الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في اليوم الذي صدر فيه قرار تخصيص اليوم السابع والعشرين من شهر مارس من كل عام يوماً رسميا لمبادرة السعودية الخضراء كنت أقرأ مقالا على منصة “معنى” الثقافية الفلسفية بعنوان “اليودايمونيا: إطلالة فلسفية ونفسية ” للكاتبة منى الشدي استهلته بمقولة الفيلسوفة حنا آرنت التي نصها:” الهدف النهائي لأفعال البشر هو اليـودايمونيا؛ الهناء بمعنى العيش الحسن والذي يهفو إليه الجميع؛ وما جميع الأفعال إلا طرق مختلفة ومختارة لبلوغه”.
اليودايمونيا هي كلمة يونانية تُترجم عادة إلى السعادة أو الرخاء، واقترح البعض ان يكون معناها الحقيقي “الازدهار الإنساني والرفاهية” كترجمة أكثر دقة، وهو الاقتراح الذي يعكس حقيقة المعنى المقصود بالكلمة التي يصعب نطقها ففضل معظم من كتب عنها عدم ترجمتها الى الإنجليزية واستخدامها كما هي في أصلها اليوناني.
يمكنني تسمية المناسبة الجديدة التي تضاف الى التقويم السعودي بهذه الكلمة وتعميم معنى “الازدهار الإنساني” ونشره على مستوى العالم في كل عام نحتفي فيه بإنجازاتنا في مجال العمل المناخي، الإنجازات التي سنحققها كل عام بتوحيد جهود السعوديين ومن يعيش على ارضهم وتفعيل دورهم في بناء مستقبل مستدام.
المملكة قدمت 81 مبادرة في هذا المجال منذ عام 2021 تم إنجاز 10 مبادرات منها وتم استثمار أكثر من 705 مليار ريال في مختلف مجالات الاقتصاد الأخضر وهو ما يؤكد الرؤية الحكيمة لولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للسعودية الخضراء الأمير محمد بن سلمان، والتزامه الراسخ بالتصدي لتداعيات تغير المناخ، التزامه الذي بدأنا نلمسه حتى داخل الاحياء التي يتم الآن تخضيرها عبر مشروع “الرياض الخضراء” كمثال صغير ومهم على الرغبة في تحقيق الهدف.
مع إطلالة الربيع من كل عام سيكون جميع أفراد المجتمع السعودي والمقيمين على ارضها ومن يحترمون ما تفعله في كل العالم على موعد مع مراجعة الإنجاز في الملفات الخضراء، الملفات الاقتصادية والبيئية، وسيسعدهم المشاركة في فعاليات النسخة الأولى من يوم مبادرة السعودية الخضراء يوم بعد غد الأربعاء 27 مارس 2024 م من خلال نشر الوعي والمعرفة، واتخاذ إجراءات فعلية لدعم أنشطة العمل المناخي والترويج لها ضمن محيطهم الاجتماعي.
انها مناسبة وطنية جديد، مناسبة سعودية تعكس ثقافة التفكير الاقتصادي والتنموي التي تحملها الرؤية السعودية وبرامج التحول، الثقافة التي تحافظ على الانسان ورفاهيته، عبر المحافظة على الكوكب، المحافظة التي يمتد أثرها لينتفع به جميع سكان هذا الكوكب الذي نعرف جميعا انه بات يئن تحت وطأة العبث به وببيئته.
طموحاتنا كبيرة، ونحن قادرون دائما على تحقيقها بدءا من مبادراتنا العملاقة المعلنة، وليس انتهاء بأيدي الأمهات المباركة تغرس في حديقة او حوض منزلي شجرة تحبها لثمرها او فائدتها او جمالها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال