الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مقدمة
في عصر تتسارع فيه التحولات والتحديات الاقتصادية والاجتماعية وتتنافس الدول فيما بينها على الموارد وتحقيق مستهدفاتها التنموية، تبرز أهمية الإدارة المبنية على النتائج كمنهجية أساسية لتمكين الحكومات من تحقيق طموحاتها التنموية عبر تعزيز الكفاءة والفعالية داخل المؤسسات العامة. هذا المفهوم، الذي يركز على توجيه الموارد والأعمال الحكومية نحو الخروج من التركيز على تنفيذ المشاريع إلى التركيز على تحقيق نتائج وآثار تنموية ملموسة وتقييم وقياس أداء البرامج والسياسات العامة بناءً على مدى قدرتها على تحقيق الأهداف التنموية المستهدفة في المجالات التنموية المختلفة (الاجتماعية، الاقتصادية، والبيئية).
وتزداد هذه الأهمية في الاقتصاديات الطموحة والتي تمر بتحولات تنموية كبرى ولديها زخم عالي من المشاريع التنموية تحت التنفيذ لضمان الخروج من التركيز على المشاريع (Projects Driven) نحو تركيز أكبر على التنمية (Development Driven).
وهذه الممارسة كانت من أهم تطورات ممارسات الإدارة العامة التي حدثت خلال الثلاث عقود الماضية وكانت ركنًا أساسيًا في رفع الأداء التنموي الحكومي للعديد من الدول التي قامت بتبني وتفعيل الممارسة. بالنسبة للمملكة العربية السعودية، التي تشهد تحولات جذرية ضمن رؤية 2030، وتشهد مشاريع تنموية في غاية الضخامة فإن تبني هذا المنهجيات يزداد أهمية في هذه المرحلة من رؤيتنا التنموية وممكن أساسي لتحقيق أهدافنا التنموية المستدامة والشاملة.
الوضع الحالي
السعودية، بقيادتها الرشيدة، قد أخذت خطوات مهمة نحو تحسين الأداء التنموي الحكومي. من أهمها:
بالرغم من كل المبادرات أعلاه إلا أن الممارسة على أرض الواقع ما تزال في مراحلها الأولى، يتضح ذلك من كثير من تقارير الجهات الحكومية التي ماهي إلا تقارير تقدم لتنفيذ المشاريع أكثر من كونها تقارير تعكس التغير في النتائج التنموية المتحققة والفجوات المتبقية.
الفجوات والتحديات
على الرغم من هذه الجهود، تواجه الإدارة المبنية على النتائج في السعودية تحديات متعددة. من أهمها:
الحلول المقترحة
لتجاوز هذه الفجوات، يُقترح عدة إجراءات:
خاتمة
الإدارة المبنية على النتائج تمثل ركيزة أساسية لدعم تحقيق رؤية المملكة 2030، وأداة مثلى لتسريع تحقيق التطلعات الطموحة لقيادة المملكة، وتعظيم المنافع التنموية المخطط لها وكذلك إبراز الآثار التنموية التي تم تحقيقها. يأتي هذا مع إقتراب رؤية المملكة 2030 من نصف مدة تنفيذها والحاجة لتقييم الأداء التنموي لبرامج الرؤية، والعمل على تحسينها لتحقيق أفضل أداء تنموي ممكن.
تعزيز هذه الممارسات يتطلب جهودًا متواصلة ومبادرات مبتكرة، من كل الأجهزة الحكومية، خصوصاً من قبل مركز أداء وبرنامج التحول الوطني.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال