الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال ثلاثة قرون مرّت المملكة بكثير من المنعطفات، وصمدت في وجه الاضطرابات التي كانت تسود شبه الجزيرة العربية آنذاك حتى أرست الوحدة والاستقرار والأمن، وأهدت للتاريخ قصصًا ملهمةً في تطورها وتقدمها، وما وصلت إليه اليوم من ازدهار واقتصاد متين وهوية راسخة.
تحتفل السعودية بالثاني والعشرين من فبراير بيوم التأسيس، والتي بدأت قصتها قبل ثلاثة قرون ولا تزال مستمرة بهمة الأحفاد التي نجحت في تحقيق انطلاقة قوية منذ تدشين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان “رؤية المملكة 2030”.
استطاعت المملكة في سنوات قليلة أن تحجز لها مكانا بين الاقتصادات الكبرى والصاعدة، وهذا ما تؤكده إحصائيات المنظمات الدولية، وترتيب السعودية بين الدول في الكثير من المؤشرات، حتى أن مديرة صندوق النقد الدولي قالت في منتدى “دافوس” 2023 “عندما زرت السعودية اندهشت من مستوى التقدم الذي حققته المملكة في تطبيق رؤية 2030، وقد أصبحت نقطة مضيئة للاقتصاد العالمي واقتصاد المنطقة، وهذا يحدث في أوقات عصيبة للاقتصاد العالمي”.
شهد الاقتصاد السعودي أحداث مفصلية خلال عام 2023، بدءاً من سياسة خفض الإنتاج ،ومروراً بالفوز باستضافة معرض إكسبو ، وإستضافة كأس العالم 2034، وانتهاءاً بالإعفاءات الضريبية لجذب مقار الشركات العالمية.
واصلت السعودية تقدمها في مؤشرات التنافسية المرتبطة بالسوق المالية، محققة المركز الثالث بين الدول الأكثر تنافسية على مستوى دول العشرين، وذلك وفقاً للكتاب السنوي للتنافسية العالمية الصادر عن مركز التنافسية التابع لمعهد التنمية الإدارية لعام 2023، وسجّلت المملكة قفزة ملموسة في منظومة النقل والخدمات اللوجيستية العالمية بعد أن صعدت 17 مرتبة في المؤشر اللوجيستي الصادر عن البنك الدولي.
وتمكنت السعودية من جذب أكثر من 180 من المقار الإقليمية للشركات العالمية لتتجاوز الحكومة مستهدفاتها المحددة عند 160 مقراً إقليمياً للشركات العالمية بحلول نهاية العام 2023، كما ودشّنت شركة «لوسيد» لصناعة السيارات الكهربائية مصنعها في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية بمحافظة رابغ (غرب السعودية)، وستشرع في إنتاج نحو 5 آلاف مركبة لتصل تدريجياً إلى 150 ألفاً.
ونتيجةً لتلك الإنجازات، أعلنت عدد من وكالات التصنيف الائتماني، وصندوق النقد والبنك الدوليان رفع التوقعات لنمو الاقتصاد السعودي، إذ قال صندوق النقد الدولي: إن الاقتصاد السعودي يشهد تحولاً نتيجة الإصلاحات الجارية للحد من الاعتماد على النفط وتنويع مصادر الدخل وتعزيز التنافسية، في حين رفعت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للسعودية إلى «إيه» مع نظرة مستقبلية مستقرة انعكاساً لقوتها المالية وحجم أصولها السيادية.
وفي حدث اقتصادي مهم، أعلن وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، عن اكتشافات جديدة للغاز الطبيعي في المنطقة الشرقية والربع الخالي بالمملكة، وكشف عن تشغيل أول قطار يعمل بالهيدروجين في الشرق الأوسط .
وبالنسبة لأسواق الطاقة العالمية، قررت الحكومة السعودية خفض إنتاجها 1.5 مليون برميل يومياً بشكل طوعي إلى مستوى 9 ملايين برميل يومياً، بعد اجتماع «أوبك بلس»، في العاصمة السويسرية فيينا، في خطوة لدعم أسواق النفط العالمية وحماية المنتجين والمستهلكين على حد سواء من الأضرار
وأطلقت السعودية المرحلة الثانية من خدمة تأشيرة زيارة الأعمال «مستثمر زائر» إلكترونياً لتشمل جميع دول العالم، وبالتالي تفتح المجال أمام جميع المستثمرين للدخول واقتناص الفرص المتاحة في السوق المحلية، وبفضل الإجراءات والتدابير الحكومية، تمكنت البلاد من السيطرة على معدل التضخم ليواصل الانخفاض بشكل تدريجي منذ بداية عام 2023 حتى أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الذي سجلت فيه أدنى مستوى منذ ما يقارب العامين عند 1.6 %، على أساس سنوي.
تمتلك المملكة اقتصاداً قوياً، ومتنامياً، وهو يعدّ من أفضل اقتصاديات دول الشرق الأوسط، وتسعى الدولة دائماً في خططها التنموية إلى تنويع القاعدة الاقتصادية، بهدف تقليص الاعتماد على النفط كا مورداً رئيساً للاقتصاد الوطني.
من يوم بدينا … وإقتصاد المملكة العربية السعودية يواصل مسيرة التقدم والتنمية المستدامة ، وتسعى الدولة دائما في خططها التنموية إلى تنويع القاعدة الاقتصادية وتنويع مصادر إنتاجها الاقتصادي، ودعم نمو القطاع الخاص بهدف تقليص الاعتماد على النفط كمورد رئيسي للاقتصاد الوطني، وتوفير الفرص الوظيفية للشباب السعودي عن طريق تعزيز مساهمات القطاع الخاص، واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية لدعم المشاريع الاستثمارية، وكذلك ترغب المملكة في تعزيز موقعها التنافسي بين دول العالم، لذا فهي تعد التنمية المستدامة خياراً استراتيجياً أساسياً.
هذه النجاحات لم تأتي من فراغ، وإنما من إيمان عميق بالإمكانيات التي تمتلكها المملكة ، ونقاط القوة في الاقتصاد السعودي، حيث واجهت السعودية تحديات التنمية وقدمت لها حلولا ممكنة، نفذتها عبر إصلاحات اقتصادية مهمة، وقام بتنفيذ هذه الإصلاحات سيدي صاحب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع فريقه ضمن معايير خاصة.
ما توصلت إليه السعودية في السنوات الأخيرة إنجاز كبير يؤسس لما بعده من نجاحات، فالبدايات دائما ما تكون صعبة، لكن ما وصل إليه اليوم الإقتصاد السعودي يؤشر إلى تغييرات أخرى إيجابية في المستقبل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال