شراكات تاريخية ونجاحات مستقبلية

استضافت المملكة العربية السعودية للمرة الثانية معرض الدفاع الدولي وكان مركزا للشراكات ومنتدى حافل بالمتحدثين ومعرض مليء بالتكنولوجيا الرائدة في مجالات الدفاع وحضره العديد من الشركات الدولية والمحلية والوفود العالمية. وتشرفت خلال المعرض ان احضر تدشين سمو وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان لآخر طائرة هوك، واحدة من 22 طائرة تم تجميعها بالكامل في المملكة العربية السعودية ضمن مشروع التجميع المحلي الأول من نوعه لطائرات الهوك التدريبية. وكرم سموه خلال الحفل القائمين على المشروع والشباب المهندسين والفنيين في بادرة كريمة من سموه كان لها عظيم الأثر.  حيث تم اطلاق هذا المشروع عام 2017 كأحد مبادرات البرنامج السعودي البريطاني للتعاون الدفاعي، وعملت شركة بي أيه إي سيستمز البريطانية مع مكتب المشروع على تنفيذ وتسليم الطائرات بشرط ان يتم توطين المعرفة ونقل التقنية وتدريب الشباب السعودي على هذا المشروع في المملكة العربية السعودية لأول مرة.

وفي عام 2019 دشن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان باكورته مع أول طائرة تم تجميعها، بعد ان عمل الشباب السعودي 40 اسبوع متواصلة لتسليمها وحققوا أرقاما قياسية في سرعة التجميع، واكتملت عمليات التجميع النهائي لـ 22 طائرة من طراز هوك التدريبية النفاثة في منشأة البرنامج السعودي البريطاني للتعاون الدفاعي في قاعدة الملك عبدالعزيز الجوية في الظهران.  

ومكن هذا المشروع الشباب السعودي من التوظيف والتدريب في مجال الدفاع حيث انضم اكثر من 180 شاب بين مهندس وتقني وفني للمشروع وتم تدريبهم بمعدل مئة اسبوع قبل ان يتمكنوا من الانخراط في برنامج التجميع طائرات الهوك النفاثة، كما تم اشراك الشركات السعودية التي تعمل في مجالات التصنيع الدفاعي للمساهمة  في تنفيذ وصناعة العديد من القطع التي تستعمل في الطائرات، وكان عدد الشركات المشاركة في المشروع اكثر من 25 شركة محلية بمعدل تصنيع 3114 قطعة صنعت بالكامل في المملكة العربية السعودية.

ويتوقع أن يسهم مثل هذا المشروع بشكل كبير في تطوير صناعة الدفاع في المملكة العربية السعودية، حيث تسعى الشركة خلال شراكتها في المملكة الى التعاون المشترك لنقل التكنولوجيا والقدرات التصنيعية إلى الشركات المحلية وتوطين المعرفة والعمل على توفير فرص عمل وتدريب للمواطنين السعوديين، مما يعزز الصناعة الدفاعية في المملكة ويساهم في تحقيق أهداف رؤية 2030 لرفع نسبة المحتوى المحلي في قطاع الدفاع وتوطين الانفاق العسكري بنسبة 50%.

وتعرف المملكة العربية السعودية بشراكاتها العالمية والاستراتيجية منذ سنين حيث تتعاون في القطاع الدفاعي مع بريطانيا عن طريق عملها مع شركة بي أيه إي سيستمز منذ العام 1966 لتوفير خدمات التدريب والتسليح و الهندسة والصيانة للقطاع العسكري، ولديها اليوم أكثر من 7 الاف موظف في مناطق ومدن مختلفة حول المملكة. حيث يمثل السعوديون نسبة 78% من الموظفين مما يجعل من شركة بي أيه إي سيستمز إحدى أكبر الشركات العالمية الموظفة للسعوديين في القطاع الخاص بالمملكة.