الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ماجد عبد الله، نجم كرة القدم السعودية المعروف بلقب “جوهرة العرب”، حظي بشهرة واسعة ومكانة مميزة في قلوب الجماهير العربية والعالمية. وحقق العديد من الإنجازات خلال مسيرته الرياضية، كهداف الدوري السعودي 7 مرات. وهداف كأس الخليج العربي 4 مرات. وحصوله على لقب أفضل لاعب في آسيا عام 1985. الى جانب مشاركته في كأس العالم 1994. وعلى الرغم من إنجازاته الكبيرة، إلا أنه لم يتم استغلال ماجد عبد الله كعلامة تجارية عالمية على غرار نجوم رياضيين من دول أخرى.
من وجهة نظري لم يتم تسويق ماجد عبد الله بشكل فعّال على المستوى الدولي، ولم يتم استغلال صورته وشهرته للترويج للمملكة العربية السعودية كوجهة سياحية أو استثمارية. كان من الممكن أن يُسهم استثمار ماجد عبد الله كعلامة تجارية عالمية في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية. والترويج للسياحة والاستثمار في المملكة. كما انه صورة إيجابية لما تركه خلال فترة لعبه لكرة القدم من صورة نقية للاعب الملتزم مما يمكنه ان يكون مصدر إلهام الشباب العربي وتحفيزهم على تحقيق أحلامهم.
اليوم الفرص متاحة في السعودية للاستفادة من النجوم الحقيقيين الذين تركوا بصمة في حياتهم ووصلة الى مستويات عالية بجهودهم وأيضا الدولة، ليس فقط على المستوى الرياضي، بل أيضا على المستويات المختلفة من فن وثقافة ورياضة وعلماء وشخصيات مؤثرة ليست فقط محلية بل لها حضور عربي وعالمي.
على المستوى الفني لدينا فنان العرب محمد عبده، والدبلوماسي الأمير تركي الفيصل، فهو يحضر المناسبات العالمية ويتولى الرد على الكثير من التصريحات وردود الأفعال لدى المجتمع الغربي، ولديه مهارة عالية في اسكات الطرف الآخر حينما يكون الحديث يتعلق بالإساءة للسعودية وتوضيح بعض مواقفها السياسية.
وحينما نتحدث عن صناعة العلامة التجارية، لا اقصد من اجل التعاملات التجارية، انما اتحدث كيفية الاستفادة منهم في المحافل الدولية كقوة ناعمة للمملكة العربية السعودية، والاستفادة منهم في تسويق منتجات محلية من مهرجانات وفعاليات وأيضا ارسال رسائل مهمة للخارج وللمجتمعات العربية والدولية بحضورهم المكثف لهذه المؤتمرات والاحداث، اجندة السعودية السنوات المقبلة حافلة، من تنظيم كاس اسيا، ومعرض اكسبو 2030، وتنظيم بطولة كاس العالم 2034، فضلا عن مشروعات ضخمة تستعد لإطلاقها، مثل ذا لاين ومشروعات الطاقة المتجددة، والبحر الأحمر مرورا بالقدية وطابور طويل من المشروعات الحيوية، ولعل من أهمها، الترويج للفعاليات والبرامج السياحية والترفيهية.
وحينما اشير الى صناعة اللاعب السابق للمنتخب السعودي ماجد أحمد عبد الله، وذلك لأنه صاحب شعبية، وأشهر لاعبي كرة القدم في تاريخ السعودية والعالم العربي. يكفي انه اول لاعب عربي يحصل على جائزة الكرة الذهبية الآسيوية عام 1986، وهو احد ابطال منتخب السعودية الذي حقق بطولتي كأس آسيا مرتين عامي 1984 و1988، وبلغت أهدافه الدولية ارقام قياسية بين اللاعبين العرب برصيد 116 هدفا.
دعونا نتساءل ماذا لو كان ماجد عبد الله يلعب في عصرنا الحالي؟ هل كان سيحظى بنفس الشهرة والاحترام والتقدير؟ هل كان سيستغل كعلامة تجارية سعودية في المحافل الدولية وقوة ناعمة تنشر رسائل السعودية للعالم؟ هل كان سيصبح أحد النجوم العالميين الذين يحملون أسماء وألوان وثقافات بلادهم إلى كل مكان؟
الحقيقة للأسف، الإجابة على هذه الأسئلة هي لا. فماجد عبد الله لم يستغل كما يجب من قبل المؤسسات الرياضية والإعلام والمؤسسات السعودية.، وانشغل الاعلام الرياضي الذي ظل لعقود يغذي المجتمع بالتعصب الرياضي، والدخول في مقارنات مع لاعبين محليين آخرين، فهو لم يحصل على الدعم والترويج والتسويق الكافيين ليصبح علامة تجارية سعودية قوية ومؤثرة. لم يتم تقديمه للمجتمع الدولي للمساهمة والمشاركة في الأنشطة والفعاليات والمساهمات الاجتماعية والإنسانية والثقافية الدولية.
وفي بحث اجريته في مواقع إخبارية حول القيمة السوقية للاعب ماجد عبد الله حينما كان لاعبا وجدت ان موقع “ترانسفير ماركت” وهو موقع متخصص في تقييم اللاعبين والأندية والانتقالات، فإن القيمة السوقية للاعب ماجد في عام 1986، عندما حصل على جائزة الكرة الذهبية الآسيوية، كانت نحو 10 ملايين يورو، ولو قارنا هذا الرقم بالقيمة السوقية لبعض اللاعبين في آسيا والعالم العربي في ذلك الوقت فإننا نجد ان ماجد عبد الله كان يتفوق على لاعبين مثل غاري لينيكر والذي كانت قيمته 8 مليون و500 الف يورو وميشيل بلاتيني 7 مليون و500 الف يورو و روي كين 6 مليون و500 الف يورو.
وربما لدينا تجارب عديدة في استغلال النجوم والاستفادة منهم في تسويق فعاليات وبطولات لبلدانهم والعالم. وتمثيل بلادها في خدمة توزيع مساعدات إنسانية، أمثال الألمانية كلوديا شيفر وهي عارضة ازياء، وممثلة هوليود انجلينا جولي، ورياضيا رأينا المناصب التي تولاها اسطورة الكرة البرازيلية والعالم “بيليه” واللاعب الإنجليزي بيكهام، اما اللاعب الأمريكي ليبرون جيمس، تم استغلال صورته وشهرته للترويج للولايات المتحدة الامريكية كقوة رياضية وثقافية، حتى اللاعب مايكل جوردان أشهر لاعبي كرة السلة الامريكية، تم الاستفادة منه لتسويق نشر لعبة كرة السلة حول العالم.
نحن في المملكة العربية السعودية لدينا الكثير من الشخصيات التي يعرفها العالم العربي والغربي، ولهم حضور جيد، ومؤثرين، والاستفادة منهم هي استخدام قوة ناعمة لصالحها وأيضا تقديمهم للمجتمع الخارجي انهم يستطيعون إيصال رسالتها في كل المحافل. وهذا الامر ليس صعبا، يحتاج الى توسعة دائرة الاكتشاف، وأيضا صناعتهم والاهتمام بهم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال