إفطار صائم في شهر رمضان المبارك

إن سجية إفطار الصائمين بالمساجد السعودية يعتبر موروث وطني مرتبط بفضيلة الكرم بالإضافة لما للمفطر من أجر عظيم موازي لأجر الصائم كما أخبرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، وهذا يوجب على من أكرمه الله بالانخراط في تقديم وجبات الإفطار، وأن يسعي لتقديم هذه العادة النبيلة في أحلا حلة ممكنة، وأن يستفيد من النماذج الناجحة، ومن أفضلها ما يتم من تقديم خدمات افطار الصائمين بشكل نموذجي منظم وصحي بدون عشوائية أو إسراف أو هدر للنعمة أسوة ما هو معمول به في الحرمين الشريفين المكي، والنبوي، ومسجد قباء أول مسجد في الاسلام.

غير أنه في غيرهم لازال يلحظ العشوائية والاجتهادات الشخصية التي تحتاج إعادة تنظيم حتى نستطيع تلافي ما تعج به وسائل التواصل الاجتماعي من مقاطع يتضح منها سوء الخدمات والاسراف والتبذير والهدر الذي لا يرضي أحدا حتى من يوكل لهم تلك الخدمات الجليلة، ولا يمكن تطبيق المبادرة الرائعة “حفظ النعمة” حيث إن أرقام هدر الأطعمة الصادرة من الجهات الرسمية كبيرة ومخيفة، وهذا يجب معالجته، وعلينا أن نحافظ على النعمة من خلال الترشيد في الاستهلاك وتغيير الأساليب والعادات بدءا من البيت ثم الاسرة ثم المجتمع، وديننا الحنيف يحث على عدم الاسراف، ونحن ولله الحمد والشكر في نعم لا تعد ولا تحصى ويجب أن نحافظ عليها من خلال مواصلة الابتكار والمبادرات والبرامج ورسم نماذج جديدة لتقديم خدمات الرعاية الغذائية بشكل مستدام مثل “إفطار صائم”

وننادي أن تعمم الآليات والطرق في اطعام الصائمين بالمنظمات الخيرية النموذجية، سواء في نوعية الوجبات أو طريقة تغليفها وتقديمها، حتى نتمكن من القضاء على الظواهر السلبية في تقديم وجبات الإفطار في بعض المساجد من الاهدار والاسراف والعشوائية بكل صورها.

نتمنى خلال السنوات القادمة ان يكون إفطار صائم عبر الجمعيات الخيرية والمنصات المتخصصة بالتنسيق وإسناد العمل إلى منظمات التموين والإعاشة المتخصصة بشكل مرخص حسب الاحتياج الحقيقي المدروس وبأشراف محكم من الجهات المسؤولة وفق معايير محكمة مثل الجودة، ونوع الاطعمة المقدمة التي تكون غير قابلة للإسراف وتساهم في هدر النعمة وغير مرغوبا فيها بتاتا، أيضا من الممكن تقديم أطعمة قابلة للتدوير ومغلفة من قبل مؤسسات التموين والإعاشة، والاستفادة منها في اليوم التالي، والابتعاد عن الاساليب والأطعمة القابلة للإسراف.

دمتم بخير ورمضان مبارك…