي لها تأثير كبير في اقتصاد الوطني مستقبلا، وتنويع في الناتج المحلي الإجمالي وهي نيوم.
وتوالت الإعلانات عن كبرى المشاريع الاستراتيجية وهي: مشروع البحر الأحمر، وامالا، القدية، الدرعية، ومجمع الملك سلمان للصناعات البحرية، والعلا، السودة والجسر البري الذي يرى النور قريباً، والمربع، وغيرها من المشاريع الكبيرة الذي لها أهمية كبيرة في تنويع اقتصاد المملكة العربية السعودية والزيادة في نمو الناتج المحلي الإجمالي الخاص.
هذه المشاريع الكبيرة والضخمة سوف تساعد على الحراك الاقتصادي والاستثماري وجذب رؤوس الأموال الأجنبية والخليجية (سوف أسرد مقال مستقبلاً ان شاء الله عن رؤوس الأموال الخليجية) وزيادة في نمو الصناعات المحلية والمحتوى المحلي، ولها أهمية كبيرة في خفض معدل البطالة وتحسين مستوى معيشة المواطن.
في الحقيقة ان اقتصاد المملكة العربية السعودية يحتاج مثل هذه المشاريع وأكثر وهذه المشاريع الكبيرة والذي لها وزن ثقيل في الناتج المحلي الإجمالي مستقبلاً، سوف تساعد على تنويع الاقتصاد وعلى رفع نسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي الى هدف الرؤية ٦٥٪ أو أكثر من ذلك.
بعد أن فصلنا أهمية وفائدة هذه المشاريع الاستراتيجية سوف أتحدث من زاوية مختلفة لما لها من أهمية كبيرة عند جميع الاقتصاديين والمحللين والمواطنين والمهتمين وسوف أطرحها على شكل أسئلة.
السؤال الذي اطرحه على مسؤولين هذه المشاريع ما هي نسبة إنجاز هذه المشاريع في الوقت الحالي؟ وما هي نسبة المحتوى المحلي من هذه المشاريع؟ وكم أعداد الموظفين في كل مشروع من هذه المشاريع؟ وما هي نسبة السعوديين من إجمالي الموظفين؟ وما هي تخصصات غير السعوديين؟ وما هي خططكم في سعودة الوظائف الذي يشغلها غير السعوديين؟ وكم عدد الشركات السعودية من إجمالي الشركات الذي تعمل لديكم؟
كل هذه الأسئلة اطرحها على طاولة كل مسؤول من هذه المشاريع لأن هذه المشاريع يضخ لها مئات المليارات الريالات ويجب أن ينفق نسبة كبيرة من المليارات داخل الاقتصاد الوطني، وأن يستفيدوا أبناء هذا الوطن من هذه المشاريع ويكسبوا الخبرات اللازمة.
فجوهر رؤية المملكة العربية السعودية هو ازدهار الوطن وتحسين معيشة المواطن، وأتمنى من الشركات المسؤولة عن هذه المشاريع الاقتداء بشركة أرامكو العملاقة الذي تعلن عن هذه التفاصيل بشكل دوري، إما بلقاء صحفي أو على مواقعها الالكترونية أو بأي وسيلة كانت، ولدى هذه الشركة اهتمام كبير في المحتوى المحلي من فترة طويلة.
ويكون من الأفضل إذا توسعنا بالأفكار والطموح ويتم إنشاء منصة وطنية لجميع مشاريع الرؤية وتفاصيل كل مشروع وهذه المنصة سوف تساعد المستثمرين والمهتمين والمحللين في الدراسات واتخاذ القرارات، ويكون كل التفاصيل واضحة للعامة وأكثر شفافية ولهذا أسلط الضوء على هذه المشاريع وأهميتها في المحتوى المحلي والتوطين وكسب الخبرات من هذه المشاريع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال