الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما اكتسى أسطورة كرة القدم “ليونيل ميسي” بالزي السعودي مرتديا الشماغ والثوب في إعلان كسر حدود اللغة والثقافة لم يكن ذلك مجرد حملة إعلانية، بل كان يُعبِّر عن لحظة تحول رمزية: فالعلامات التجارية السعودية تطرق أبواب السوق العالمية بثقة. إن استقطاب الشخصيات البارزة مثل ميسي للترويج لمنتجاتها لا يظهر فقط نضج صناعة التسويق السعودية، ولكن أيضاً قدرتها على نسج خيوط الابتكار بين ثنايا القيم التقليدية، وجذب الأعين العالمية إلى المنتج الوطني.
على الجانب الآخر وفي قطاع العطور تحديدا شهدت السنوات الأخيرة قفزات نوعية في تطور هذه الصناعة بالمملكة العربية السعودية حيث ارتقت بمستوى منتجاتها لتنافس العلامات التجارية العالمية، مما يشير إلى توجه إستراتيجي يدعم الإبداع والابتكار ويسهل دخول الشباب لقطاع الأعمال ويعزز تأثيراته الاجتماعية والبيئية والابتكارية. تحدثت الأرقام عن استيلاء العطور السعودية على نصيب من السوق العالمية بصادرات فاقت لتوقعات مما يجسد تمكن المنتج المحلي من فرض حضوره في الأسواق العالمية والإقليمية، وهو ما يعكس مستوى الجودة العالية والإبداع في تصميم وتقديم المنتجات.
نعيش هذه الأيام موسم رمضان وهو موسم تزدهر فيه كثير من الصناعات مما يتطلب الاهتمام بالتفاصيل والجودة في الإنتاج العالي مع عدم إغفال العميل وجودة التواصل معه على كافة الأصعدة. وتتوازى هذه النجاحات التي تحققها صناعة المنتج السعودي مع تحقيق أثر اجتماعي إيجابي، إذ ينعكس تزايد الثقة بالمنتج المحلي على الهوية الثقافية الوطنية.
أعود مرة أخرى لمسألة الاعتماد على الوجوه المشهورة في سوق الإعلان وهو بالطبع ليس بالتكتيك الغريب على الساحة الدولية، ولكن السياق السعودي يُعطِيه نكهة مُختلفة. إن هذا التوجه يُرفع من شأن علاماتنا التجارية ويكرس دورها في الأسواق المحلية والدولية كما هو الحال مع العطور التي باتت تنافس على المستوى العالمي.
تبرز أهمية التعاون مع الأسماء اللامعة كجزء من التكتيكات الفعالة لتقديم العلامات التجارية السعودية. ويعتبر هذا النهج الذي اتبعته كثير من الدور العالمية مثل “شانيل” و”ديور” وآرماني” وغيرها نموذجًا يحتذى به في الرفع من مستوى الوعي والرغبة بالمنتجات الوطنية، ويُعزز من رؤية المملكة التي تسعى لتكون مرادفة للرقي والجودة. ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الاستراتيجية ينبغي للعلامات التجارية السعودية أن تختار شركاءها بعناية لتُصبح الوجوه المؤثرة مرآة للقيم والأصالة والحداثة التي تعيشها المملكة. إن إقامة هذه الشراكات الإستراتيجية ليست فقط توسيعًا للحضور الجغرافي، بل هي تجسير للعقول والقلوب نحو تذوق جماليات منبثقة من قلب هذا الوطن.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال