الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عالم الاستثمار، تبرز الاستثمارات الخاسرة كنقطة تحول مؤلمة توضح الفجوة الكبيرة بين الوعود الورقية والنتائج الفعلية. فعلى الرغم من التخطيط والتحليل ، قد تتفاجأ الشركات والمستثمرون بالفشل الذي يطيح بطموحاتهم. في هذا المقال، سنستكشف أسباب وآثار الاستثمارات الخاسرة ونسلط الضوء على الدروس المستفادة لتحسين استراتيجيات الاستثمار في ظل التحديات المتلاحقة في ساحة الإستثمار و الأعمال.
أولا: دراسة الجدوى
دراسة الجدوى تشكل الخطوة الأولى والأساسية في عالم الإستثمار، ومن الأخطاء الشائعة في هذه المرحلة النظرة التفاؤلية تجاه عناصر الاستثمار من مدخلات ومخرجات على سبيل المثال بناء دراسة على أفضل سعر للمواد الخام أو فرض حصة سوقية غير منطقية في بدايات المشروع أو افتراض نمو مطرد أو تهميش عوامل مؤثرة على سلوك المستهلك كالمنتجات المنافسة و مستجدات السوق، ومن الأمثلة البارزة على ذلك شركة نوكيا وبلاك بيري واستخفافهم بتأثير الأيفون على السوق والمستهلك في ظهوره الأول عام 2007، و أيضا عملاق متاجر الفيديو BlockBuster ورفضها الاستحواذ على شركة Netflix الناشئة آنذاك بزعم أن صناعة النقل والبث عن طريق الإنترنت غير مجدية وغير قابلة للتطبيق والتي أدت في النهاية الى انهيار إمبراطوريات تجارية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
ثانيا: كفاءة التنفيذ
كما أن التخطيط حجر أساس لنجاح أي عمل في الحقيقة التنفيذ لا يقل أهمية عن ذلك، فالتخطيط والتنفيذ وجهان لعملة النجاح بل أن جودة التنفيذ قد تساعد على تدارك أخطاء التخطيط، فجودة فريق العمل تبني منظومة وبيئة ناجحة لتنفيذ أي مشروع وبالتالي تحقيق مستهدفات قد تتخطى ما خطط له، من أفضل الأمثلة التي تتبادر الى ذهني، أزمة جائحة كورونا وردة فعل بعض الشركات على هذه الكارثة الغير متوقعة وكيف أن جودة الإدارة والتنفيذ صنعت الفارق في إدارة هذه الأزمة، فالشركات والمؤسسات التي بادرت بفرض معايير عالية في التحول الرقمي وكانت تعمل على بنى تحتية عالية الجودة والكفاءة استطاعت تدارك الموقف بل وأخذ افضلية في ظروف تلك الجائحة واستحداث منتجات تناسب ظروف تلك الجائحة من أشهر الأمثلة على ومواكبتها للأزمة والطلب العالي والتقنيات المالية وتأثيرها على التدفقات المالية في السوق وحلول البيع والشراء STC ذلك شركة
ولا ننسى الحكومة الرقمية والاستجابة الفورية لتلك الظروف القاهرة وقد تكون منظومة التعليم ومنصة مدرستي إحدى أفضل قصص النجاح والمكتسبات في خضم تلك الأزمة.
في النهاية ولكي لا يطول مقالنا هذا، أستطيع إختزال ما سبق في أن أي استثمار يجب أن يمر في مرحلة تخطيط واقعية ودقيقة، شاملة لظروف وتوقعات متنوعة وعدم النظر من منظور ضيق متفائل يغفل جوانب ومؤثرات آخرى ومن أفضل الممارسات في ذلك ما يعرف باسم (دراسة تخفيف المخاطر) وذلك بإعطاء أوزان معينة لبعض المخاطر المحدقة بالاستثمار وافتراض تأثير نظري لها على مخرجات الإستثمار ومن ثم دراسة المشروع ومراجعته بناء على ذلك وتقييم الاستثمار لرسم تصور أوضح لتأثير هذه المخاطر على الإستثمار، بالإضافة إلى اختيار فريق العمل ذو الكفاءات القادرة على إدارة وتنفيذ هذا الإستثمار والتعامل مع مستجدات السوق واستشراف المستقبل ومواكبة التغيرات المفاجئة والغير محسوبة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال