الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حين يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، ليس لنا إلا أن نفخر ونحن نتأمل التقدم المتسارع في المنجزات المحققة في تمكين المرأة في المملكة العربية السعودية. وحين يصعب علي ان اجد الوقت لأتمكن من تلبية دعوات متعددة للاحتفاء بإنجازات المرأة السعودية الغالية اجد نفسي سعيدة بأن أرى واشهد هذا التقدم الكبير للمرأة السعودية بالمقارنة مع نظيراتها حول العالم حيث نشهد اليوم تقدمًا كبيرًا وتحقيقا كبيرا للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مختلف جوانب الحياة. و نجد المرأة اليوم تعمل في قطاعات مختلفة عما اعتادت عليه من التعليم والخدمات الطبية التي اعتدنا انها مكان العمل التقليدي والمناسب اجتماعياً وثقافياً للسيدات في مجتمعنا، ونرى المرأة اليوم تبدع وهي تشق طريقها في قطاعات التكنلوجيا و الدفاع وعلوم الفضاء والهندسة والطيران والمحاماة وريادة الأعمال وادارة الأعمال الدولية والتمثيل الدولي الرسمي والعمل في المنظمات الدولية ومجلس الشورى وغيره حيث لم يعد لأحلامها حدود، في مجتمع اتاح فرص متساوية للنجاح.
وكان دعم القيادة السعودية الرشيدة وراء هذا التقدم الملحوظ، حيث مثلت رؤية 2030 محفزا كبيرا وراء هذا التطور عن طريق تمكين المرأة السعودية حين اطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرؤية في عام 2016 كاستراتيجية تنموية شاملة وطموحة، تهدف إلى تحقيق تنويع اقتصادي وتحفيز للنمو المستدام، من خلال تحسين جودة الحياة في المملكة وتعزيز الفرص الاقتصادية المختلفة، وكان من أبرز مستهدفات الرؤية زيادة مشاركة النساء في سوق العمل وتوفير المزيد من الفرص للنساء لتشارك في مختلف المجالات وتوفير التدريب والفرص والتركيز على التنمية المهنية بهدف تطوير مهاراتهن وزيادة فرصهن في التأهيل والتطوير المهني مع تذليل الصعاب ووضع التشريعات التي تراعي خصوصيتها وتساهم في تمكينها مما يعزز فرص التوظيف في مختلف المحالات ويزيد مساهمتهن في الاقتصاد.
وقد صرح وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية م. أحمد الراجحي خلال مشاركته في فعاليات ملتقى الميزانية 2024 عن زيادة مستهدفات المملكة لمشاركة المرأة السعودية من المستهدف الأساسي 30% الى مستهدف جديد وهو 40% بسبب زيادة النسبة المحققة لمشاركة المرأة منذ الرؤية من 17% الى 35% الآن، ولهذا التطور المتسارع في تحقيق المستهدفات، اثر اقتصادي هائل على المملكة. فعندما تشارك المرأة في سوق العمل تساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي. وتعزز من استقرار العرض والطلب في سوق العمل وتقلل من الاعتماد على العمالة الأجنبية. كما تعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع عن طريق كسب دخلها الخاص، تصبح أكثر استقلالية ماليًا وقادرة على تلبية احتياجاتها الشخصية والعائلية. كما يتيح لها العمل فرصة لتطوير مهاراتها وكسب خبرات جديدة، مما يعزز قدرتها على تحقيق التقدم المهني والمساهمة في نمو الاقتصاد. كما يعزز توظيف المرأة السعودية الابداع والابتكار في مكان العمل. فبامكان المرأة جلب وجهات نظر مختلفة وأفكارًا جديدة. كما أن توظيف المرأة في مواقع قيادية يعزز التنوع في صنع القرار ويساهم في تحقيق نمو مستدام وشامل.
بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية، تأتي مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل أيضًا بفوائد اجتماعية وثقافية هامة في تغيير النمط الثقافي والتحول نحو مجتمع متقدم ومتسامح. كما أن تواجدها في سوق العمل يعزز دورها كنموذج قوي وملهم للشابات السعوديات، ويسهم في تعزيز التوجه نحو المساواة بين الجنسين في المجتمع.
ومن الضروري ايضا تسليط الضوء على تمكين المرأة في مجال الرياضة فقد شهدت المملكة جهودًا ملموسة لتعزيز مشاركة النساء وتمكينهن، وقد كانت فترة كورونا فترة استكشافية حيث استطعنا استكشاف ربوع بلادنا واستفدنا من طبيعتها الخلابة في رياضات السباحة والغوص والصيد والهايكينق ولم يواجهنا كسيدات اي صعوبات فيها. كما قررت العام الماضي ان اصعد أعلى قمة في افريقيا قمة كلمنجارو في تنرانيا ولاحظت في تدريبي زيادة الوعي عند المجتمع والسيدات. واحمد الله ان نجحت بأن ارفع علم وطني فوق قمة ستيلا بوينت. كما تشرفت وانضميت العام الماضي الى مجلس ادارة الاتحاد السعودي للرياضات البحرية والغوص وعينت كرئيس للجنة المرأة ولاحظت الاهتمام الكبير من قبل وزارة الرياضة واللجنة الاولمبية بتعزيز حضور النساء ومشاركتهن في الأنشطة الرياضية والألعاب على مستوى الهواة والاحتراف وتشكيل العديد من الفرق بمختلف الرياضات، والتركيز الكبير على إنشاء مراكز رياضية نسائية وتوفير بنية تحتية ومرافق رياضية مخصصة للنساء وتأسيس النوادي الرياضية النسائية وتوفير برامج تدريبية وفعاليات رياضية متنوعة من اجل تمكين النساء السعوديات لتمثيل الوطن والمشاركة في المسابقات الرياضية الدولية. مما مكن المرأة السعودية من المشاركة لأول مرة في بطولات دولية ودورة الألعاب الاولمبية والبارالمبية. وفي حين تحقيق النساء السعوديات هذه الخطوات الكبيرة في وقت قصير في عالم الرياضة نشرت اليوم اللجنة الاولمبية الدولية اخيرا خبرا بشأن دورة الألعاب الأولمبية المقبلة باريس 2024: حيث ولأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، سيكون هناك تكافؤ كامل بين الجنسين في ميدان اللعب بفضل توزيع اللجنة الأولمبية الدولية لأماكن الحصص بالتساوي على الرياضيين من الإناث والذكور – 50:50.
وفي مثل هذا المقال يحق لي الفخر أولا بوطني ومن ثم بالسيدات الرائعات فيه فقد مثلوا لي ولغيري نموذج نجاح وقدوة نتطلع لها، وعلى رأس القائمة والدتي الغالية وامي الاخصائية الاجتماعية هند بنت محمد بن ناصر العريفي. حيث قادت هذا الملف فقد كانت نعم النموذج للمرأة السعودية المكافحة والصبورة والعاملة والمربية والأم والمعطاءة للمجتمع، وقد كانت دائما تعزز في واخوتي واخواتي روح العمل وعدم الاستسلام، وكانت حكمتها كفيلة بأن ترينا ان الفرص جميعها متوفرة بشرط السعي والعمل الدؤوب للوصول للأهداف ،كان ذلك في الدراسة أو في العمل وكانت دائما حريصة على الالتزام. ففي هذا اليوم اشكرها جزيل الشكر فهي الملهمة الأولى وكم اني حظيظة بوجودك في حياتي.
في الختام، يحق لنا ان نحفل معا بتقدم المملكة العربية السعودية في تمكين المرأة وتعزيز المساواة، لكن لا نود ان ننسى ان هذا التقدم لم ولن ينجح بدون دعم اخوتنا من الرجال في المجتمع فنحن نكمل بعضنا، فليستمر الدعم لاخوتنا النساء، ولنحتفل بإنجازاتهن، ونعمل معا نحو مجتمع أكثر تكافؤًا وشمولًا للجميع.
كل عام وأنتن بخير بمناسبة اليوم العالمي للمرأة!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال