الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أفصحت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الأخير إلى أنه من المتوقع أن تحقق الصين في هذا العام أهدافها في مجال تنمية طاقة الرياح والطاقة الشمسية لعام 2030، أي قبل ست سنوات من الموعد المحدد. بحلول عام 2028، ستمثل الصين ما يقرب من 60% من حجم توليد الطاقة المتجددة العالمي. منذ وقت ليس ببعيد، أفادت المجلة الدولية الموثوقة لصناعة طاقة الرياح “Wind Power Monthly” أنه نتيجة للزيادة الكبيرة في الطاقة النظيفة والاستثمار، من المتوقع أن تنخفض انبعاثات الكربون في الصين إلى 249 ميجا طن هذا العام، مما يعني أن الصين ستحقق ذروة انبعاثات الكربون مبكرا.
تعد ذروة انبعاثات الكربون نقطة تحول تاريخية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الزيادة إلى النقصان، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، أصدرت الحكومة الصينية ” خطة عمل للوصول إلى ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل عام 2030″، و”الخطة الوطنية لبناء المدن التجريبية للوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون” وغيرها من الوثائق لتعزيز التحول الأخضر في الإنتاج. وقد حققت هذه الجهود نتائج ايجابية. كما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في جلسة الدراسة الجماعية الـ11 للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أن القوى الإنتاجية الجديدة هي في حد ذاتها قوى إنتاجية خضراء، لافتا إلى أنه في هذا الصدد، ينبغي بذل جهود لتسريع التحول الأخضر لأنماط النمو والإسهام في الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني.
وفي عام 2023، أدت الطفرة التي حدثت في تطور المجال الكهروضوئي إلى تسريع هذه العملية. ومع زيادة القدرة الإنتاجية لمواد السيليكون الكهروضوئية في الصين بشكل كبير في العام الماضي وتذليل نقطة الاختناق لقدرة الإنتاج، انخفض سعر مادة السيليكون بنحو 80% من أعلى نقطة لها قبل أكثر من عام. وقاد هذا التغيير إلى انخفاض حاد في أسعار رقائق السيليكون والخلايا والوحدات الكهروضوئية. وبذلك أصبحت تكلفة توليد الكهرباء للأنظمة الكهروضوئية الجديدة أقل بكثير من تكلفة توليد الكهرباء من الفحم. لذلك، وصلت القدرة المركبة الجديدة لنظام توليد الطاقة الكهروضوئية في الصين إلى حوالي 217 جيجاوات في عام 2023، وهي بزيادة حوالي 150% مقارنة بعام 2022. أما كمية انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجم عن القدرة السنوية الجديدة لنظام توليد الطاقة الكهروضوئية، فتشكل حوالي نصف إجمالي الانخفاض السنوي الجديد لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في البلاد، متجاوزة الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح، وأصبحت القوة الرئيسية في تحقيق ذروة انبعاثات الكربون في الصين. ويؤدي هذا بشكل مباشر إلى ارتفاع احتمالات وصول الصين إلى ذروة انبعاثات الكربون خلال السنة أو السنتين القادمتين.
وبالإضافة إلى ذلك، أضافت الصين 76 جيجاوات من طاقة الرياح في العام الماضي، أي أكثر من بقية دول العالم مجتمعة. وفي تقرير نشره مجلس الكهرباء الصيني في الشهر الماضي، توقع أنه بحلول نهاية عام 2024، ستصل القدرة المركبة التراكمية لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة في الصين إلى حوالي 1300 جيجاوات، وهو ما يمثل حوالي 40٪ من إجمالي القدرة المركبة، وستتجاوز لأول مرة القدرة المركبة لطاقة الفحم. أشار أحدث تقرير عن “الطاقة المتجددة 2023” والذي صدر عن وكالة الطاقة الدولية إلى أن قدرة توليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية المركبة في الصين في العام الماضي كانت تعادل القدرة المركبة العالمية في عام 2022، كما زادت قدرتها المركبة من طاقة الرياح بنسبة 66٪ على أساس سنوي، بمعدل نمو غير عادي.
وفي الوقت الذي تحقق الصين فيه تنميتها النظيفة ومنخفضة الكربون، فإنها تساهم أيضا بنشاط بالحكمة الصينية في تحول الطاقة العالمية ومواجهة تغير المناخ. وهناك عدد كبير من مشاريع الطاقة النظيفة مثل مشروع محطة الشعيبة لتوليد الطاقة الكهروضوئية في المملكة العربية السعودية، ومحطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في الإمارات العربية المتحدة، والمرحلة الثالثة للطاقة الشمسية الحرارية لمحطة نور في المغرب، جميعها تمثل نماذج لجهود الصين الفعَّالة في تعزيز انتشار الطاقة النظيفة عبر الحدود وتوسيع التعاون الواسع مع دول العالم في مجال الطاقة المتجددة. لقد قدمت الصين حلولا مهمة وعملية وقابلة للتنفيذ للدول في جميع أنحاء العالم، وخاصة الدول النامية، لتعزيز تحول الطاقة وتسريع التنمية الاقتصادية وتحسين البيئة. وتُعتبر هذه المساهمات ذات أهمية كبيرة في سياق التحول العالمي للطاقة وإدارة التغيرات المناخية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال