الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إن السيارات تعد واحدة من أكثر المنتجات الصناعية تألقا في الصين الآن. وفي عام 2023، أصبحت الصين أكبر مُصدّر للسيارات في العالم. وفقا للبيانات الصادرة عن الجمعية الصينية لمصنعي السيارات، بلغ إنتاج ومبيعات السيارات في الصين في عام 2023 إلى 30.161 مليون وحدة و30.094 مليون وحدة على التوالي، بزيادة سنوية قدرها 11.6% و12% على التوالي، مسجلا مستوى قياسيا ونمو مزدوج الرقم، لتحتل المرتبة الأولى في العالم لمدة 15 عاما متتالية. وفي عام 2023، بلغت صادرات السيارات الصينية الكاملة 4.91 مليون وحدة، بزيادة سنوية قدرها 57.9%. ومن بينها، تم تصدير 1.203 مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة، بزيادة سنوية قدرها 77.6%. وبفضل السيارات الكهربائية، تجاوزت صادرات الصين من السيارات صادرات اليابان لأول مرة واحتلت المرتبة الأولى في العالم.
في يناير، قال الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، إن شركات السيارات الصينية هي الأكثر تنافسية على مستوى العالم. “بدون الحواجز التجارية، ستتفوق شركات السيارات الصينية على معظم شركات السيارات الأخرى في العالم بسهولة تقريبا. إنها ممتازة للغاية”.
ومع ذلك، وفقا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، في 29 فبراير بالتوقيت المحلي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، بسبب ما يسمى بـ”المخاطر المحتملة على الأمن القومي”، أنه سيبدأ تحقيقا في السيارات المتصلة بالإنترنت المصنوعة في الصين. وزعم بايدن أن الصين عازمة على السيطرة على سوق السيارات الكهربائية من خلال ممارسات تجارية غير عادلة. قد تغمر السيارات الصينية السوق الأمريكية “مما يشكل خطرا على أمننا القومي”. كما أعلن أن الحكومة الأمريكية “ستتخذ إجراءات غير مسبوقة” ردًا على ذلك. لكن الحقيقة هي، أن الولايات المتحدة قد وضعت بالفعل حواجز تعريفية عالية ضد السيارات الكهربائية الصينية، ولا توجد سيارات صينية الصنع في شوارع الولايات المتحدة، بعكس ما موجود على الطرق الصينية حيث يمكن رؤية السيارات ذات العلامات التجارية الأمريكية في كل مكان.
ردا على ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، إن السيارات الصينية تحظى بشعبية واسعة في جميع أنحاء العالم ليس بسبب ما يسمى بالممارسات “غير العادلة”، بل بفضل الابتكار التكنولوجي والجودة الممتازة التي تشكلت في المنافسة الشرسة في السوق. الصين دائما ما تفتح أبوابها لشركات السيارات العالمية، وشركات السيارات الأمريكية تتمتع دائمًا بالمزايا التي يوفرها السوق الكبيرة في الصين. إن تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية لن يؤدي إلا إلى إعاقة تطور صناعة السيارات الأمريكية.
أدى صعود الصين السريع في مجال مركبات الطاقة الجديدة إلى الضغط الكبير على الولايات المتحدة. أولا، سعر السيارات الكهربائية الصينية منخفض نسبيا، ولكن جودتها مضمونة، مما حازت على تفضيل المستهلكين في جميع أنحاء العالم. ثانيا، تتمتع السيارات الكهربائية الصينية بمزايا كبيرة من حيث الوظائف الذكية والتصميم العصري. وتواصل شركات السيارات الصينية ابتكار وإدخال تقنيات متقدمة، مما يسمح للسيارات الكهربائية الصينية بإظهار قدرة تنافسية قوية في السوق العالمية. وفي الوقت نفسه، تتمتع الصين أيضًا بموارد معدنية وفيرة لتصنيع البطاريات، وتكاليف البطاريات منخفضة نسبيا، مما يوفر أيضا فرصا للسيارات الكهربائية الصينية لدخول السوق العالمية.
وقد عزز الطلب الضخم والمنافسة الشرسة في السوق الصينية التطور السريع للتكنولوجيا والتحكم الفعال في التكاليف. على سبيل المثال، يتقدم المصنع البيئي الذكي لشركة إيان التابعة لمجموعة قوانغتشو للسيارات بفارق كبير من حيث الذكاء والرقمنة، حيث يمكنها إنتاج سيارة كل 53 ثانية، بمعدل استخدام للطاقة يبلغ 160%، مما يجعله “مصنع المنارة” الوحيد في العالم للسيارة الطاقة الجديدة. كما أن مبيعات سيارات ماركة بي واي دي الكهربائية تجاوزت تسلا، لتصبح الأولى في العالم، وهو ما يعكس قوة السيارات الكهربائية الصينية.
على الرغم من محاولات الولايات المتحدة للحد من دخول السيارات الكهربائية الصينية من خلال إقامة حواجز تجارية، إلا أن أداء السيارات الكهربائية الصينية في السوق العالمية لا يزال قويًا. على سبيل المثال، في سوق السيارات السعودية، تعتبر بي واي دي واحدة من أكبر موردي الحافلات الكهربائية في المملكة. وقعت وزارة الاستثمار السعودية اتفاقية بقيمة 210 مليارات ريال سعودي (حوالي 56 مليار دولار) مع شركة تصنيع السيارات الكهربائية الفاخرة الصينية Human Horizons. واستثمرت شركة CYVN Holdings، وهي جزء من حكومة أبو ظبي، في العلامة التجارية الصينية الفاخرة للسيارات الكهربائية نيو. كما وقعت شركة سي إتش لتكنولوجيا السيارات اتفاقية تعاون استراتيجي مع أكبر شركة خاصة في الأردن، مجموعة مناصير.
تتقدم صناعة السيارات الصينية بخطى ثابتة وسريعة نحو تحقيق تنمية عالية الجودة، مظهرة حيوية الابتكار التكنولوجي الصيني، ومرونة سلسلة التوريد والصناعة، وفرص السوق الصناعية. هذا لا يستند فقط إلى دعم السوق المحلية، بل يستفيد أيضا من موقف الانفتاح على العالم الخارجي والتعاون الدولي. الصين لا تدعم فقط الشركات المحلية للتوسع في الخارج، بل ترحب أيضا بالشركات الأجنبية لدخول السوق الصينية. هذا الموقف المفتوح لا يفيد فقط تطور صناعة السيارات الصينية، بل يوفر أيضا فرصا جديدة لتحول وترقية صناعة السيارات العالمية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال