النوم في العسل

ولا زالت العمالة الوافدة تسيطر على مجال الغذاء والأكل. كنت في سوق الخضار بالطائف يوم الجمعة الفائت ورأيت اطنانا من الخضروات يتحكم بها عمالة من دولة عربية ومن دول أخرى وخاصة شبه القارة الهندية وما جاورها. يشترون من الفلاحين بدراهم معدودة ويبخسونهم بضاعتهم ويبيعونها على المستهلك بأضعاف أضعاف ما اشتروها ولا حسيب أو رقيب، وإن كانت هناك جولات تفتيشية فهي في أوقات محددة تعرف أوقاتها تلك العمالة.

-كتبت مقالا بعنوان (إلى من يهمه الأمر) نشر في صحيفة مال بتاريخ 24 ديسمبر 2023 تعرضت فيه لقيام عمالة اغلبها من شبه القارة الهندية بغزو يومي لأحد الهايبر ماركتات في الطائف (وأظن أن الحال في كل أنحاء المملكة التي توجد بها هذه السلسة) فهم مشتركون في تطبيق هذا الهايبر وتصلهم العروض اليومية والشهرية ويختارون الأيام التي يكون فيها عروضا لمنتجات معينة واستهلاكية. زاد الغزو في رمضان لأن هذا الهايبر أعلن أنه يتحمل ضريبة القيمة المضافة للمشتريات خلال شهر رمضان عن المتسوقين. يدخلون ويخرجون مرات عديدة والعربات محملة بكراتين لمنتجات يحتاجها المستهلك في شهر رمضان على الخصوص وبقية شهور السنة، والتي تباع للمستهلك بأسعار عالية.

-تكلمت مع مدير الفرع أكثر من مرة وكان متجاوبا لكنه لا يملك حلا، وأخبرني أن التراخي بسبب طلب هذه المؤسسة (مثل بقية المنشآت التجارية التي تعمل في هذا المجال) من المحاسبين السعوديين تحقيق (تارقت) يومي معين، وأرسلت بريدا الكترونيا قبل بضعة أشهر ولم أتلق أي رد فالإدارة العليا: لا أرى ولا أسمع وعليه لا أتجاوب.

-بثت قناة الإخبارية تقريرا  بتاريخ 12 مارس 2024 وعنوانه : “تخفيضات “المتاجر الكبيرة” من نصيب البقالات الصغيرة.. والمستهلك هو الضحية مستهلكون يشتكون من استغلال عمالة البقالات لعروض رمضان وبيعها بأسعار مضاعفة”

– لا يزال التستر يسيطر على منشآت كثيرة ولم ولن تستطيع الجهات المسؤولة القضاء عليه بسهولة.

ما تقوم به تلك العمالة يضر باقتصاد الوطن على المدى القصير والبعيد، ويحرمون أبناء الوطن من فرص كثيرة لأنهم يعرفون ثغرات بحكم تواجدهم في المملكة لعقود من الزمن.

-كتب الأستاذ عبد الجبار الجفيني مقالا بعنوان البراميل الطائرة نشر في صحيفة مال بتاريخ 7 مارس 2024

 ذكر فيه أن” تحويلات الأجانب من 2013 إلى 2022 بلغت 1.460 تريليون ريال متجاوزاً أعلى عائد حققته المملكة 1.268 تريليون ريال في العام 2022 وكفيل بسداد الدين العام الحالي على المملكة والاحتفاظ بما يفوق 400 مليار ريال.” أزعم أن تلك التحويلات عن طريق البنوك والمصارف، لكن هناك طريقة تقوم بها العمالة لإرسال مبالغ ماليه لأهلهم وذويهم عن طريق وسطاء من أبناء جلدتهم يتواجدون هنا ويأخذون عمولة بسيطة ويقومون بالاتصال على أناس في بلدانهم يقومون بتسليم المبلغ لعائلة العامل/الوافد/المقيم، ولا أظن أن الجهات المسؤولة تعلم عن ذلك وتلك مصيبة.

أرجو من الجهات المسؤولة التي لا زال بعضها ينام في العسل أن تتنبه لتلك الأخطار والسيطرة المطلقة من العمالة الوافدة  على تفاصيل حياتنا اليومية، وأن تكثف من جهودها لوقف عمليات الاستغلال للثغرات الموجودة في بعض تعليمات الجهات ذات العلاقة بحياة المواطنين، للحفاظ على جودة الحياة للمواطن التي نادى وينادي بها الملك سلمان حفظه الله والأمير محمد وفقه الله.