الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المعروف أن اسواق النفط تستقي غالبية توقعات العرض والطلب من تقارير المنظمات الدولية مثل “منظمة أوبك” و”وكالة الطاقة الدولية” و”إدارة معلومات الطاقة الأمريكية”، ولكن مؤخراً صدرت توقعات نمو الطلب العالمي على النفط من شركة “أرامكو السعودية” في توقيت متزامن مع تواريخ إصدار التقارير الشهرية من المنظمات الدولية والتي تشمل تعديل توقعات العرض والطلب، فهل ذلك يعني أننا سنرى شركة “أرامكو السعودية” تُقدم توقعات دورية للطاقة لتكون أحد أهم المراجع العالمية؟
– توقعات نمو الطلب من “أرامكو السعودية”
في 12 فبراير وأثناء كلمته بالمؤتمر الدولي لتكنولوجيا البترول، توقع أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” السعودية، أن يسجل الطلب العالمي على النفط نمو بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا الى 104 مليون برميل يوميا في عام 2024، وكان في تصريح سابق قبل نحو خمسة أشهر توقع أن الطلب العالمي على النفط ينمو بمقدار 103 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من 2023.
لم يكن مستغربا أن التقارير الشهرية الصادرة من “منظمة أوبك” و “وكالة الطاقة الدولية” جاءت مختلفة بشكل صارخ لتوقعات الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بنحو الضعف، ولكن من المستغرب أن توقعات نمو الطلب من شركة “أرامكو” جاءت قريبة من توقعات “وكالة الطاقة الدولية” وبعيدة عن توقعات “منظمة أوبك” من حيث نمو الطلب بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا، بينما جاءت قريبة من توقعات “منظمة أوبك” وبعيدة عن توقعات “وكالة الطاقة الدولية” من حيث وصول الطلب العالمي على النفط إلى 104 مليون برميل يوميا، مما قد يثير بعض التساؤلات التي تحتاج إلى توضيح من عملاق الطاقة.
– توقعات نمو الطلب من “منظمة أوبك”
في 13 فبراير، جاءت “منظمة أوبك” في تقريرها الشهري، بتوقعات نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2024 دون تغيير عند 2.2 مليون برميل يوميا ليصل إلى مستوى 104.4 مليون برميل يوميا، وهذا يعكس النمو الاقتصادي القوي المتوقع هذا العام الذي سوف ينعكس على نمو الطلب على النفط القادم من قطاع السفر الجوي القوي وزيادة الحركة على الطرق والبناء الصناعي والأنشطة الزراعية.
– توقعات “وكالة الطاقة الدولية”
في 15 فبراير، جاءت “وكالة الطاقة الدولية” في تقريرها الشهري بتوقعات نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا لعام 2024 بعد أن وصل 102.1 مليون برميل يوميا في الربع الأخير من عام 2023 بانخفاض من النمو السنوي في العام الماضي البالغ 2.3 مليون برميل يوميا، من وجهة نظر الوكالة فإن هذا التباطؤ في نمو الطلب مرتبط بتباطؤ الاقتصاد والاستهلاك الصيني وزيادة كهربة النقل.
تعديل نمو الطلب العالمي على النفط من “وكالة الطاقة الدولية” مؤخرا يضع توقعاتها أقل بكثير من توقعات “منظمة أوبك” بنحو مليون برميل يوميا للطلب العالمي على النفط عند 103.3 مليون برميل يوميا، بينما توقعت “منظمة أوبك” أن يصل الطلب العالمي على النفط إلى 104.4 مليون برميل يوميا.
هل التباين في توقعات نمو الطلب صحي؟
يتمركز نمو الطلب العالمي على النفط على نمو الطلب من الصين الذي قد لا يعكس مدى دقة مستويات الطلب الحالي، خاصة وأن الصين دائماً تبدأ في ملء الخزن البترولي الاستراتيجي عند هبوط أسعار النفط دون حاجز الثمانين دولار للبرميل، إلا أن توقعات “منظمة أوبك” أخذت في الاعتبار أيضاً نمو الطلب من خارج الصين وخارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهذا قد يكون أحد أسباب التفاوت في أرقام نمو الطلب.
التباين في توقعات نمو الطلب على النفط قد يكون صحي من جهة في إعطاء مساحة الاختلاف لتحديد مستويات الإمدادات اللازمة لتلبية الطلب المتزايد على النفط والعمل على توجهات واضحة لاستثمارات المنبع، حتى وان حاولت “وكالة الطاقة الدولية” التنويه إلى وصول ذروة الطلب على النفط في عام 2030 كمؤشر مبكر (غير ناضج) نتيجة سياسات تحول الطاقة التي تتوقع الوكالة أن تُقلل من استهلاك النفط في الاقتصادات المتقدمة لتحجيم استثمارات المنبع وتقليل الضخ الرأسمالي لمشاريع المنبع مما قد يتسبب عدم تلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة على المدى الطويل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال