الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إن الشخصية المالية الناجعة هي التي تمحو الأمية المالية وتحسن كيفية إدارة الأموال الخاصة والموارد بكفاءة واتخاذ القرارات المالية المستنيرة التي تحقق الأهداف المالية من خلال ما يسمى الصحة المالية التي تساعد في تشكيل نهج ناجع في ممارسات مختلفة تضمن للفرد الاستقرار المالي الصائب على صعيد الدخل والإنفاق والادخار والاستثمار والحماية، وإعداد الميزانية المتوازنة بين الإنفاق على الاحتياجات والرغبات والاستقطاع للادخار وصولا لتنمية الثروات بالاستثمار.
والاستقرار المالي يجب أن يكون هدف استراتيجي على مستوى الشخصي لتوفير حياة مستقرة تتجنب التقلبات المزعجة ليس على المستوى المالي فقط بل على كل مستويات الحياة، ولا يكون تحقيق ذلك إلا بالتخطيط المالي السليم الذي يوازن بين الإنفاق على الاحتياجات والرغبات من جانب والاستقطاع للادخار المهم والذي يمكن تحقيقه مع كل الظروف المالية الشخصية، وهو سلوك يكتسب بالمعرفة والتدريب، من خلال اكتساب المعرفة على إعداد الميزانية التي تعتبر خارطة طريق لحسن إدارة الأموال الخاصة بكفاءة واقتدار تؤدي لتتبع الدخل بكل فئاته والنفقات بكل تفاصيلها، وبذلك يستطيع الفرد أن يحقق المعادلة الحسابية الناجعة التي توازن بين حسن الإنفاق والتمكين من الادخار المستمر.
والادخار هو الجزء المستقطع من الدخل شهريا أو أسبوعيا أو يوميا بحيث يحفظه ولا ينفقه لفترة زمنية معينة قد تصل لسنوات حسب الأهداف الادخارية لكل شخص، ويجب أن يتم قبل الشروع في عملية الإنفاق وليس بعدها، وله أثر إيجابي بالغ على حياة الفرد واستقراره، ومع فوائده الجمة إلا أن إجادته واستمراره ليس سهلا، خصوصا وأن نتائجه في العادة لا تتضح سريعا بل تحتاج لوقت ليس بقصير، وتستغرق وقتا لاكتساب هذه المهارة، وقد يحتاج إلى للالتزام الجيد إلى التعليم والتدريب مما يجعل هذه العادة الحسنة نهجا ماليا أساسيا في حياة الفرد، ولا شك في أن تعلمها من الصغر يحقق إيجاده عالية في إتقانها والتعود عليها، لذلك من الأفضل على الآباء تعليم هذا الفن والمهارة أطفالهم منذ الصغر كيف يدخرون الأموال، كي ترسخ وتصبح نهجا ماليا ثابتا في مستقبلهم.
حيث مما لا شك فيه أن الأسرة تلعب دورا أساسيا في تشكيل العادات الادخارية للأفراد منذ الصغر عبر تعليم الأطفال قيمة المال وأهمية الادخار وهذا يمكن أن يؤسس لشخصية مالية قوية تركز على الادخار والتخطيط المالي للمستقبل والأهل أو الأسرة يمكنهم استخدام أساليب مختلفة لتعزيز الشخصية الادخارية، مثل فتح حساب توفير للأطفال، تعليمهم كيفية وضع ميزانية شخصية، وإشراكهم في قرارات الشراء العائلية، وفي مراحل معينة يمكنون من شراء أغراضهم الشخصية من ملابس واحتياجات المدارس وغيرها بأنفسهم، على أنهم في حالة استطاعوا توفير مبالغ تترك لهم كمكافأة وفرصة للادخار، كما يمكن تشجيع الأطفال على تحديد أهداف ادخارية ومكافأتهم على الوصول لهذه الأهداف، مما يساعد في بناء عادات مالية صحية منذ الصغر، وتعزيز الادخار يمكن أيضا من خلال توفير النقود كمصروف جيب شهريا، وتشجيع الأطفال على تقسيمه بين الإنفاق والادخار عبر تعليمهم عن الفوائد المركبة وكيف يمكن للمال أن ينمو مع الوقت يعد درس قيم أيضا.
إن بناء الشخصية المالية الادخارية يعني تطوير القدرة على إدارة الموارد المالية بحكمة، مع التركيز على الادخار كجزء أساسي من التخطيط المالي، ويتضمن ذلك تعلم كيفية وضع ميزانية، تحديد أولويات الإنفاق، الاستثمار بشكل مدروس، والتحضير للمستقبل المالي، والأهداف من بناء الشخصية المالية الادخارية أهمها يكمن فيما يلي:
1- تحقيق الأمان المالي، وذلك بعدم الاعتماد فقط على مصدر واحد مثل الراتب الشهري.
2- القدرة على مواجهة الطوارئ المالية، فالتقلبات غير المتوقعة تقرع أبوابنا من حين الآخر، والكل معرض لها.
3- تحقيق الأهداف المالية الشخصية الاستراتيجية، والتي تتطلب مبالغ كبيرة في العادة مثل شراء منزل أو لتوفير مبالغ مستمرة بعد التقاعد، مصاريف زواج الأبناء، تكاليف التأمينات كالتأمين الصحي وغيره.
4-تقليل الاعتماد على الديون، والتي تؤدي إلى إشكاليات كبيرة خصوصا إذا كانت للنفقات وليس للاستثمار.
5- تعزيز الاستقلال المالي، وهو أحد متطلبات الحياة المستقرة السعيدة.
6- تطوير الوعي المالي وفهم كيفية عمل الأسواق المالية، لتجنب الوقوع في المأزق المالية.
7- تشجيع على الاستثمار الذكي من خلال المعرفة والممارسة ناجحة، حيث يجب ألا يبقي المال المدخر فترة طويلة وإلا أصبح نقدا خاملا في حساب التوفير سيفقد بعضا من القوة الشرائية بسبب معدل التضخم مع مرور الوقت.
8- بناء الثقة في اتخاذ القرارات المالية.
9- تعليم الأجيال القادمة قيمة المال وأهميته وفوائد الادخار.
10- تحسين نوعية وجودة الحياة من خلال تقليل التوتر المالي.
11- تعزيز الاستقرار المالي في الأسرة والمجتمع.
12- المساهمة في نمو الاقتصاد عبر الادخار والاستثمار.
وإن بناء الشخصية المالية الادخارية لها أهمية كبيرة في حياة الأفراد كتأمين قوى لضمان مستوى معيشة جيد بعون الله، وتكمن الأهمية في النقاط التالية:
– هو أسلوب منظم لتقليل الصدمات المالية التي يوجد احتمالية لحدوثها في المستقبل.
– ركيزة أمان يتعدى مداها الفرد ليشمل المجتمع ككل.
– تمكين المدخر من التحكم بمصاريفه وتحقيق استقلاليته المالية. تقليل الضغوط المالية المؤثرة سلبيا على كل جوانب حياة الفرد، وتعزز جوانب راحة البال والطمأنينة.
– توفير الأموال للاستثمار في مشاريع تساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي (GDP).
– طريقة مثلى للتخطيط الناجع للتقاعد المريح بتوافر الأمان وجودة حياة.
– تعزيز القدرة على تحمل المخاطر والاستثمار في فرص جديدة.
– تشجيع الابتكار وريادة الأعمال من خلال توفير رأس المال اللازم.
– المساهمة في تنمية الثروة الشخصية والمجتمعية على المدى الطويل، والتي تعتبر أحد عوامل تعظيم الاقتصاد الوطني.
وأخيرا نوصي ببعض التوصيات لبناء شخصية مالية ادخارية قوية:
1- محو الأمية المالية وتعلم كيفية وضع ميزانية شهرية لتتبع الإنفاق على الاحتياجات والرغبات، والتي تسهم بفاعلية في ترشيد الإنفاق ووضع الأولويات.
2- تحديد أهداف مالية واضحة وقابلة للتحقيق، وبذلك يتحقق التحفيز الذاتي المهم.
3- البدء بالادخار المبكر وجعله عادة دائمة، مما يساعد على تجنب الهدر ويعزز كفاءة الإنفاق.
4- الاستثمار في التعليم المالي لاتخاذ قرارات مستنيرة.
5- البحث عن طرق لزيادة الدخل، من خلال تنويع مصادره، مثل العمل الحر أو الاستثمارات الذكية، وغير ذلك من المصادر النافعة.
6- تجنب الديون غير الضرورية والتي تعتبر آفة الثروات والمدخرات، والتحكم في استخدام الائتمان.
7- فتح حساب طوارئ للمساعدة في تجنب الاقتراض عند الحاجة المفاجئة للمال.
8- مراجعة وتقييم الأهداف المالية بانتظام للتأكد من البقاء على المسار الصحيح، وتحسين كفاءة الإنفاق وزيادة مقدار الادخار ما أمكن، والتأكد من نجاعة الاستثمار.
9- استشارة مختصين ماليين للحصول على نصائح مخصصة تتناسب مع وضعك الشخصي.
10- الاستفادة من الأدوات المالية مثل التطبيقات والبرمجيات وباقي الأدوات لإدارة الأموال بفعالية.
11- تجنب الإنفاق الاندفاعي والتسوق العاطفي، آفة أخرى للمدخرات والاستثمارات.
12- الاستثمار في الأصول التي تقدم عوائد مجدية على المدى الطويل وتتماشى مع مستوى تحملك للمخاطر.
ويتضح أن بناء الشخصية الادخارية الناجعة تتطلب الممارسة العملية المالية الادخارية منذ الصغر حتى تتحقق الديمومة المستمرة مهما كانت الظروف المالية الشخصية للفرد وهذا قاعدة يمكنا الاعتماد عليه في تربية الأجيال على حسن إدارة الأموال.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال