تحديات البنية التحتية لإنترنت الأشياء والمدن الذكية وفرص الترددات المعفاة من الترخيص LPWAN

البنية التحتية لإنترنت الأشياء و المدن الذكية من أهم التحديات التي تواجه هذا التوجه بشكل عام. لذا نتمنى أن تكون هناك مبادرات من الجهات التنظيمية والتشريعية والقطاع الخاص في هذا الإطار. لا ننكر وجود بعضاً من هذه المبادرات سواء من قبل هيئة الاتصالات والتقنية والفضاء وشركات الاتصالات لكن أعتقد انه لا زلنا ننتظر ونتاج المزيد والمزيد بالنظر لفرص النمو المتاحة والتزايد في عدد الاجهزة والتطبيقات بالنظر لحجم السوق السعودي والتحول الرقمي الذي تعيشه المملكة في ظل رؤية 2030.

فمثلا لدينا توجه نحو المدن الذكية وتعزز هذا الامر مع استضافة المملكة للمنتدى العالمي للمدن الذكية والمشاريع العديدة في قطاعات مختلفة التي تم الإعلان عنها ، من الضروري أن نرى انتشار لبنية تحتية تدعم تقنيات إنترنت الأشياء والمدن الذكية المختلفة وشركات تقدم خدمات إنترنت الاشياء ضمن الترددات المعفاة من الترخيص LPWAN والتي اعتقد ان وجودها سيحدث فارقاً كبيرا ونوعياً في السوق وتفتح مجالات مختلفة في تطبيقات المدن الذكية، كذلك نتمنى استمرار الجهود الحالية في تغطية Nb-IoT   ‬ ونموها بشكل أوسع ‬ سواء باستحداث هذه البنية كما في الاولى أو الاستفادة من البنية التحتية للاتصالات الموجودة حاليا للثانية‬‬. كما إن انتشار شبكات الالياف البصرية في أماكن كثيرة قد يكون عمالا داعماً في هذا المجال، فمن الجيد الاستفادة من هذا التقنية وأن تكون هي العصب الرئيسي لتطبيقات إنترنت الأشياء والمدن الذكية في المناطق المتوفرة فيها.

كما أن هذا الامر مجدي اقتصادي خصوصا ان شبكات الفايبر أغلى من شبكات إنترنت الأشياء لكن الاجمل هو الدمج والاستفادة منهما بحيث يكون الفايبر مكمل لإنترنت الأشياء. البنية التحتية حاليا في وضع جيد يمكنها من تقديم الخدمة للتطبيقات الحالية وهي مؤهله لتقديم خدمات متنوعة لحلول إنترنت الاشياء، لكنها بحاجة لتوسع أكثر لاستيعاب الانتشار المستقبلي لتطبيقات جديدة خصوصا في ظل المشاريع المتوقعة في السنوات القادمة والدعم لقطاع التقنية بشكل كبير من قبل رؤية المملكة 2030 وكذلك بنية الجيل الخامس المتوفرة في المملكة.‬‬

لذا يجب أن يكون هناك خطوة استباقية لهذا الامر لتطوير البنية التحية سواء من ناحية تغطية نطاق الاتصال، بل أيضا جودة الاتصال كذلك بالنظر للنمو المتوقع لسوق إنترنت الاشياء في السعودة بمعدل ١٢٪ سنوياً. وهذا الامر من شأنه اتاحة الفرص أمام تطبيقات جديدة وتطوير التطبيقات الحالية وسيدعم التوجه الحكومي نحو تدشين جيل جديد من المدن الذكية وكذلك دعم وتشجع للمشاريع الصغيرة للاستفادة من هذه التقنية.

بدون أنظمة اتصالات قوية وفعالية لن يكون لدينا أنظمة إنترنت الاشياء ذات كفاءة وفعالية، بل لن يكون هناك انتشار كما هو متوقع لها وهذا سيكون له دور ومساهمة كبيرة في تطوير الاقتصاد الرقمي وفقاً لرؤية المملكة الطموحة.