الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سأبدأ المقال بقصة متكررة بين شركاء الشركات تنتهي بهم إلى أروقة المحاكم ومكاتب المحاماة ملخصها أن يتفق مجموعة أِشخاص على إنشاء شركة مثل إنشاء مصنع فيقوم أحدهم بشراء معدات ويستأجر الأرض التي سيقام عليها المصنع ويتعاقد مع موظفين لتشغيله ويقدم على التراخيص النظامية التي تستغرق وقتا لاستخراجها وكل هذا يقوم به هذا الشريك بصفته الشخصية نيابة عن الشركة أثناء تأسيسها فخلال هذه المدة وقبل استكمال إجراءات تأسيس الشركة وقبل قيدها لدى السجل التجاري قد يعتذر كل شركاؤه أو بعضهم من الاستمرار في هذه الشركة ويرفضون دفع حصصهم لدفع النفقات اللازمة لتأسيس هذا المشروع، وبما أن كل التعاقدات التي أبرمت لتأسيس هذا المشروع هم ليسوا طرفا فيها فيصبح من أبرم هذه العقود هو المسائل عنها والمطالب بسداد كافة ما ترتب عليها والمستند في ذلك هو بناء على الفقرة 3 من المادة 9 من نظام الشركات، فسيدفع هذا الشخص من حسابه الشخصي وسيكون مسؤول عنها في جميع أمواله عن أي مبلغ نتج عن تعاقداته باسم الشركة وهي تحت التأسيس ولو زاد عن مبلغ حصته من الشركة ولو زاد عن مقدار رأس مال الشركة كاملا في حال أخفقوا في تأسيس الشركة وهذا الأمر يحصل كثيرا ومما يزيد الأمر سوءًا أن تكون الاتفاقية كلها شفاهه فلا يكون مع من بذل وأنفق وسعى لتأسيس هذه الشركة سوى وعود خاوية ليس معه شيء ليثبتها لا سيما مع جحودهم فسيجد صعوبة في إثبات أنهم شركائه ومن ثم مشاركتهم له في تحمل نصيبهم لذا حرصت على التوعية بهذا الجانب المغفول عنه.
أشير إلى أن الثغرة بالقصة السابقة يعالجها العقد الأولي مع مجموعة أخرى من الثغرات الجسيمة والقصة السابقة إنما هي للتمثيل فقط لا الحصر فنفس هذه الثغرة تقع في أي مشروع آخر مهما كان صغير أو كبير.
فإذا أطلقت الوقاية القانونية للشركات فالكثير يفهم أنها إنما تكون بعد إنشاء وإطلاق المشروع التجاري وبعد ممارسة الشركة لنشاطها، وهذا فهم خاطئ وسلوك تجاري ينتابه القصور والخلل، ولأجل إيضاح هذا المفهوم ورفع الوعي به مع بيان أثر تطبيقه سأشرح فيه طرق الوقاية القانونية السابقة للشركات وأول هذه الأساليب هو العقد الأولي ولا أقصد به العقد الأساسي للشركة بل هو عقد سابق له وينص فيه على أمور عديدة منها:
فإذا علم الإنسان قبل دخوله كشريك في أي تجارة أن إعماله ما سبق يحميه ويجنبه ثغرات قانونية عديدة، كان عليه الاهتمام بالوقاية القانونية السابقة، فالعاقل من وعظ بغيره.
فالعقد الأولي درع حماية لذات الشريك قبل دخوله في أي شركة
كما أن العقد الأولي يعطي الشركة متانة وحصانة من مخاطر جسيمة.
عنوان المقال القادم بإذن الله الوقاية القانونية للشركات (3) الوقاية السابقة (2)
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال