الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ألذ الأطعمة و المأكولات تباع في الشوارع والارصفة، والبعض منها يتم تداول اسمها خارج المدن الأخرى بل تصل الى بلدان ويأتي اليها السياح، حينما يزورون تلك المدينة يحرصون على الوقوف امام هذه المطاعم لتناول وجبتهم، وهذا الكلام ليس من عندي، فمن زار مصر والصين وتركيا والهند ووقف امام عربات تبيع اطعمة متنوعة وحالة الزحام الموجودة وصور السيلفي من الزوار تعطي مؤشر ان هذه المطاعم تبني اسمها لدى العملاء بطرق مختلفة أولا رخص القيمة وثانيا اظهار الابتكارات في أنواع الطبخ التي يقوم بها الأشخاص انفسهم، وهنا يخلق جو المنافسة في تقديم وجبات تسرق الانتباه.
احرص بشدة حينما أزور أي مدينة سواء مدن سعودية او عالمية ان اتذوق من الأطعمة التي تباع في الشوارع، لأنها تعكس هوية المدن، وتكشف لنا ثقافتها في تنوع الأطعمة، في مكة المكرمة، كنا نستمتع ببسطات الكبدة والمقليات وبائعي السيريه وفي أيام الحج تجد بسطات اطعمة متنوعة حسب جنسيات الحجاج الا ان هذه المناظر للمطاعم والبسطات اختفت مع تشديد امانات المدن في ضبط هذه المطاعم. الا انها تبقى لها سوق خاص وزبائن يأتون اليها من كل مكان
رمضان يعد أكبر سوق لظهور البسطات وأنواع مختلفة من الأطعمة وأيضا بعض المنتجات الحرفية والمشغولات، واعتقد أيضا هو أكبر سوق لتشغيل الاسر المنتجة وأصحاب المؤسسات متناهية الصغر. وهي أيضا أكبر سوق لتداول العملات خارج البنوك يتم التعامل بالعملات نقدًا، أي بشكل ورقي، وذلك خارج نطاق البنوك
في هذه البسطات والمحلات. والشارع السعودي مثل كل الشوارع في العالم يتواجد فيه باعة البسطات ومنهم ماهرين في حرفة او صنعة محددة، الا ان الظروف لم تجعلهم يمارسوا هذه الأنشطة بشكل نظامي من محل وديكور، او لسبب ما، ويكفي ان تلقي نظرة على البسطات في جدة التاريخية وأشهر بائعي الكبدة والمقليات وصانعي المشروبات الباردة والساخنة، والعصيرات المتنوعة. وهذه الصورة موجودة في معظم مدن ومناطق المملكة، وعلى الرغم من وجود محلات تبيع هذه السلع والأغذية، الا ان الناس تفضل ان تشتري من هذه البسطات اما لسمعة بائعها لدى الناس وشهرته في الأمانة او الطعم، وربما لان أسعاره في متناول الجميع. وتحديدا في رمضان تدخل اسر جديدة فقط لمدة شهر لبيع منتجها المفضل في رمضان، وتغيب بعد نهاية رمضان، مثل السمبوسة والمعجنات والعصيرات والمشروبات المخصصة لهذا الشهر من سوبيا وتمر هندي ومشروب الكركديه، وسلع أخرى لها علاقة باحتياجات رمضان وكلها مشروبات ومأكولات.
حسب البيانات الرسمية في السعودية حاليا أكثر من 100 ألف اسرة عاملة في قطاع الاسر المنتجة، وتجاوزت مبيعاتها 13 مليار ريال، كما استفادت هذه الاسر من التمويل الحكومي من بنك التنمية الاجتماعية وحصلت على ملياري ريال.
هذه المظاهر والمناظر أحد الصور الجميلة التي ينفرد بها المجتمع السعودي في رمضان، ويمكن استغلال هذه الأسواق كقوة ناعمة سعودية والاستفادة منها في استقطاب سياح محليين ومن الخارج مع تقديم دعم دعائي لهم بحيث يجذب الزوار للمدينة، لا أقول للبلديات ان تتدخل وتضع لهم قيود او شروط وتفرض عليهم رسوم، حتى لا يهربوا من الشارع، المسألة تحتاج الى تنظيم مثلا تطالبهم لكل بسطة زي ولون وملابس نظيفة وحتى أدوات البيع والبسطات تكون بشكل لافت، المنظر الحالي تجد احدهم يقف وبجانبه سطلا داخله مشروبات يغطي راسة بقطعة ورق كرتون على راسه لتحميه من الشمس، او بائع مقليات وحوله القطط متجمعة بشكل يزعج المارة، او يختار موقع للبيع وبجواره برميل نفايات، فيما لو تم تنظيم هذه البسطات ليس فقط في رمضان انما طوال العام، مثلما هناك تجار يعرف الناس من بضاعتهم ومحلاتهم وأنواع الخدمة المميزة، هناك أصحاب مهن وحرف تخرج من بين أيديهم الذ الأطعمة والمشغولات والحرف، ويذهب الناس خصيصا .. ويقضون أوقات ممتعة وهم يتناولون وجبتهم المفضلة، ويلتقطون أجمل الصور. ربما المشكلة الوحيدة التي تواجه مرتادي هذه البسطات، انه يجب ان يذهبوا اليها وهم يحملون المبلغ نقدا، مما يفقد الكثير من العملاء، حيث يتعامل الكثيرون عبر شبكات الدفع الالكتروني، وهذه البسطات لا تتوفر لديها مثل هذه الخدمات، وبالتالي متى ما تظافرت الجهود بين عدة جهات في توفير أجهزة دفع الكتروني لأصحاب البسطات، مع تعديل بعض التشريعات والأنظمة بحيث يسمح لهؤلاء استخدامها، ومنها نحمي السوق من دخول أي أموال مشبوهة تستغل عدم وجود رقابة او تنظيم. وتبقى أصوات الباعة أحد أجمل الأصوات التي يفضل سماعها السياح والزوار ومرتادي هذه البسطات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال