الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ويليام بريدجز، مستشار تنظيمي، ومؤلف شهير في مجال إدارة الأعمال، استحدث نموذج بريدجيز للتحول الانتقالي. يُركز هذا النهج على الأبعاد الإنسانية التي تؤطر عملية التحول، مشددًا على أهمية إدارة “الانتقال” بدلاً من التركيز فقط على “التغيير” المادي المفروض من القيادة على المنطمة وأفرادها. يفرق بريدجز بين التغيير والانتقال تفريقا جوهريا، فيرجع التغيير إلى الاحداث الخارجية التي تفرض على المنظمة التغيير، ومثال ذلك الانظمة والتشريعات الجديدة، أو الاندماج والاستحواذ الذي تضطر إليه المنظمة. بينما يقصد بالانتقال التقبل النفسي لمنسوبي المنظمة للتحول وانضوائهم تحت لوائه.
يُقسم بريدجز عملية الانتقال إلى ثلاث مراحل رئيسة: انهاء الوضع الحالي، المنطقة الحيادية، والبداية الجديدة، مؤكدًا أن التنقل الفعّال عبر هذه المراحل يتطلب فهما عميقًا للعواطف والتجارب الإنسانية المرتبطة بالتحول التي تشكلها السيكلوجية البشرية. وثبت بالتجرية، أن تطبيق مفهوم بريدجز في التغيير يُحدث ثورة في آلية إدارة التحول داخل المنظمات، ويُمكنها من عمل استراتيجيات تحول أكثر فاعلية، تأخذ بعين الاعتبار الحاجة إلى دعم الأفراد – كعنصر التحول الرئيس في المنظمة- وتمكينهم خلال عملية الانتقال.، و خفض وتيرة مقاومة التغيير من قبل الأفراد ، وتحفيزهم على الانخراط في عملية التحول، وضمان التزاهم بأهداف النحول التنظيمي الجديدة، الأمر الذي من شأنه تسريع وتيرة التحول، و تعزيز فرص نجاحه. لذا فإن فهم السلوك التنظيمي هو أساس مفهوم بريدجز، ويشمل ذلك تحليل كيفية تأثير السلوكيات الفردية والجماعية على عملية التحول، وكيف يمكن توجيه هذه السلوكيات لدعم الانتقال الناجح من هدف مرحلي لآخر، والاستثمار في تطوير قيادات المنظمة، وتدريب منسوبيها على رأس العمل، وتصميم وتفعيل برامج الدعم النفسي لتهيئة منسوبي المنظمة للتحول الجديد.
بلا شك، تعتبر رؤية السعودية 2030 من أبرز قصص التحول الناجحة، والملهمة كذلك، في مجال التنمية والتحول الوطني. قصة تستحق أن تحول إلى أنموذج عملي قابل للتطبيق على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي ظني، أن نماذج التحول الناجح لقطاعات الدولة المعنية بالتحول ترقى لأن تحول إلى دراسة حالة ، أو محل بحث، يستخلص منها أنموذج قياسي للتحول، يدعم ذلك كون الرؤية أحدث تجربة تحول عالمية ناجحة، امتد صداها ليصل اقتصادات العالم أجمع عامة ودول مجموعة العشرين بخاصة.
يمكن للمملكة العربية السعودية أن تلعب دورًا مهمًا في تقديم الدعم والإرشاد للدول الراغبة في السعي نحو التحول الوطني، و مشاركة الخبرات والمعرفة المكتسبة في سياق التحول بمراحله المختلفة بدءا من تحديد الاحتياج الاقتصادي والمجتمعي والتشريعي، مرورا بالاعداد النفسي المجتمعي لها، وانتهاء بتنفيذ استراتجياتها على أرض الواقع. فرؤية السعودية 2030، بحق، أنموذج عملي لكيفية وضع استراتيجية تحول شمولية وصلت لبيت جميع المواطنين والمقيمين على أرضها ، وتنباها المجتمع بأسره. علاوة على ذلك، يمكن للمملكة العربية السعودية أن تستفيد من هذه القصة الناجحة لتعزيز مكانتها المرموقة على الساحة الإقليمية والدولية بأن تكون شريكًا فعالًا في دعم وتعزيز الجهود الدولية لتحقيق التنمية المستدامة. وبالمحصلة، ستصبح المملكة العربية السعودية ليست فقط محط إلهام العالم بأسره في مجال التحول الوطنيـ بل و رائدة دعم وتعزيز الجهود الدولية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال