الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر التكنولوجيا أمرًا بالغ الأهمية في مجال الابتكار وتحول الشركات. فهي تعمل كمسرع لجميع جوانب أعمال الشركة، بدءًا من عمليات التصنيع والتوزيع وصولاً إلى التسويق والتمويل. إن عدم قدرة الشركات على اعتماد التقنيات الجديدة بسرعة وبطريقة فعالة، أو عدم حصولها على التنوع الصحيح في المواهب، يجعلها عُرضة للخطر من التفوق عليها أو إلحاق الضرر بها. في كثير من الحالات، يكون الاستمرار والبقاء للشركة مرتبطًا بالرغبة والقدرة على اعتماد التكنولوجيا بشكل فعّال.
في فترات الركود، تتفوق الشركات الرائدة التي تستثمر بشكل كبير في التكنولوجيا، مما يزيد من تفوقها على منافسيها. على الرغم من أهمية تطوير التكنولوجيا وضرورته للشركات، إلا أنه غالبًا ما يكون تنفيذها وتطبيقها صعبًا بشكل فعال. لتحقيق التحولات التكنولوجية الناجحة، تحتاج الشركات إلى التنظيم الملائم والأشخاص والمهارات المناسبة. ومع ذلك، هناك خط رفيع يجب أن تسلكه الشركات. فبعض المنظمات قد تتحرك بسرعة كبيرة جدًا، مما يمكن أن يؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها مثل اضطرابات في العمليات، أو مخاوف أمنية ومخاطر، أو تجربة سيئة للعملاء. بالمقابل، الشركات التي تتحرك بحذر شديد تتعرض لخطر التخلف عن المنافسة، حيث يصعب عليها إرضاء العملاء وجذب العملاء المطلوبين، مما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان حصتها في السوق.
التحول التكنولوجي ضروري بلا شك، ولكن لتحقيق نجاح هذا التحول تحتاج الشركات إلى معالجة قضيتين رئيسيتين بشكل واضح. أولاً، يجب على الشركات أن تقوم بالاستثمار في الكميات المناسبة من الأفراد والتدريب والبنية التحتية التكنولوجية، وليس فقط الاستثمار في الأنظمة والتقنيات الصحيحة. ينبغي أن يركز الاستثمار على تطوير القدرات وتوفير التدريب اللازم للفرق العاملة، بالإضافة إلى بناء البنية التحتية التكنولوجية اللازمة لدعم التحول. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم تنفيذ هذا التحول عبر جميع جوانب الشركة، بدءًا من العمليات البسيطة وصولاً إلى صنع القرارات الاستراتيجية وتطوير طرق العمل الجديدة. يتطلب ذلك التكامل بين التكنولوجيا والعمليات والأشخاص في المؤسسة.
ثانيًا، تحتاج الشركات إلى فهم الوتيرة الصحيحة لتبني التكنولوجيا. قد يكون من الصعب التنبؤ بسرعة التحول التكنولوجي، حيث يتحرك الابتكار عادة بشكل غير منتظم. قد يشهد التحول فترات من التقدم السريع يليها فترات من الركود. بالتالي، يجب على الشركات أن تكون مرنة ومستعدة للتكيف مع هذه الوتيرة غير المتنبئ بها. ومن الجيد أن يتخذ القادة قرارات استراتيجية تأخذ في الاعتبار التغيرات التكنولوجية المستقبلية وتكون قادرة على التكيف والتعامل مع التحولات السريعة والمتقطعة في السوق.
يقول بيل غيتس: “نحن دائماً نبالغ في التغيير الذي سيحدث في العامين المقبلين، ونقلل من التغيير الذي سيحدث في العشر سنوات القادمة. لا تدع نفسك تركن إلى التقاعس عن العمل”. إن الاعتراف بأن التغيير يحدث بوتيرة سريعة وأن التقاعس عن العمل يمكن أن يغرق السفينة ويكون مدمرًا هو نهج حكيم ومهم في الأعمال والمجتمعات. يعكس ما ذكره بيل غيتس رؤية مستقبلية قوية واستراتيجية للتحول التكنولوجي والابتكار المستدام.
وكما هو حاصل في السعودية من حيث تعزيز الإبداع الاستباقي من خلال شركات صندوق الاستثمارات العامة يعني أن الدولة تستثمر في شركات تقنية وابتكار رائدة لتعزيز التطور التكنولوجي وتحقيق التنمية المستدامة. هذا النهج يهدف إلى تعزيز القدرات التكنولوجية والابتكارية وتطوير قطاعات الصناعات المتقدمة وأشباه الموصلات والأجهزة الذكية والصحة الذكية والأجهزة والمباني الذكية والبنية التحتية للجيل القادم.
هذا الرؤية الطموحة تهدف إلى تلبية احتياجات الأسواق المحلية والعالمية وتعزيز قدرات المملكة في قطاع التصنيع المستدام، وتعزيز مكانتها كقوة رائدة في عالم التكنولوجيا والابتكار. بفضل هذا الاستراتيجية القوية، ستكون المملكة العربية السعودية على استعداد للعب دورٍ مهم في بناء مستقبل مستدام وذكي، يعزز التنمية الاقتصادية ويحقق رفاهية المواطنين والمجتمع العالمي بأكمله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال