الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التزامن هو عملية تنسيق الأنشطة المختلفة من أجل تحقيق هدف مشترك، وفي تعريفات أخرى يعتبره البعض التأكد من أن جميع الأفراد أو الفرق المشاركة في المشروع يعملون لتحقيق نفس الهدف، وأن جهودهم متسقة ومنسقة.
في الاتصال المؤسسي يمكنني تغيير كلمة “يعملون” الى كلمة “يعلمون” وان اعتبر التزامن هو الحرص على ان جميع أصحاب المصلحة يعلمون عن الخبر او المعلومة التي تعلنها الشركة، خاصة اذا كانت مساهمة عامة.
تفرض الجهات الاشرافية على الشركات المساهمة الإعلان عن نتائجها والاحداث الجوهرية فورا عبر القناة الرسمية “تداول”، بعض الشركات تكتفي بذلك، وبعضها يصدر بيانا صحافيا يحمل تفاصيل اكثر، واحيانا “يلطف” وقع الأرقام او الاحداث اذا كانت سلبية، وفي أحيان أخرى يركز على مكامن إنجاز وتفوق لا تتيحها الصيغ الرسمية المعتمدة والموحدة لجميع الشركات.
المشرع لا يجعل الشركات تمارس او يتيح لها التسويق، انها ملزمة بصيغة معينة وهذا يؤكد ترجيحات المختصين ان الاتصال المؤسسي هو المظلة لكل اتصال إعلامي وتسويقي وان التسويق جزء من الاتصال المؤسسي كما هو الحاصل في كبرى الشركات العالمية ، وليس العكس كما هو شبه سائد في شركات أخرى.
تغفل بعض الشركات عن التزامن حيث يصدر بيانها المفصل بعد ساعات وفي حالات في اليوم التالي او الذي يليه مما يفقده الأثر المتوقع، ويقلل من نسب تعرض المتلقي له لان الخبر اصبح قديما، والشركات الفاعلة في هذا المجال تنشر بيانها التفصيلي او التسويقي مباشرة وخلال دقائق من اعلان الخبر في تداول.
ايضا وفي اطار التزامن يجب ان تكون هناك رسالة داخلية للموظفين، وأخرى خارجية للمستثمرين الأجانب جاهزة ومتزامنة ترسل في الدقائق التي تلي اعلان الخبر، وهذا امر تفتقده كثير من الشركات خصوصا فيما يتعلق بموظفيها، حيث يعرف الموظفون الخبر من الخارج مثلهم مثل بقية القراء، وهذا خطأ اتصالي لا تقع فيه الشركات الناجحة والمتميزة في الاتصال المؤسسي.
الاتصالات الداخلية التي هي جزء اصيل من الاتصال المؤسسي يهمله البعض، وهي تؤكد او تنفي اذا ما كان هناك تزامن في مكان العمل، حيث يعرف كل عضو في الفريق ما يتعين عليه القيام به، ومن ثم يعرف الجميع نتيجة ما قاموا به جميعا كفريق من خلال الرسالة الداخلية التي تصلهم متزامنة، وهذا من شأنه تحسين الاتصال بشكل عام، وأيضا – وهو الأهم – من شأنه ان يزيد درجات الارتباط بالمنشأة والولاء لها.
التزامن يؤدي إلى تحسين الروح المعنوية في مكان العمل حيث يشعر أعضاء الفريق بإحساس الإنجاز الذي صنعوه مع الإدارة التنفيذية وتحت إشراف مجلس الإدارة، وهذا يرفع معدلات الرضا الوظيفي ويجعل بيئة العمل أكثر إيجابية.
التزامن مهم في كثير من مناحي الحياة والعلاقات الإنسانية لمن استطاع إليه سبيلا، والاعمال والشركات والوظائف و”الأرباح والخسائر” هي أشياء من مناحي الحياة أيضا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال